مسرحية "أنفاس لا تخون" لأحمد خودي

السينوغرافيا تضيّع النص

السينوغرافيا تضيّع النص
  • القراءات: 997
دليلة مالك دليلة مالك

عرض مسرح بسكرة الجهوي شباح المكي، مساء أول أمس، ضمن تواصل شهر المسرح الموجه لاحتفالات ستينية الاستقلال الذي يحتضنه المسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي، العمل المسرحي الموسوم "أنفاس لا تخون" للمخرج أحمد خودي، وتأليف رابح هوادف؛ إذ يسرد مسيرة نضال شباح المكي، السياسي والنشاط الثقافي، أصيل مدينة طولقة في بسكرة. 

تعود المسرحية (80 دقيقة) لذاكرة منطقة في حد ذاتها، عما فعله الباشاغا بن قانة، شيخ العرب، للفنان الرجل شباح المكي، الذي وقف في وجهه، رافضا بطش حليف المحتل. ويحقد الباشاغا بوعزيز بن قانة على شباح المكي؛ لأنه بارك لخروج الشيخ العقبي من السجن، وأقام له وليمة كبيرة. كذلك استضاف الشيخ عبد الحميد بن باديس ضمن نشاطه السياسي. وهي نشاطات كان يقيمها في منزله.

ووصل الباشاغا أخبارٌ عن الموقف العدائي من المكي، ورفضه سياسة الخنوع والذل، فيسعى الباشاغا بن قانة الرجل الإقطاعي، لسجن المكي بدون المرور على محاكمة عادلة، ويفعلها بالتعاون مع ضابط فرنسي لئيم، فيقومون بجر المكي مسافة 75 كلم مربوطا بذيل حصان، ويُسجن مدة شهر كامل بدون أن يفهم طبيعة السبب وراء الاعتقال، وفور خروجه من السجن يرفع المكي دعوى قضائية ضد بن قانة، ويستدرجه إلى محاكمة؛ عسى أن تفضح المستور، فيكون ذلك.

وجاء العرض بنص مكتوب بشكل سلس، وحوار درامي مدروس، غير أن العملية الإخراجية ظهرت أقل مستوى، ولم تدعم النص بالصورة اللازمة. وزاد ضعف السينوغرافيا من ضرر العرض. ودارت أحداث القصة على خشبة عارية أحيانا. كما تظهر بعض الديكورات باهتة غير مفهومة أحيانا أخرى، في مثل أشكال لا تبدو نخيلا، ولا تبدو أعمدة كهربائية. كما تظهر المواد المصنوعة بها، رديئة.   

جدير بالذكر أنه لأول مرة تتناول مسرحية سيرة المناضل الشباح مكي. وهي شخصية نضالية مركبة، سياسية وثقافية، تتطلب دراسات أكاديمية تاريخية من جهة، وأنتروبولجية من جهة أخرى، ليس فقط لتعدد نضاله السياسي ونشاطه الثقافي، وإنما كذلك في التحول والتطور الجوهريين في أفكاره الإديولوجية؛ من بيئة داخلية ريفية زراعية رعوية في العمق الجزائري، تخضع لسلطة القوى الدينية والزمنية من زوايا وعائلات متنفذة، وإقطاع وقيادات أهلية، سواء بجبال احمر خدو، أو بسيدي عقبة بالزيبان، إلى التواصل مع علماء الحركة الإصلاحية، ونخبة كتلة المنتخبين ونجم شمال إفريقيا الاستقلالي الراديكالي، قبل اعتناق الإديولوجية الشيوعية والالتحاق بالحزب الشيوعي ومقارعة القيادات الأهلية المتواطئة مع إدارة الاحتلال الفرنسي (ابن قانة) والإقطاعيين من رجال الدين والإدارة، بالنضال السياسي النقابي، والنشاط الثقافي الرياضي المسرحي.