لواسيني الأعرج
الرقابة تمنع «امرأة سريعة العطب» في معرض الكويت

- 1276

عبّر الروائي واسيني الأعرج في صفحته على «فايسبوك»، عن حزنه العميق لمنع كتابه (امرأة سريعة العطب) في معرض الكويت الدولي للكتاب، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 24 نوفمبر الجاري. كما تأسف عن الأقاويل «المغرضة» التي نالت من الجزء الثاني لروايته «الأمير عبد القادر».
كتب واسيني الأعرج في صفحته على «فايسبوك»: «يحزنني أن أبلّغ قرائي في الكويت الشقيق الذين سألوني كثيرا عن «امرأة سريعة العطب» في زيارتي الأخيرة لدولة الكويت، أن الرقابة منعت الكتاب في معرض الكويت للكتاب، كما منعت نصوصا كثيرة لدار النشر مداد، وهي واحدة من أهم الدور الخليجية، وقد فازت قبل سنوات بجائزة أحسن دار إماراتية؛ في أي زمن نحن؟».
للإشارة، مُنعت العديد من الأعمال الأدبية في معرض الكويت الدولي للكتاب، علاوة على نصوص واسيني الأعرج التي جمعها في مؤلف بعنوان: (امرأة سريعة العطب)، من بينها: (الدنيا شمال) و(ليلة غاشية) لعبيد إبراهيم بوملحة، و(الطاووس الأسود) لحامد الناظر، و(الكبش) لأنور الخطيب، و(المشرب) لعبد الله ثابت، و(قطر الطريق إلى الفوضى) لمصطفى بكري، و(لعنة برج بابل) لخليفة الدليمي، و(يوم جديد) لأشرف الخمايسي، و(للكبار فقط +18) لشذى الخطيب، و(معا إلى الموت) و(السواد المر) و(ظل الجنوب) لمحمد سليمان الشاذلي، و(جوف هار) لتهاني الهاشمي، و(كنت عمياء) للؤي عابد، و(السواد المر) و(من العاصمة مع الحب) لدعاوي.
بالمقابل، كتب واسيني عن الحملة التي يتعرض لها بفعل ادعاءات ماسونية الأمير عبد القادر، كتب أنه لا سلطة إلا سلطة العقل والمعرفة أمام الجهل المقدس، كما أن هذا الأخير لا يتخلى عن قناعاته المبنية على الجهل، الذي يتحول بسرعة إلى ضغينة، لا شيء يبررها. وأضاف أن رواية الأمير2 (غريب الديار) لم تصدر بعد، وأن الماسونية ليست إلا جزءا صغيرا من الرواية، مشيرا في (الأمير) إلى إقامته الصعبة في بورصا (تركيا)، حيث أصبح هدفا لكبار الساسة العثمانيين. كما لم يستقبله السلطان عبد الحميد الشاب وقتها كضيف، مثلما كان متفقا أخلاقيا، ولكن كضيف ثقيل ورجل غريب الديار.
وتناول واسيني في الجزء الثاني لروايته، كيف حقن الأمير عبد القادر دماء سكان دمشق والجبل، وتدخّله ووقوفه بجانب المسيحيين المظلومين ضد المسلمين المعتدين، حينما قال كلمته المشهورة التي فحواها «من أراد أن يؤذي مسيحيا فليمر على جثتي»، مضيفا أن الأمير لم يناصر الظالم حتى ولو كان من دينه، فوقف مع الحق، وأنقذ 15 ألف مسيحي.
وتطرق واسيني لعزلة الأمير في مكة، في غار حراء، حيث انتفى بشكل شبه كلي، عن الوجود، وتجرد من مطامع الدنيا لأكثر من سنة، ثم خلافه مع أولاده، وبالخصوص الأمير محمد، الذي اختار الدولة العثمانية على المقاومة التي تسببت في مقتل أخيه، الذي شُنق مع المقاومين العرب في ساحة المرجة بدمشق، وللقائه في لحظة صفاء، بشيخه الأكبر ابن عربي حتى موته ودفنه بجانبه.
وعاد واسيني ليؤكد أن صورة الأمير أكبر من جهل الذين يريدون حجزه داخل الصورة التي صنعوها له، وهي صورة تحكمها الإيديولوجية النفعية بالمعنى الديني أو السياسي، معتبرا أن الأمير2 كما الأمير1 (أبواب الحديد)، رواية تحرر الشخصية من قيود التاريخ المصنّع، وتذهب بها نحو تاريخ آخر، ينشأ جزء كبير منه في عمق المتخيل.