افتتاح الدورة الـ12 لمهرجان الجزائر الدولي للفيلم
السينما فضاء للذّاكرة والالتزام وبناء الإنسان
- 82
دليلة مالك
افتتحت فعاليات الدورة الثانية عشرة لمهرجان الجزائر الدولي للفيلم سهرة أول أمس، بالمسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي، في دورة تُعيد للسينما الجزائرية تألقها، وتؤكّد مكانة الفن كجسر للتفاعل الإنساني، وكقوة حاضنة للقيم العادلة والصداقات التاريخية.
في كلمتها بالمناسبة، شدّدت وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، على أنّ السينما تشكّل أحد أوسع الفضاءات التي تسمح للإنسان بإعادة النظر في مساره، وفي معنى العيش المشترك الذي يجمعه بالآخر. وقالت: "حين يلامس الفن قضايا الإنسان يتحوّل إلى معرفة حسّية تكشف ما قد يُحجب عن الأنظار، وتمنح التفاصيل الصغيرة قيمتها الأخلاقية التي تُهملها الضوضاء اليومية".
وأبرزت الوزيرة، أنّ المهرجان يقوم على رؤية تجعل من الإبداع قوة فاعلة في بناء مجتمع منفتح يحتفي بالتنوّع ويشجع التفكير النّقدي. وأضافت أنّ تنوّع الأفلام المشاركة يفتح أمام الجمهور مساحات جديدة للتأمل والتفاعل، ويتيح لهم اكتشاف تجارب إنسانية متعددة تسهم في توسيع أفق الرؤية.
وفي ختام كلمتها حيّت الفنّانين "صُنّاع الحلم"، مؤكدة أنّ الجزائر ستظلّ تدعم كلّ فن يمنح الإنسان حقه في السرد والحضور، قبل أن تعلن رسميًا انطلاق الدورة الثانية عشرة للمهرجان "طبعة الالتزام بالفن، بالقضية، وبالصداقات العابرة للزمن".
أمّا محافظ المهرجان مهدي بن عيسى، فركّز في كلمته على القوة التحويلية التي تمتلكها السينما، مؤكدًا أنّها "كانت دائمًا في مواجهة التحديات". وأضاف "حتى عندما كانت السينما صامتة لم تكن ساكتة ومع ظهور الصوت والألوان لم تخشَ التحوّل.. صعدت للجبال، ورافقت الكفاح الوطني والتحوّلات الاجتماعية مثل مجاهد لا يتخلّف عن ركب العصرنة".
وأشار بن عيسى، إلى أنّ السينما تجاوزت الحدود وعايشت الحروب من أجل الحرية، وتكيّفت مع التلفزيون والأجيال الجديدة والتكنولوجيا الحديثة، لأنها ـ كما وصفها ـ "خبرة وحيلة" تُمكّن الإنسان من مواجهة أفكاره وقيمه من خلال الصورة.
وأضاف "أفلام اليوم هي ذاكرة الغد وتاريخ المستقبل.. ومن واجبنا أن نروي حكاياتنا نحن، قبل أن تتحوّل إلى مادة يرويها غيرنا".
وعرف الحفل تكريم عدد من الوجوه الفنية، وقد تأثر الحاضرون بتكريم الممثل صالح أوقروت، والراحلة باية بوزار المعروفة ببيونة، التي فقدناها مؤخرا، والراحل حاج اسماعين والفنانة الكوبية ليزات فيلا، التي عبّرت عن سعادتها بهذه المفاجأة.
ولأول مرة تم تعيين لجنة تحكيم خاصة بالتقنية للأفلام الجزائرية، ستختار أحسن فيلم من هذه الناحية، كل ما يتعلق بزوايا التصوير، جودة الصوت، الصورة كذلك، ويترأس هذه اللجنة رشيد بن علال، ومعه في هذه المهمة كمال مكسار، وحمودي لاقون.
في الأخير تم عرض النسخة المرممة لفيلم "غواصو الصحراء" للمخرج الراحل طاهر حناش، الذي قدم مع الفرقة الموسيقية الأوركسترالية بقيادة خليل بابا أحمد، التي أدت موسيقى للراحل محمد ايقربوشن، وهو عمل سينمائي يعود لعام 1952.