الكاتب السينمائي محمد الكورتي لـ"المساء":

السينما شغفي والأدب الغرائبي ملهمي

السينما شغفي والأدب الغرائبي ملهمي
الكاتب السينمائي محمد الكورتي
  • القراءات: 623
  لطيفة داريب لطيفة داريب

شغف السينمائي والكاتب محمد الكورتي بالفن السابع لا يخفى على أحد، فهو سفيره ليس في معسكر مسقط رأسه وحسب، بل في الجزائر، وهذا من خلال تسييره لنادي السينما الأقدم في الجزائر من حيث النشاط الدائم، وقد برز هذا الوله أيضا في طريقة كتابته لمجموعته القصصية التي صدرت مؤخرا عن القصبة، بعنوان "قصص عن العالم الأدنى".."المساء" تواصلت مع الكورتي وأجرت معه هذا الحوار القصير.

صدر لك أول مؤلف وأنت في عمر 66 سنة، رغم أنك تكتب منذ زمن طويل، لم ذلك؟

صحيح أنني كتبت العديد من القصص، صدر بعضها في مؤلفات جماعية، لكن لأول مرة يصدر لي كتاب فردي والموسوم بـ«قصص عن العالم الأدنى". لا أدري لم هذا التأخر في النشر، ربما لأنني هكذا "ثقيل" في الفعل، حتى أن لي رواية أكتبها منذ عشرين سنة، ولم أقرر بعد نشرها، أما كتابتي للقصص، فكما ذكرت، يحدث منذ زمن بعيد، وهناك جزء ثان لمجموعة قصصية ستصدر لي  دائما في الأدب الغرائبي "الفانتاستيك".

لماذا أدب الفانتاستيك تحديدا؟

لأن هذا الأدب يهمني، وهو موجود حتى في الأشرطة المرسومة والسينما، هو عالم غريب يخرجك من واقعية الحياة، فتجد نفسك تعيش حياتين، واحدة واقعية رتيبة وأخرى غريبة استثنائية، وأؤكد هنا أن الأدب الغرائبي لا يعني الأدب الساحر الجميل، بل يمكن أن تكون حكاياه مرعبة تحدث في القارئ قشعريرة، أو تدفعه للشعور بالخطر. كما أن نهاية هذه القصص لا يمكن أن تكون دائما سعيدة بإنقاذ البطل، مثلا. بالمقابل، هذا لا يعني أنني لا أحب الأدب الكلاسيكي، مثل ما يكتبه سانباك وغيره.

هل تعتقد أن العالم الذي نعيش فيه يكون أحيانا أكثر غرابة من قصص الأدب الغرائبي؟

أحيانا نعم، حقيقة أهوى تناول القصص الغريبة، لأنها خارجة عن المألوف، وتدفعني دفعا للكتابة عنها، فأنا منجذب للقصص غير الطبيعية انجذابا كبيرا، ولأنها كذلك، أكتب عنها.

ماذا عن القارئ الجزائري، هل يهتم بالأدب الغرائبي وأدب الخيال العلمي؟

نعم والدليل ولعه بأفلام "هاري بوتر" وسلسلة "سيد الخواتم" وغيرهما.. نعم دائما هناك جمهور لأدب وسينما الرعب والغرائبي والخيال العلمي.

عودة إلى روايتك التي لم تعرف بعد مصير النشر، ماذا يمكن أن تقول عنها؟

ليس سهلا نشرها، فقد تناولت فيها جزءا من حياتي.

* إذن لا تريد أن يكشف القارئ محطات من حياتك، ربما من غير اليسير الفصل بينها وبين الجانب الخيالي للرواية؟

لا يمكنني إخفاؤها.. أكيد ستظهر.

حدثنا عن نشأة نادي سينما معسكر؟

هو أقدم نادي سينما في الجزائر، صحيح أنه كانت هناك نواد سينمائية تنشط في الستينات، وحتى السبعينات من القرن الماضي، إلا أن نادينا هو الأقدم من حيث النشاط والاستمرارية، ثم يأتي من بعده نادي "كريزياليد" بالجزائر العاصمة.

بداية المغامرة كانت عام 1988، حينما قررت أنا، أستاذ اللغة الانجليزية بالثانوية، رفقة صديق لي، مشاهدة فيلم في قاعة السينما بمعسكر، ولأننا نحب الفن السابع كثيرا، أُقتُرح علينا تسيير نادي السينما فقبلنا المهمة، خاصة وأننا كنا نَحِن كثيرا لزمن كانت فيه النوادي السينمائية في أوجهها، مثل النادي الذي كان يشرف عليه أحمد بجاوي وآخر كان نشطا جدا بمعسكر.

كنا في البداية نجلب الأفلام من المعهد الفرنسي بتقنية 16 ملم، ثم خضنا تجربة عرض أفلام بتقنية الفيديو، بعدها رممنا القاعة وأصبحنا نعتمد على تقنية "دي سي بي"، أي 35 ملم، وكنا الأوائل في فعل ذلك رفقة وهران. وعندما أتحدث بصيغة الجمع، فأقصد الفريق الذي نشط نادي سينما معسكر، وقد كان عدة شنتوف صديق الفنان جون بول بلموندو معي في بداية هذه المغامرة، ثم التحق بالفريق مراد قاضي حنيفي، الذي قامت قريبته بفتح نادي السينما "كريزياليد" بالعاصمة، وكذا الراحل دحو ثابتي، ثم كبر الفريق وأصبحنا زيادة على عرض الأفلام، ننظم لقاءات أدبية ومحاضرات.

وقمنا أيضا باستضافة السينمائيين طبعا، مثل الناقد أحمد بجاوي ومخرجين فرنسيين، علاوة على تنظيم دورات سينمائية موضوعاتية، مثل تلك الخاصة بالأفلام الفلسطينية، وكنا أيضا نعرض الأفلام الكلاسيكية وكذا الأفلام الجماهيرية وأفلام المؤلف.

حتى أننا أسسنا جمعية في الصدد باسم "جمعية الأمير عبد القادر"، لكننا لم نجدد بعد الاعتماد، وهذا لم يمنعنا من مواصلة النشاط حاليا في المجال الأدبي، بعد جمود بفعل "الكوفيد"، إلا أننا لم نعد بعد نشاطنا السينمائي بفعل ما يحدث في غزة، لكن سنفعل لاحقا. وقد تواصلنا مع مدير الثقافة لمعسكر من أجل تحقيق هذا الغرض.

كيف تقيم واقع الثقافة بمعسكر؟

هناك حركية ثقافية أكيدة بمعسكر، عنا نحن، لقد خلقنا تقليدا سينمائيا بالمنطقة، وأتلقى الكثير من الدعوات لكي نعيد إحياء نادي السينما، الذي لم يتوقف نشاطه حتى فترة العشرية السوداء، إلا أن "الكوفيد" كان الأقوى. ولكننا سنعود قريبا بحول الله. هناك أيضا جمعيات كثيرة تخدم الثقافة، منها مختصة في الفلسفة تنظم العديد من اللقاءات، وأخرى تابعة للمكتبة الجهوية تفعل نفس الشيء، بدون أن أنسى نشاط الفرنسي ريمون قوني، الذي ينظم بدوره النشاطات الأدبية.