ستنطلق أشغال ترميم وتهيئة ورد الاعتبار لمسجد الباشا رسميا بداية من شهر ماي المقبل، بعد استيفاء جميع الإجراءات المالية والإدارية والتقنية المتعلقة بالملف.

وللعلم، فإن أشغال الترميم التي كان من المفروض أن تنطلق بداية من شهر أكتوبر من السنة الماضية، عرفت تأخرا كبيرا بسبب إجراءات الحجر المنزلي، واتساع رقعة الإصابات المتعلقة بوباء كورونا. وحسب متتبعي الملف من بلدية وهران ومديرية الثقافة على حد سواء، فإن انطلاق الأشغال الذي عرف تأخرا فاق ستة أشهر، سيتم احتواؤه لاحقا، من خلال تكثيف عدد العمال من جهة، وتوسيع دائرة العمل إلى دوريتين اثنتين أو ثلاث دوريات، حسبما تقتضيه الظروف. يُذكر أن في إحدى الزيارات الميدانية التي قامت بها وزيرة الثقافة إلى ولاية وهران ومعاينتها الميدانية لوضعية مسجد الباشا الواقع في وسط مدينة وهران وبالضبط في حي سيدي الهواري العتيق، أكدت أن إجراءات الشغل والشروع في عمليات الترميم ستكون مباشرة بعد رفع الحجز المنزلي بسبب وباء كورونا، غير أن الأوضاع سارت في اتجاه معاكس؛ ما جعل الأمور تتأخر نوعا ما، إلا أنه سيتم تدارك الأمر، وبالتالي بالإمكان ربح الكثير من الوقت خلال الشروع الفعلي في إنجاز وتجسيد عمليات ترميم هذا الصرح والمعلم التاريخي والديني الكبير.

عمليات الترميم ستقوم بها واحدة من أكبر وأنجح وأرقى المؤسسات التركية في إطار تطبيق بروتوكول التعاون ما بين البلدين، وتتعلق بإنجاز مختلف عمليات الترميم على مسجد الباشا وغيره من المعالم التاريخية الأخرى ذات العلاقة بالوجود العثماني في الجزائر.

وإلى جانب الشروع في تجسيد أشغال الترميم على مستوى مسجد الباشا، سيتم التحضير لتجسيد عمليات ترميم أخرى على مستوى قصر الباي، الواقع غير بعيد عن المسجد؛ ما من شأنه أن يمكّن عددا من الحرفيين الجزائريين من اكتساب خبرة في مجال الترميم.