اعتمد تصنيفا يتلاءم مع طبيعة إنجازه

الدكتور دواس يلتفت إلى الأمثال والألغاز الشعبية

الدكتور دواس يلتفت إلى الأمثال والألغاز الشعبية
  • القراءات: 3159
❊بوجمعة ذيب ❊بوجمعة ذيب

صدر مؤخرا للدكتور حسن دواس، ثلاث مجموعات من الأدب الشعبي الجزائري، المجموعة الأولى التي جاءت في جزأين تتطرق إلى الأمثال الجزائرية بعنوان «لسانك ميزانك في الأمثال الشعبية»، وقد قام المؤلف بجمع 2599 مثلا شعبيا جزائريا، في حين أن المنشور الثالث الذي يحمل عنوان «حاجيتك في الألغاز الشعبية الجزائرية»، يضم ما يناهز 870 لغزا مستمدا من الثقافة الشعبية الشفوية.

خلال حديثه مع «المساء»، أكد الدكتور حسن دواس على الأهمية التي يشكلها الاهتمام بالموروث الشعبي الجزائري الزاخر بمكنونات الأدب والثقافة، معتبرا في نفس السياق، أن المثل الشعبي يعد من أهم الفنون التي تؤثث المشهد الشفوي لدى الشعوب والأمم، لأنه إرث إنساني، يرسم الحياة الاجتماعية والثقافية لأية أمة من الأمم، في حين رأى أن أهمية اللغز في الأدب الشعبي تكمن في كونه يعكس الكثير من القيم والخصوصيات الحضارية والثقافية لأية أمة من الأمم، كما أنه من أهم الأشكال التعبيرية في الأدب الشعبي منه الأدب الشعبي الجزائري، لما يكتسيه من أهمية بالغة لدى المجتمعات والأمم، مضيفا بأن الأدب الشعبي الجزائري يزخر بكم هائل من الألغاز، أو كما يحلو لعامة الناس عندنا تسميته بالأحجية. ويؤكد الدكتور حسن دواس  بأن المنشورات الثلاث التي قام بإعدادها، إنما هي محاولة منه تضاف إلى المحاولات الأخرى، بهدف إسهامه في تدوين الموروث الشعبي الجزائري، ومنه استرجاع الذاكرة الشفوية الجزائرية والحفاظ عليها بالخصوص لدى الأجيال الحالية واللاحقة.

اعتمد المؤلف في منشوراته الثلاث تصنيفا مختلفا يتلاءم مع طبيعة السلسلة، من خلال ترتيب جميع الأمثال والألغاز ترتيبا ألفبائيا. وقد علل سبب لجوئه إلى ذلك التصنيف، لأن الغرض من عمله هو التدوين، بالتالي فإن تلك الطريقة في التصنيف تسمح بالتعرف على الأمثال والألغاز من خلال الحرف الذي يبتدئ به، شأنه شأن القواميس والمعاجم، وتلك المنهجية ـ كما أضاف ـ تساعد على التصنيف الكلي لما جاء في كتبه الثلاث التي هي من الحجم المتوسط.

للإشارة، فإن اهتمام الدكتور حسن دواس بالثقافة الشعبية والبحث في التراث الشعبي الجزائري والإفريقي، لم يكن وليد صدفة أو مرحلة، بل هو اهتمام يمتد إلى سنوات خلت، حيث صدر له سنة 2008 وفي إطار المهرجان الإفريقي الثقافي بالجزائر، كتاب بعنوان «حكايا السمراء»، وهو عبارة عن أنطولوجيا الحكاية الشعبية الإفريقية، تتضمن مجموعة مختارة من الحكي الشعبي الإفريقي من نيجيريا وجنوب إفريقيا وكينيا وبوركينافاسو وغيرها..، كما صدر له أيضا سنة 2015، في إطار «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية»، كتاب بعنوان «إرث الأمس.. عبق الأبد في الموروث الشعبي بقسنطينة»، وهو مؤلف يرصد الحياة الثقافية من خلال تجليات المظاهر الشعبية بالشمال القسنطيني.

يعد الدكتور حسن دواس، باحثا أكاديميا وشاعرا ومترجما، خريج معهد اللغات الحية الأجنبية، قسم الإنجليزية ماجستير أدب مقارن - شعبة أدب الرحل، - حاصل على دكتوراه في النقد الحديث حول أثر النقد الأنجلو-أمريكي الجديد في النقد العربي المعاصر، يشتغل حاليا أستاذا محاضرا بجامعة «20 أوت 1955» في سكيكدة، وله العديد من المؤلفات. ففي الشعر له «سفر على أجنحة ملائكية» و»أمواج وشظايا» و»حالات توهم في حضرة سيدة المعنى»، وفي أدب الطفل صدر له «أهازيج الفرح/ أناشيد للأطفال»، و»يا امرأة من ورق التوت» للشاعر عبد الله حمادي مترجمة إلى الإنجليزية، و»تباريح الحلم الأخضر» للشاعر يوسف وغليسي مترجم إلى الإنجليزية، و»باقة أشعار جزائرية»، وهي مختارات شعرية جزائرية مترجمة إلى اللغة الإنجليزية، و»ياسمينة وقصص أخرى» لإيزابيل ابرهاردت، و»نحيب اللوز والروح زهرة لوتس» قصائد جزائرية مترجمة، و»همسات للريح وأخرى للمطر» وهو ديوان مترجم إلى الإنجليزية للشاعر يوسف وغليسي، أما في الدراسات فله «الجزائر في عيون الرحالة الفرنسيين دراسة سوسيوثقافية»، و»حكايا السمراء مختارات من الحكاية الشعبية الإفريقية»، و»المرآة والصدى دراسة سوسيوثقافية»، و»حديث الهدهد قال أنطولوجيا القصة القصيرة في الجزائر»، و»إرث الأمس عبق الأبد في الموروث الشعبي بقسنطينة»، «ديابوراما رحلية للجزائر الثقافية في القرن التاسع عشر» و»الظل والشجرة»، إضافة إلى إدراج بعض أعماله في كتب وموسوعات وأنطولوجيات وطنية وأجنبية، كأنطولوجيا «رسائل من الروح» بالمكتبة الدولية للشعر في الولايات المتحدة الأمريكية، مبرمج في المنهاج الدراسي بعد ما أدرجت وزارة التربية الوطنية أنشودته الحاسوب في كتاب السنة الرابعة من التعليم الابتدائي. وقد زار الكاتب عدة دول مشاركا ومنشطا لفعاليات ثقافية متنوعة، كمصر، المغرب، تونس وتركيا، كما حاز على العديد من الجوائز، منها الجائزة الثانية مديرية الثقافة لولاية الجزائر 1996، جائزة عبد الحميد بن هدوقة الثالثة 1996، الجائزة الثالثة في مسابقة زيغود يوسف الأدبية سنة 1997 لمديرية الثقافة سكيكدة، وجائزة مهرجان محمد العيد آل خليفة سنة 1997، والجائزة الأولى في مسابقة الأيام الأدبية لمدينة العلمة الحادية عشرة 2001، والجائزة الأولى في المسابقة الوطنية للشعر لمديرية الثقافة الجلفة 2002، والجائزة الثانية في مسابقة عبد الحميد بن باديس قسنطينة 2010، وجائزة البردة في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام ـ بسكرة، وجائزة أحسن مجموعة شعرية موجهة للأطفال مديرية الثقافة الوادي 2015 عن ديوان أهازيج قوس قزح.

ورد اسم الدكتور في عدة موسوعات وطنية وعربية، مثل  موسوعة علماء ورجال الأدب في الجزائر، وموسوعة الشعراء الجزائريين- الجزائر والموسوعة الكبرى للشعراء العرب - فاطمة بوهراكة- الإمارات العربية المتحدة، وموسوعة الشعر الجزائري الربعي بن سلامة جامعة منتوري قسنطينة.

بوجمعة ذيب