طباعة هذه الصفحة

تُعرض شرفيا بالمسرح الوطني

"الزاوش" تحاكي تهميش وإقصاء النخبة

"الزاوش" تحاكي تهميش وإقصاء النخبة
  • القراءات: 840
❊لطيفة داريب ❊لطيفة داريب

قال المخرج المسرحي كمال يعيش إنّه حاول إسقاط موضوع المسرحية التي أخرجها واقتبسها بعنوان "الزاوش"، على حال الجزائر؛ من خلال تسليط الضوء على تدهور طبقتها المثقفة، بل قرب اضمحلالها، مضيفا أن الجمهور سيتخطى خلال العرض الشرفي للمسرحية، هذا الخميس في تمام السادسة مساء بالمسرح الوطني الجزائري، القراءة الأولية لهذا العرض المقتبس من مسرحية "بوسندورفر" للمجري فرانك كارنتي.

 

نشط طاقم مسرحية "الزاوش" ندوة صحفية، أمس، بالنادي الثقافي "امحمد بن قطاف" للمسرح الوطني الجزائري، للحديث عن تفاصيل هذا العرض الجديد، الذي يمثل فيه كل من إبراهيم شرقي ورانية سيروتي.

وفي هذا السياق، قال مخرج العمل كمال يعيش إن المسرحية عبارة عن مكالمة هاتفية غير منتهية بين عجوز وشاب، مضيفا أن موضوع العمل قد يبدو بسيطا، إلا أنه في الحقيقة عميق، ويمس الواقع السياسي والاجتماعي للجزائر منذ استقلالها، وبالأخص خلال الفترة الأخيرة.

كما اعتبر المتحدث أن القالب الكوميدي الذي تنطلق فيه المشاهد المسرحية الأولية، ينقلب إلى تراجيديا في آخر المطاف، وهو ما لم يتمنّه للجزائر، التي تعرف تمثيليات عديدة تُلعب أمام أعين المواطنين، قد يتحوّل بعضها إلى مأساة.

من جهتها، اعتبرت رانية سيروتي أن عودتها إلى المسرح بعد سنوات طوال، جعلها تحس بمسؤولية مضاعفة. أما عن دورها في المسرحية فقالت إنها تلعب دور عجوز فقدت الكثير ولم يبق لها إلا بيانو من علامة تجارية مرموقة، لتضيف أن البيانو في المسرحية التي كتبها مجري عن الطبقة الارستقراطية، يحمل رمزية كبيرة، حيث يمثل تحوّل المجر إلى النظام الاشتراكي، وتخليه عن الكثير من التفاصيل والعادات التي كانت تحملها الطبقة الراقية، في حين قد يمثل في هذا العمل المقتبس، شحنة عاطفية عند العجوز، التي تجد نفسها مضطرة لبيعه بوضع إعلان في جريدة. وأضافت المتحدّثة أن العجوز تمثل في المسرحية الجزائر التي عانت ومازالت من أزمات وهزات، مشيرة إلى ضم هذا العرض جانبين نقيضين؛ أحدهما تراجيدي، والثاني فكاهي، فكان من الصعب تحقيق التوازن بينهما.

أما إبراهيم شرقي فنوّه، أولا، بالعمل الاحترافي للمخرج، مشيرا إلى تعلّمه الكثير من كمال يعيش الذي جعله ينتقد نفسه، بل يعيد حساباته، ويتخلى عن بعض الاعتقادات والعادات نحو الأفضل. وبالمقابل قال إن عنوان العمل "الزاوش" ويقصد به طائر الدوري المحب لإفساد الثمار، هو عن الشخصية التي تقمّصها؛ رجل يريد تحطيم حياة العجوز الطيبة، وبعد أن يحقق مبتغاه يقوم باحتلال فضائها بدون رحمة.