الروائية بشرى بوشارب توقع «حروف الدم»

الروائية بشرى بوشارب توقع «حروف الدم»
  • القراءات: 1787
ق.ث ق.ث

عرضت الروائية بشرى بوشارب مؤخرا إصدارها الجديد «حروف الدم» وذلك بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية في عنابة.

الإصدار قصة اجتماعية، تروي حياة الشابة العراقية سلمى المقيمة بالكويت، التي تزوجت أحد أبناء البلد، لكن شاءت الأقدار أن تندلع حرب الخليج، فتغيرت الأحوال و معها حياة سلمى، التي أضحت وحيدة ولا أحد معها سوى زوجها وابنها الوحيد أسامة، ثمرة حب و غربة فتشتت عائلتها بين الرحيل والموت.

لكن زوج سلمى، قرر الانتقام لبلده من زوجته البعيدة عن صراع الحرب، فتحول الحب إلى عداوة، و قرر سلبها ابنها فحطمها واحترق فؤادها ولم يبق لها سوى الرحيل.

بعد عشرين سنة يكبر الصبي ويصير شابا وتهدأ الأحوال وتصبح الحرب ذكرى، ليسأل الابن عن سر اختفاء والدته، الجميع يتهرب منه لكن أسامة أصر على مواجهة الحقيقة، فراح يبحث عن والدته بفضل صديقتها الوفية وتبدأ رحلة تكاد تكون مستحيلة، ليصادف الكثير من المفاجآت والعراقيل في رحلة بحثه عن أمه.   جمعت الرواية عدة قيم وتناقضات إنسانية منها الحب والكراهية والوفاء والخيانة والمأوى والغربة وهكذا في قالب تشويقي يمتع القارئ، رغم صور الحرب وجروحها.

عرضت الكاتبة أحداث الرواية بأسلوب بسيط بلا تعقيدات وبهذا فإنها استطاعت أن توّصل أفكارها لعامة القراء فكانت بعض الأفكار الضمنية منها الصداقة الحقيقية والتضامن حيث ظهر في علاقة سليمة ونجوى ثم في علاقة صالح(رتشارد) وأسامة.ثم دخول رتشارد إلى الإسلام في إشارة إلى أخلاق الإسلام التي تتميز بالصدق والمحبة والتعاون الصفات التي يفتقدها المجتمع الغربي ويظهر جليا في تعاونهما في رحلة البحث عن والدته وإقحامه في مجال عمله دون إجراءات معقدة.

رغم الظروف النفسية القاهرة التي مر بها البطل أسامة إلا أن صديقه كان سببا في زرع الأمل فيه دائما حتى بعد انفلاته واستسلامه لهواء النفس في لحظة ضعف كان رتشارد، سببا في عودة أسامة إلى نفسه وإلى شخصيته المتزنة والمنضبطة تتواصل أحداث الرواية بوتيرة سريعة مع أحداث كثيرة متداخلة كأنك في مسلسل طويل الحلقات، ثم تسترجع الأنفاس بعد غياب أسامة إثر خروجه في مظاهرات ضد الرسومات المسيئة لرسول في الدنمارك ثم تنكشف خيوط المختفية في هذه الرواية فكانت حروف الدم رسالة قدمتها سلمى لصديقتها نجوى، قبل مغادرتها بيت صالح زوجها عندما كانت تعيش معه حياة بائسة جعل نصف الرسالة مع نجوى ونصفها الأخر بقى غامضا حتى نهاية الرواية لتتضح الغموض وتفك عقدة حروف الدم في رحلة البحث عن الحقيقة أرهقت القارئ ودفعته في ذات الوقت إلى إتمامها حتى النهاية. رواية حروف الدم جاءت بطابع درامي مشوق ومسترسل بطريقة وتبقى تجربة جميلة تستحق القراءة. بشرى بوشارب من مواليد مدينة قسنطينة، تعمل حاليا كإطار بالمديرية الجهوية للجمارك بقسنطينة، لها عدة إصدارات منها «المهاجرة» و«حوريات على حافة الجنّة».

ق.ث