وفاة الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم

الساحة الأدبية العربية تفقد أب ثوار الكلمة

الساحة الأدبية العربية تفقد أب ثوار الكلمة
  • القراءات: 1184
دليلة مالك دليلة مالك

فقدت الساحة الأدبية العربية، أب ثوار الكلمة، الشاعر المصري الكبير أحمد فؤاد نجم، إذ أفل نجمه مع شروق يوم أمس عن عمر يناهز 84 عاما بالعاصمة المصرية القاهرة، وسيترك فراغا رهيبا وسط الشعوب العربية التي تعشق قصائده وتتنفس بها الصعداء، فمن سيثلج قلوبهم بعد هذا المصاب، بذلك الأسلوب المتهكم والأداء الناري المصوّب اتجاه أنظمة الحكم العربية والنظام المصري على وجه الخصوص؟

أحمد فؤاد نجم، المصري الأصيل الذي لم نشاهده يوما دون ”جلابيته”، حيث لا ينكر كونه فلاحا وابن أرض طيبة، يدافع عنها بأسلوبه الشعبوي، فالقصائد الشعبية التي كتبها طول حياته جمعت تاريخا ورصدا لواقع المواطن المصري منذ عقود، والمشهود له جرأته الكبيرة في نقد السلطة في بلده ونصرة أشقائه الفلسطينيين، لذلك سُجن عدة مرات بسبب مواقفه من الحكومات التي تعاقبت على مصر.

وبسبب الخلافات السياسية مع كبار المسؤولين في مصر، احتضنته الجزائر سنوات الثمانينات من القرن الماضي، وذلك هروبا من تضييق الحكام عليه، وكان متزوجا بالممثلة المسرحية صونيا، وشارك عام 2009 (وهي آخر زيارة له بعد غياب دام 25 عاما)، في أمسية شعرية جمعته بشعراء جزائريين يتقدمهم الشاعر الشعبي توفيق ومان وكان ذلك بالمسرح الوطني الجزائري، حيث احتشد جماهير غفيرة للنهل من قصائد أحمد فؤاد نجم، عصارة خبرته في الحياة، والاندهاش بمواقفه البطولية الخارجة عن المألوف بالنظر إلى الحرّاك الثقافي العربي المتسم بالرتابة.

وفي هذا الصدد، اتصلت ”المساء” بالشاعر توفيق ومان، وقال بخصوص المصاب أنها فاجعة للثقافة الشعبية والإبداع مجملا، ”أتذكر أنه وصفني بالشاعر الفحل”، وأضاف أنها شهادة كبيرة من شاعر بحجم أحمد فؤاد نجم، ”مساره الحافل بنضال الكلمة من أجل الفقراء، وفي حياته واجهته العديد من النكسات بسبب تمرده على نظام الحكم في مصر وفي الوطن العربي”. وأكد الشاعر الجزائري أن نجم، بمثابة الشرارة التي توقد الحراك السياسي والثقافي والاجتماعي، ”هو قنبلة يزعزع بها المجتمع شعره قادر على صنع انقلاب في مصر والسلطات المصرية تخاف من قصائده”، وروى ومان عن آخر لقاء جمعه بالراحل في بيته بالجزائر العاصمة؛ حين دعاه إلى مأدبة عشاء مع عدد من المبدعين حيث تم الاتفاق على تنظيم أمسية شعرية مشتركة في مصر ولكن حالت الظروف دون القيام بها.

وذكر المتحدث أنه كان يهاتفه من بيته ووسط عائلته ليستمع لقصيدته ”هلص هلص” التي كان يحبها نجم كثيرا، وقال أنه كان يعتبرني من أهم الأصوات الشعرية في منطقة المغرب العربي كاملة من حيث قوة الحرف وجرأة الطرح السياسي، وأشار إلى أنه استفاد كثيرا من خبرة الفقيد وقد التقاه في قطر والمغرب، وختم ومان الحديث بالدعاء له بالرحمة والمغفرة. ولد أحمد فؤاد نجم في قرية ”كفر أبو نجم” بمحافظة الشرقية في 1929 ويعتبر أحد أهم شعراء العامية في مصر واسم بارز في مجال الشعر العربي، وشارك نجم في الفترة الأخيرة في تأسيس حزبي المصريين الأحرار والدستور المعارضين لحكم الإخوان بمصر واشتهر بمواقفه المعارضة لنظامي حسني مبارك (1981-2011) ومحمد مرسي (2012- 2013).