الجزائر تكرّم علي سلمان غالي:
الشعر الشعبي مطية أكيدة لحمل هموم الشعوب

- 658

أكّد الشاعر علي سلمان غالي على ريادة الشعر الشعبي في الساحة الثقافية العراقية، من حيث أنه يهتم أساسا بإيصال الرسائل إلى المجتمع، فيما اعتبر، من جهته، الشاعر توفيق ومان أنّ القصيدة الشعبية تمثّل وثيقة تاريخية لا غبار عليها، كما أنّها رافقت الثورات التحريرية منذ القدم، لتكون شاهدة على انتصاراتها .
نزل الشاعر العراقي علي سلمان غالي ضيفا على الجزائر؛ حيث قدّم، بالمناسبة، أمسية شعرية من تنظيم الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي بالمكتبة الوطنية الجزائرية، بحضور سفير العراق السيد عبد الرحمن حامد الحسيني والشاعر التونسي أحمد العباسي والشاعرة حليمة بوعلاق وشعراء آخرين.
قدّم علي سلمان غالي بعضا من قصائده في الشعر الشعبي، في مقدّمتها قصيدة "اليتيم" التي اشتهر بها. وفي هذا قال بأنه شعر بالأسف الشديد، بل بالحزن العميق على طفل شاهده عبر فيديو وهو يحكي معاناته، فرغم أنّه لا يتجاوز 12 سنة، إلاّ أنّه يحمل على عاتقه مسؤولية إطعام والدته المعاقة وأخيه الصغير، بل قال بضرورة إيجاد عمل؛ لأنه لا يرضى بالتسول، وهكذا كتب الشاعر قصيدة عن هذا اليتيم وقدّمها في أحد المهرجانات، والنتيجة أن بعضا من الحضور أهدى اليتيم أموالا وبيتا.
كما ألقى علي سلمان قصائد أخرى بالمناسبة، منها قصيدة يحكي فيها عن حبه الشديد لبلده العراق، والتي كتبها بعد مشاهدته ألعابا رياضية عربية، وتمنى فيها فوز الرياضيين العراقيين، ليأخذه الإلهام إلى نظم قصيدة يحكي فيها عن ولهه ببلده، إضافة إلى إلقائه أبياتا عن حبه للجزائر البلد المضيف.
بالمقابل، قال الشاعر إنّ العراق بخير، والإعلام الخارجي هو الذي يقدّم صورة سيئة عنه، مضيفا أنّ الشعب العراقي يتّحد في الظروف الصعبة خاصة في حال الانفجارات، مقدّما مثلا عن انفجار كرادة الذي خلّف أكثر من 300 ضحية بين قتيل وجريح، إلاّ أنّه عرف مساندة قوية من السنّة للشيعة الذين تعرّضوا لهذا الفعل الشنيع.
كما نوّه الشاعر باهتمام العراقيين بالثقافة جمعاء، حيث تُعرض حاليا في بغداد خمس مسرحيات، ويستمر العرض إلى غاية منتصف الليل، ويشهد حضورا غفيرا للجمهور. كما أكّد على إمكانية التعبير بكلّ حرية سواء من الإعلام أو من المثقفين، مقدما مثلا عن قدرته على تناول أي موضوع في قصائده، بل حتى أنّه ألقى قصائد لوم للمسؤولين في قبة البرلمان العراقي بدون أدنى مشكل. وأضاف علي أنّ للشعر الشعبي تأثيرا كبيرا على الشعب العراقي، بل إنّ أكثر من تسعين بالمائة مما يقدَّم من شعر، يحمل الصبغة الشعبية، مشيرا في السياق نفسه، إلى أنّ الشعر قضية؛ لأنّه لا يحمل الكلمات فقط، بل يقدّم رسائل، ويؤثّر، بشكل جلي، على المجتمع والنظام معا.
وقدّم الشاعر معلومات حول الأوزان التي يعتمد عليها الشعر العراقي الشعبي، ومن بينها الأبوذية التي تضم ثلاث جناسات متحدة في المعنى ومختلفة في المعاني. أما الزهيري فيأتي على وزن البسيط، في حين الدارمي يعالج في بيتين من الشعر، قصة كاملة، بينما وزن ومضة يعني قصيدة مكثفة تحمل فكرة مفاجئة.
بالمقابل، استلم الشاعر العراقي علي سلمان الغالي، درع اتحاد الكتّاب الشعراء الشعبيين العراقيين والعرب، بعد أن سمع الحضور لقصائد كل من الشاعر الشعبي التونسي أحمد العباسي، رئيس الرابطة التونسية للثقافة الشعبية، ومواطنته حليمة بوحليق، إضافة إلى قصيدة للشاعر الجزائري مسعود طيبي بعنوان "ما لقيتش راحة" وقصيدة "كسر عودك" للشاعر صالح رابح من الجلفة، وكذا قصيدة لرئيس الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي توفيق ومان.
يُذكر أنّ علي سلمان غالي شاعر وإعلامي وكاتب في الصحف العراقية الرياضية، وكذا مقدّم برامج، وهي "الشعر قضية"، "لا تنسونا" و«مسار الرياضية". كما يُعدّ ويقدّم البرنامج الإذاعي "شعر لا شعر". وعمل الشاعر في عدة صحف عراقية يومية، وقد أصدر ديوانه الأول عام 2005 تحت عنوان "قصائد قانته". أما ديوانه الثاني فهو قيد الطبع، وقد وضع أغاني حوالي 30 مسلسلا عراقيا، وكتب كلمات الأغاني لبعض أشهر المغنين العرب، على غرار كاظم الساهر ووليد توفيق.
وشارك الشاعر في العديد من المهرجانات الشعرية داخل وخارج العراق، وهو عضو عامل في نقابة الصحفيين العراقيين منذ سنة 1995، وعضو عامل في نقابة الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية، وعضو عامل في الاتحاد العربي للصحافة الرياضية وعضو في الاتحاد العراقي للأدباء الشعبيين.