معرض التشكيلي العصامي منصف قيطا

"الرجوع إلى الحياة".. من تراب وزيت

"الرجوع إلى الحياة".. من تراب وزيت
الفنان التشكيلي العصامي منصف قيطا
  • القراءات: 667
دليلة مالك دليلة مالك

يقترح الفنان التشكيلي العصامي منصف قيطا (78 عاما)، مجموعة من اللوحات التشكيلية ضمن معرض شخصي عنوانه "الرجوع إلى الحياة"، لمحبي الريشة والرسم، ليكتشفوها في رواق "الزوا أرت" بالمركز التجاري باب الزوار في الجزائر العاصمة؛ إذ جمع فيه أعماله التي رسمها في الأعوام الثلاثة الأخيرة، وقدّم من مختاراته 21 لوحة تناولت مواضيع متفاوتة، مستعملا أدوات صباغة متنوعة نهلها من محيطه، وقد ارتكز على الألوان الزيتية في تجسيد تحفه.

"الرجوع إلى الحياة" بالنسبة للفنان منصف قيطا، هو تسجيل حالة عودة لعصامي ترك التدريس والإدارة، لينشغل بالفن. وإذ يطرح في هذا المعرض مجموعة من المواضيع تتعلق بالطبيعة والمرأة والثقافة الأمازيغية، فإنه يخبرنا في هذا الشأن، بأن الرموز الأمازيغية المستعملة تُعدّ تثمينا لتراثنا، وتشبّثا بجذورنا الأصيلة. وقال إن هذه العلامات أو الأشكال تعكس، صراحة، عراقة الجزائر بتاريخ كبير، مذكّرا بنقوش وتصاميم التاسيلي. وتابع معلقا: "هذا دليل على أن أجدادنا كانوا فنانين".

وحاول قيطا أن يقدم مواضيعه بصورة سلسة حتى وإن خاض في المدرسة التجريدية. والهدف هو أن يفهم المتلقون رسائله. وقد منحهم فرصة التساؤل عن فحوى اللوحات التي غالبا ما تهمّ شؤون الزائرين، فيندمجون مع اللوحات بمنحه مفتاح القراءة.

ومن الناحية التقنية، استعمل الفنان الألوان الزيتية، والمائية. وقد استمد من الطبيعة ليخلق ظلالا جديدة. وغلب اللون البني على معظم لوحاته المعروضة. والسبب يعود لاستعماله التراب، الذي أخذه من غابة بوشاوي في العاصمة. وهي تقنية يستعملها أحد الرسامين الإيطاليين. كما أخذ من الزيتون البري ليلوّن بالبنفسجي، والذي وصفه باللون المدهش. كما نهل من بعض الخضر ليستخرج ألوانا مختلفة. وصاغ الفنان لوحاته، أيضا، من مكونات مادية أخرى؛ على غرار أوراق الجرائد، وصفحات الروايات، وغيرها.

ولا يستخدم الفنان ألوان الأنابيب خامة؛ لأنها قوية بالنسبة له، بل يفضّل مزجها مع بعضها لإنتاج صبغات فريدة ومختلفة؛ الأمر الذي يجعل أعماله لا تشبه الآخرين، ليخلق لنفسه أسلوبه الخاصالمعرض الذي يتواصل حتى 8 جوان الداخل، تنقل لوحاته 21 المعروضة على الجدران الأربعة، الزوار في رحلة فنية آسرة، ويتركهم منبهرين بانعكاسات الجزائر العريقةوالفنان أصيل مدينة عنابة، وُلد عام 1945، وهو، أيضا، رسّام، ونحّات، وشاعر. حاصل على درجة الدكتوراه في البيولوجيا. وعمل أستاذا، ومفتشا عاما، وإطارا ساميا في وزارة التربية الوطنية. وكرّس وقت فراغه لشغفه الرسم والشعر منذ ثلاثة عقود، ويجد في الرسم إلهامه.

وتتميز أعماله بحساسية كبيرة، فضلا عن انشغال ثقافي وتاريخي. ويتكئ قيطا على الطبيعة بعين فضولية، ويدقّق في أصغر التفاصيل والهياكل الحميمة للكائنات الحية والعناصر المعدنيةوبصفته عالم أحياء، دفعه اهتمامه بالمجهر، إلى دراسة الخلايا والميكروبات والفيروسات، ولكن لتقدير جمال ألياف الورقة، ورموز الصخور والطحالب. ويظهر من لوحات قيطا تأثره بالفنان التشكيلي الكبير الراحل محمد إسياخم، وأيضا بالفنان التشكيلي عبد الله بن عنتر غير المعروف في بلده، للأسف!