البروفيسور يوسف نسيب:

السياق الراهن يشجع على ترقية الشعر الأمازيغي والإبداع فيه

السياق الراهن يشجع على ترقية الشعر الأمازيغي والإبداع فيه
البروفيسور يوسف نسيب
  • القراءات: 446
ق. ث ق. ث

أكد الأستاذ بجامعة الجزائر، البروفيسور يوسف نسيب، في تيزي وزو، أن السياق الراهن يشجع على الحفاظ على الشعر الأمازيغي والإبداع فيه وترقيته. وأوضح خلال تنشيطه ندوة حول "الشعر الناطق بالأمازيغية"، بدار الثقافة "مولود معمري"، في إطار الاحتفال بحلول السنة الأمازيغية الجديدة (12 يناير)، أن الأدوات والوسائل التي توفرها الدولة والتكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال "تشجع على الإنتاج الشعري باللغة الأمازيغية والحفاظ عليه".

ذكر البروفيسور، من بين الأدوات والتدابير التي اتخذتها الدولة لترقية اللغة والثقافة والأدب الأمازيغي، تنصيب المحافظة السامية للأمازيغية، وتكريس اللغة الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية في الدستور، موازاة مع تعليمها في المدرسة الجزائرية، وإنشاء جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية. كما أشار إلى قيام المحافظة السالمية للأمازيغية بإصدار أكثر من 350 عنوان باللغة الأمازيغية، في مختلف المجالات الأدبية، بما فيها الشعر، يضاف إليها 600 عنوان آخر بادرت بنشرها دور نشر أخرى.

وبعد أن لفت إلى "التوسع الحاصل حاليا في شبكات النشر المهتمة بالأمازيغية، وتوفر التقنيات الحديثة التي تسمح بتسجيل الشعر بسرعة أكثر، مع سهولة الحفاظ عليه"، أبرز المحاضر توفر الوسائل والسياق الملائمين "للإبداع في الشعر الأمازيغي وتسجيله الفوري، مع الترويج له في نفس الوقت".

قدم البروفيسور نسيب، بالمناسبة، لمحة عن تطور الشعر الأمازيغي عبر التاريخ، إذ ظل شفهيا لعدة قرون، إلى غاية القرن العشرين تقريبا، مع تسجيل بعض حالات تثبيته كتابيا. كما أبرز مساهمة الإيقاع الموسيقي المرافق لأشعار سي موح أومحند والعديد من القصائد المجهولة، التي تم التغني بها في تثبيت هذا الشعر ونقله عبر الأجيال.

وفسر عدم الكشف عن هوية أصحاب الأشعار الأمازيغية القديمة، بالدور المنوط آنذاك بالقصيدة الشعرية، حيث كان الشعر في الماضي، وسيلة لنقل المعلومة، على غرار القيم المجتمعية أو الأحداث الهامة، كما هو الحال بالنسبة لانتفاضة 1871 ضد المستعمر الفرنسي، في قصيدة "واحذ أوسبعين"(71) لسي موح أومحند، أو حتى شخصيات طبعت زمانها ببصمتها، كما هو الحال في قصيدة "لص الشرف" لأحمد أومري. وأضاف أن أولوية الشعر آنذاك كانت التأريخ للحدث وبثه ونقله وتمجيد البطل، واستنكار فعل ما، ونقل أسلوب الحياة وقيم المجتمع، وليس الترويج للشاعر نفسه أو لاسمه، الذي كان يعتبر ثانويا، بل منسيا في بعض الأحيان.