مهرجان تيمقاد الدولي

السهرة الثالثة رسالة سلام على وقع الأنغام

السهرة الثالثة رسالة سلام على وقع الأنغام
  • القراءات: 1170
ع. بزاعي ع. بزاعي
تتواصل سهرات مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته الـ37  في أجواء حميمية، وكان الجمهور سهرة الأحد إلى الإثنين، على موعد مع الفنان الكندي من أصل لبناني مساري، الذي يعانق سماء الأوراس لأول مرة، متّخذا من الفن لغة النضال والتعريف بالقضايا العادلة، وأعلن أنّه يبحث عن إحداث الفرق في العالم مع كلّ الحروب التي تخاض حاليا، مضيفا أنّنا بحاجة إلى السلام.
مساري لم يجد صعوبة في مغازلة جمهور تيمقاد، حيث كسب في ظرف وجيز ودّه، فغنّى روائعه، وأطرب الحضور في أداء متناسق يعبّر عن الانتماء والاعتزاز، ولم يفوّت فرصة تواجده بمهد الثورة، ليؤكّد أنّ روح المقاومة وُلدت بالجزائر، مستدلا بالمواقف التاريخية للشعب الجزائري وكفاحه الطويل من أجل الحرية والكرامة؛ حيث تُعدّ الثورة التحريرية - في نظره - نبراس الحركات التحررية في العالم، ودرسا لقوى الاستبداد.
وامتدت السهرة لتشمل لونا آخر، رسم بدوره مجموعة لوحات لتنوّع التراث الجزائري، فحضرت الأغنية الشاوية بحنجرة حميد بلبش، الذي حوّل المسرح إلى ركح راقص تداعت له الأحاسيس في المدرجات، وتباينت رغبات الجمهور الذي فضّل الرقص والانصياع للريتم الشاوي.
في هذه السهرة أيضا، حضر "لاكريم"، الذي عكس في أوّل مرور له على خشبة المسرح، الجديد بتيمقاد الأثرية؛ مشاكل وهموم الشباب، واستحضر النموذج بتمازج الألحان للإجابة عنه بصوت جميل، وخلق أجواء حميمية من خلال كلمات مختارة وصورة، أحدث بها التجاوب في المدرجات.
وجاء دور الزهوانية لتختم السهرة بمجموعة من أغانيها، التي أضفت كالعادة جوا خاصا بالمهرجان، فربطت مجدّدا الصلة الوثيقة بشباب المنطقة الذي غازلته، فاحتضنوها بالتصفيق وشوق الملاقاة. وكعادتها، تمكّنت من تحويل الركح الجامد إلى راقص مردّد لروائعها في تناسق، فأطربته على طريقتها والنعاس يدغدغ عيون الساهرين، الذين أبوا إلا أن يمتزجوا في هذه الأجواء الفنية.

- تيمقاديات

^ داوم التوأم الكفيف الحسن والحسين على متابعة سهرات تيمقاد، حيث ظهرا في السهرة الثالثة بلباس موحّد ملفوف بالبرنوس الشاوي، وسرعان ما تمكّنا من صعود المنصة بعد إلحاح منهما للرقص على الأنغام الشاوية، وكانت الفرصة للجمهور لاكتشاف هذا التوأم المولع بالفن.
^ أبت تسعينية إلاّ أن تعبّر عن فرحتها، مستغلة ظهور الفنان الشاوي حميد بلبش لتطلق العنان لنفسها، فرقصت ومرحت مع الشباب بدون عقدة، وعندما تقدّمنا منها رفضت الإفصاح عن اسمها الحقيقي، مكتفية بالقول إنّها "قرمية".
^ وإن تعذّر علينا إجراء مقابلة معها أو التقاط صور لها عن قرب لأمور تنظيمية، لكن الزهوانية بدت كالعادة فرحة مرحة، تجول وتصول فوق المنصة، تدغدغ مشاعر الشباب الذين حيوها على طريقتهم كالعادة، فبادلتهم نفس الشعور وأطربتهم على طريقتها بدون عناء أو كلل أو ملل. وعندما استرسلت في الغناء عبّرت عن تعلقها بجمهور تيمقاد قائلة: "ما شاء الله.. جمهور تيمقاد نبغيه".
^ استحضر الفنان شاوي حميد بلبش روائع الراحل كاتشو؛ في لفتة تكريمية تشيد بأعمال المرحوم، الذي ترك فراغا رهيبا في الساحة الفنية. وعبّر حميد عن سعادته بديمومة هذا المهرجان الذي وُضع في خانة المهرجانات الدولية. واغتنم الفرصة لتحية القسم الثقافي لجريدة "المساء"، الذي خدم، حسبه، فن المنطقة بدون هوادة وبإتقان ودعوة الشباب للالتفاف حول مشروح الوحدة الوطنية، الذي لا يوجد بديل عنه للمّ شمل الجزائريين في الوقت الراهن والقادم.