السهرة الثانية لمهرجان تيمقاد الدولي

"السامبا" تستقطب الجمهور

"السامبا" تستقطب الجمهور
  • القراءات: 2756
تتواصل سهرات الطبعة السادسة والثلاثين لمهرجان تيمقاد الدولي، في أجواء عائلية طبعها التنظيم المحكم في السهرة الثانية، التي ميّزها الحضور المكثف لجمهور غصت به مدرجات ركح المسرح الجديد، ليستمتع بتنوع الطبوع الفنية التي تقاطعت فيها الموسيقى بآلام الشعب الفلسطيني، الذي ذكّر بها كل مطرب اعتلى المنصة؛ في دعوة للتضامن مع سكان غزة.
كما وجد الشباب متنفسهم مع الفرقة البرازيلية "مو برازيل"، التي أمتعت الجمهور برقصات على أنغام موسيقى السامبا، وتتفوق في إحياء الأمسية الفنية؛ من خلال تقديم فنون برازيلية متنوعة، امتزجت فيها الموسيقى بالغناء والرقص الاستعراضي، شد إليه الأنظار وصنع ديكورا أضفى نكهة جمالية إلى العرض.
 وقد قدّم أعضاء الفرقة عروضا راقصة ذات إيقاع سريع، جذبت الحاضرين، وجعلتهم يصفقون بالتناسق مع الألحان، ويصفقون بشكل أكبر عند انتهاء كل فقرة راقصة. ولم يكن حاجز اللغة عائقا أمام الجمهور الذي تفاعل مع الفرقة، ليشكل لوحة فنية عكست الحضارة والتراث. من جهتهم، سهر أعضاء الفرقة على استغلال القدرات الموسيقية الخلاقة والأداء الحماسي لسرد قصة الموسيقى الشعبية البرازيلية. من جهته، استدرج الفنان البرتغالي لوتشانزو الجمهور من خلال التذكير بين الفينة والأخرى بمأساة غزة وهو يصول ويجول فوق الركح، ليكسب ود الشباب، الذي ردّد معه عبارات: "وان تو ثري فيفا لالجيري"، ويفسح المجال بعد ذلك للإيقاع الشعبي المغربي المقدَّم من طرف فرقة "سانتي" المغربية، والتي تألقت فوق المنصّة، متحفة الجماهير الغفيرة التي حجّت إلى تيمقاد بعدة مقاطع ووصلات غنائية مغربية، مستنبطة من التاريخ الثقافي الأصيل للمنطقة، لينساق الشباب وراء الكمان وآلات الموسيقى الشعبية المغربية التي رافقت الفرقة في أداء أغاني رائعة، تحدثت عن «الباسبور والفيزا"، "لميمة"، "الغابة"، "يا سيد يا ربي" وأغنية "كاينة"، و«سير يا قلبي علي"، ليتداول على المنصّة الفنانان كمال القالمي ولزهر جلالي، ليُفسح المجال في الأخير للشاب أنور، الذي جدّد الموعد مع جمهوره لخامس مرة يزور فيها تيمقاد.
وكعادته، لم يتأخر الفنان في تقديم حوار فني، دغدغ من خلاله شعور الشباب الذين تجاوبوا معه في باكورة أعماله التي يحفظها عن ظهر قلب، على غرار "توحشتك يا الوالدة" و«لا باس".
كما تفنّن الشاب أنور في العزف على وتر "الراي"، ليقدم مجموعة من الوصلات الغنائية التي وقف لها الجمهور مطولا، ليتمايل مع كل مقطوعة، ويتفاعل معها لمدة ثلاثين دقيقة كاملة، كانت مسك ختام السهرة بعد أن تحوّل الركح إلى فضاء للرقص.