الجولة الفنية الهندية تحط بقسنطينة

الرقص الأدويسي وجه الهند الأصيل

الرقص الأدويسي وجه الهند الأصيل
  • القراءات: 1513
زبير.ز زبير.ز

استمتع الجمهور القسنطيني ليلة أول أمس بدار الثقافة «مالك حداد»،  بحفل هندي راقص من تنظيم سفارة الهند بالجزائر، بالتعاون مع وزارة الثقافة، وهو الحفل الفني الثالث منذ شهر أوت الفارط، بعد كل من العاصمة ووهران، وجاء في إطار الاحتفالات بالعيد الـ70 لاستقلال الهند.

تابع القسنطينيون باستمتاع وشغف العرض قصد التعرف على ثقافة وفنون هذا البلد الذي طالما جلب فنه الجزائريين.

نشطت الحفل الراقصة راجيكة سامسون، وهو يصور التراث الثقافي التقليدي الهندي المعروف باسم الرقص الأدويسي، وتعود جذوره إلى المعابد الهندية القديمة لأكثر من ألفي سنة، وهو نوع من الرقص انتشر خاصة في شرق الهند ويتطلب خفة وانسيابا، وانسجاما تاما بين تعابير الوجه وتنسيقا بين حركة اليدين من جهة، والرجلين أثناء الضرب بهما على الأرض من جهة أخرى.

انطلقت السهرة الفنية بعزف موسيقي على أربع آلات موسيقية هي الجولاك (عبارة عن طبل طويل ويضرب من الجهتين)، الباجا (يشبه آلة الأورغن، عبارة عن علبة صغيرة توضع على الأرض أثناء العزف عليها)، إضافة إلى الكمان والناي، لتستهل الراقصة راجيكة سامسون وهي ترتدي زيها التقليدي أزرق اللون، الحفل من خلال تقديم حركات مستوحاة من طابع الأوديسي «مانغلاشران»، وهي عبارة عن حركات يبدأ بها الرقص لطلب التوفيق وبركات الرب، ثم تتبعها حركات لتحية الأرض الأم، المعلم الروحي والجمهور.

أما في المقطع الثاني من الحفل، فقدمت الراقصة الهندية المنحدرة من ولاية نيودلهي وعلى أنغام الموسيقى التقليدية، رقصة «البلافي»، وهي عبارة عن مجموعة من الحركات الجسدية تصور لحظة تفتح الزهور، في حين حملت الرقصة الثالثة عنوان «براجا كو شورة»، هي رقصة مستوحاة من أغنية قديمة تقول في كلماتها «نام باكرا قبل أن يأتي اللص إلى ‘براجا’ ويأخذك، نام قليلا لقد تأخر الوقت» .

أما الرقصة الموالية، فقد حملت عنوان «تحيات لشيفا» وهو أحد الآلهة المتبعين من الطائفة الهندوسية، وتعد هذه الرقصة تعبيرا عن التحرر والحصول على أعلى مراتب العبادة.            

أكدت الفنانة راجيكة سامسون خلال حديثها لـ»المساء»، أن هذه الرقصات متجذرة في الثقافة المحلية، وتحضر في الأعراس والمهرجانات الشعبية والمسابقات المدرسية، ولا تغيب أيضا عن السينما الهندية «بوليوود»، معتبرة أن الرقص الهندي صار عاملا لكسر الحدود بين الشعوب وأن زيارتها إلى الجزائر لأول مرة، جعلتها سعيدة بعدما أعجبت بالمكان والناس، كما أثنت على جمال المرأة الجزائرية.

من جهته، أكد السكرتير الثاني بسفارة الهند في الجزائر، السيد سيكان سرادجي لـ»المساء»، أن هذا الحفل في الجزائر ليس الوحيد، وإنما بُرمجت العديد من الحفلات سواء في الجزائر أو عبر بلدان العالم، بمناسبة إحياء الذكرى الـ70 لاستقلال الهند المصادفة لـ15 أوت من سنة 1947، مضيفا أن اختيار شهر سبتمبر لإطلاق هذه الحفلات كان بسبب العطلة الصيفية، وقال بأن الفرقة الهندية زارت العاصمة ووهران، ثم قسنطينة قبل أن تنهي جولتها الفنية بولاية سطيف، ليكشف عن الجزء الثاني من الاحتفالات، والذي سيكون خلال شهر ديسمبر المقبل، معتبرا أن العلاقات الثقافية بين الجزائر والهند ناجحة، على أمل أن تعزز مستقبلا.