عن أكاديمية الشعر

الدكتور مرتاض يشرح «التحليل السّيمائي للخطاب الشعري»

الدكتور مرتاض يشرح «التحليل السّيمائي للخطاب الشعري»
  • القراءات: 989
ن.ج/ وكالات ن.ج/ وكالات

صدر للأستاذ الدكتور عبد الملك مرتاض، حديثا، عن أكاديمية الشعر في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، كتاب جديد تحت عنوان «التحليل السّيمائي للخطاب الشعري.. معالجة مستوياتية لقصيدة شناشيل ابنة الجلبي»، وجاء في مطلع القصيدة المحلّلة للشاعر العراقي الراحل بدر شاكر السياب بعنوان «شناشيل ابنة الجلبي»، «وأذكر من شتاء القرية النضاج فيه النور، من خلل السحاب كأنه النغم، تسرب من ثقوب المعزف، ارتعشت له الظلم، وقد غنى صباحا قبل فيم أعد؟ طفلا كنت أبتسم».

يوضح المؤلف من خلال كتابه معنى كلمة «شناشيل»، وهي شرفة معروفة بالعراق، مغلقة، مزدانة بالزجاج الملون، كأنها وسيلة من وسائل نشر الرؤية من الداخل نحو الخارج، أي من نحو الحيز الضيق إلى نحو الحيز الأوسع، إذ يمكن للعين أن ترى عالما شاسعا من زواية ضيقة جدا إذا كانت مشرفة. مشيرا إلى أن ابنة الجلبي ليست إلا كائنا إنسانيا، وعلى الرغم من ذلك فإنّها قابلة لاحتمال معاني الانتشار بفضل حب الشاعر الذي لم يحببها إلا من أجل صفات حميدة فيها أعجبته، وصفات في جسمها جميلة فتنته.

يقول الدكتور مرتاض في مقدمة الكتاب الذي جاء في طبعة ملونة من القطع الصغير ووقع في 185 صفحة، إنه يعتز بكل ما يقدمه في هذه الطبعة التي تختصّ بها أكاديمية الشعر، فهي تتناول قضايا نظرية تطاول قراءة النص وطرائق تحليله وإشكالية تلقيه بعامة، وهي من المسائل الجديرة بالعناية والاهتمام. وأضاف «في حين أن اعتماد كتاب كامل على تحليل نص شعري واحد، في مستويات من القراءة متعددة، هو في حد ذاته تجربة مثيرة يعتز بها أيضا، وهو مما أسسه ورسخه في النقد العربي المعاصر، وكلّ ما يأمله هو أن يستفيد القراء من الكتاب الفائدة التي تعادل ما تكبده من مشقة في تأليفه».

يضم الكتاب الجديد بين دفتيه ثلاثة مستويات، جاء عنوان المستوى الأول «التشاكل والتباين في لغة السياب الشعرية»، أما المستوى الثاني فقد تناول «الحيز والتحييز الشعري في لغة الشعر لدى السياب»، وتضمن المستوى الثالث «التحليل بإجراءات المماثل والقرنية».

يمثل هذا الكتاب تجربة نقدية في الحياة الأكاديمية للأستاذ عبد الملك مرتاض لم يبرح أن يسعى لتطويرها يوما، وتثبيت أركان إجراءاتها، والتمكين لأدواتها، بحيث يمكن أن تصبح تأسيساً منهجيا يحتذى.

للتذكير، الدكتور عبد الملك مرتاض أستاذ جامعي وأديب جزائري حاصل على الدكتوراه في الأدب، تخرج في جوان 1963 في كلية الآداب جامعة الرباط، وكان الأوَّل في شهادة الأدب، نال درجة دكتوراه الطور الثالث في الأدب من جامعة الجزائر سنة 1970، ونال عدة شهادات تقديرية وفخرية. كما كرَّمته هيئات علمية وثقافية عدة مرات، عُين سنة 1999 عضوا في المجمع الثقافي العربي ببيروت، كما كان رئيس المجلس الأعلى للغة العربية سنة 2001 م.

سُجل اسمه في موسوعة «لاروس» بباريس مصنفا في النقَّاد، كما سُجِل في موسوعات عربية وأجنبية أخرى في سورية والجزائر وألمانيا، قُدِّمت وتُقدَّم حول كتاباته النقدية والإبداعية، ومنهجه في النقد والتحليل رسائل جامعية ماجستير ودكتوراه، صدر له مجموعة كبيرة من الكتب المطبوعة في النقد والدراسات التحليلة في اللغة العربية والأدب والقصة والشعر، ويعمل حاليا كأستاذ لمقياس الأدب الجزائري، وهو أحد أعضاء في لجنة التحكيم لمسابقة أمير الشعراء التي تقام في أبوظبي.