قدم الفنان التشكيلي المحترف مراد عبد اللاوي مجموعة من لوحاته برواق فرانس فانون بديوان رياض الفتح وذلك في معرض حمل عنوان “سحر الرماديات الملونة”، تناول فيه جانبا من أفكاره وفلسفة الحياة التي يتبناها، كما أعطى الفنان للون الرمادي حضورا كاملا في أعماله على اعتبار أنه الأنسب لترجمة هذه الأفكار والأحاسيس. غالبا ما ارتبط اللون الرمادي بالكآبة والرتابة، لكن الفنان حاول تغيير هذه الصورة التي هي بمثابة تعسف في حق هذا اللون الجميل الذي رافق الفنان وعبّر عن أفكاره بأمانة وجعل منه فضاء للهدوء والسكينة والتفاؤل.

تنطق لوحات عبد اللاوي بالموسيقى قبل الألوان ويكاد الجمهور يسمع نغماتها لتهدئ من روعه وتبعث فيه السكينة والراحة، ويزداد هذا الإحساس عند التركيز في مضامين اللوحات التي غالبا ما تعكس الواقع المعاش، وكذا إيجاد نوع من الفسحة تأخذ الجمهور على بساط الريح إلى عوالم جديدة. من جهة أخرى، يحرص الفنان على تقنيات العرض بمقاييس عالمية، كما يلتزم بالبعد الجمالي الذي يزيد اللوحة قيمة وتألقا. تتميز لوحات عبد اللاوي بالعصرنة وبالأسلوب التجريدي، وبغزارة الأفكار المستمدة من الراهن، علما أن الفنان يحاول دوما ضبط إيقاعات لوحاته لينسجم مع مضامينها التي غالبا ما تفكك أو تركب وفق تصور ما أو إحساس غالب يراد له أن يخرج للعلن.

من بين ما عرض الفنان مجموعة لوحات تتناول الحياة الأسرية، وأخرى في مضامين مختلفة، والملاحظ أن الفنان لا يكرر نفسه ولا يقلد أحدا بل يقدم قناعاته كما هي. الفنان مراد عبد اللاوي من مواليد أوت 1964 بعين البيضاء، وهو خريج مدرسة الفنون الجميلة بالجزائر العاصمة سنة 1989، وأقام عدة معارض جماعية وفردية في الجزائر وخارجها، حيث عرض في بلغراد سنة 2019 ونال عدة جوائز من بينها جائزة “فنان متميز” بمعرض الإسماعيلية في 2013، وكذا الجائزة الأولى بالصالون الوطني بأم البواقي (2000)، وجائزة ملتقى التوأم للشعر والفنون التشكيلية بسكيكدة في 2015، ولعبد اللاوي العديد من الجداريات بمدينة عين البيضاء وولاية سوق أهرس ومدينة الياخات بالمغرب .