"السياحة المتحفية قيمة اقتصادية" بقسنطينة

الدعوة إلى الترويج لثقافة المتاحف

الدعوة إلى الترويج لثقافة المتاحف
  • القراءات: 3224
شبيلة. ح شبيلة. ح

اعتبرت الأستاذة بن عباس كغوش سامية، أن غياب وسائل إعلام متخصّصة في مجال الترويج للمتاحف من بين أسباب ضعف إقبال الزوار على هذه الأخيرة، حيث أكّدت أنّ وسائل الإعلام التي تتناول هذه المواضيع بعمق لها دور كبير في الترويج للثقافة والمتاحف، مؤكدة خلال اليوم الدراسي الذي احتضنه متحف قسنطينة مؤخرا بعنوان "السياحة المتحفية قيمة اقتصادية" والذي تزامن مع اليوم العالمي للمتاحف، أنّ المتاحف تعد بصمة للشعوب ولا يوجد لها بديل باعتبارها موسوعات وكتب مفتوحة على الماضي. دعت المتحدثة إلى ضرورة إعادة ترتيب البيت من الداخل لتشجيع السياحة من خلال الاهتمام  بالمتاحف التي لها دور رئيسي في جلب الناس، كما حثت على حماية التراث الذي أهمل طوال السنوات الفارطة، متوقفة عند الحادثة التي وقعت خلال الثمانينيات عندما قررت بلدية قسنطينة فتح المجال للبناء الفردي وسلمت قطعا أرضية للخواص للبناء فوقها، ليكتشف السكان أثناء عمليات البناء أنّ الأراضي تحوي العديد من القطع الأثرية الهامة، غير أن السلطات آنذاك أهملت الموضوع ولم تول أي اهتمام به ما تسبب في ضياع هذه الكنوز، فيما تم نقل البعض منها من طرف المواطنين إلى منطقة جبل الوحش.

عن السياحة كبديل، أضافت المتحدثة أنّه من غير الممكن في الوقت الحالي أن نراهن عليها كبديل، حيث يجب بالدرجة الأولى تغيير الذهنيات والتركيز على السياحة الداخلية والترويج السياحي، معتبرة أن السياحة ليست قضية دولة بل هي قضية مجتمع بأكمله، ما يتطلّب تضافر الجهود بين جميع الأطراف للنهوض بها من ذلك وسائل الإعلام التي قالت بأن لها دورا كبيرا في الترويج وفتح نقاشات حول التراث والسياحة خاصة في الجانب الذي أسمته بـ"مشروع مجتمع لفائدة السياحة". تساءلت بن عباس عن مصير المتاحف الستة التي كانت ضمن المشاريع المدرجة في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، حيث أكدت المتحدثة أن الوزارة الوصية كانت قد أدرجت هذه المشاريع غير أنها لم تر النور بعد. من جهتها، أشارت الأستاذة نجمة لعناني في مداخلتها "المتحف ودوره في توعية المجتمع" إلى أنّ السبب الرئيسي وراء عزوف التلاميذ عن زيارة المتاحف يرجع إلى غياب هذه الثقافة من المنهج الدراسي، حيث دعت إلى ضرورة إدراج المتاحف في المناهج الدراسية عبر مختلف المراحل التعليمية ليبقى الجانب التنفيذي  التطبيقي من مهمة المتحف. 

أكّدت المحاضرة أنّ متحف قسنطينة بات اليوم يقوم بالعديد من المبادرات الهامة، فهو لا ينتظر الزوار للتعريف بمحتوياته الأثرية الثمينة، بل يقوم بتنظيم خرجات دورية وميدانية للتلاميذ والطلبة وحتى ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال برنامج الحقيبة المتحفية الذي يشمل زيارة العديد من المؤسسات التربوية خاصة في المناطق النائية لزرع ثقافة التراث والمتاحف عند الصغار والاستثمار في التلاميذ الذين هم جمهور الغد، مع تنظيم ورشات للرسم والفسيفساء لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة وعرضها في معارض لتشجيعهم. أما زوار المتحف العمومي الوطني سيرتا السنة الفارطة، والذي تزامن واحتضان قسنطينة لتظاهرة عاصمة الثقافة العربية، فحسب مسؤول القسم التقني فقد بلغ الـ 5870 ألف زائر جزائري وأجنبي قاموا بزيارة المتحف على مدار السنة، مقارنة بـ2014 والتي بلغ عدد الزوار فيها 5953 زائرا من مختلف الشرائح.

عرفت الزيارات إلى متحف قسنطينة في السنوات الأخيرة تقهقرا بسبب تطبيق السعر الجديد، حيث بات الزائر يدفع 200 دج وهو ما أثقل كاهل الزائرين ليصل عدد الزوار سنة 2012 إلى 9080 زائر بعد أن كان سعر الدخول لا يتعدى 20 دج، ليصل العدد إلى 7142 زائرا سنة 2013 منذ تطبيق السعر الجديد. للإشارة، دعا مسؤول بمديرية السياحة على هامش اليوم الدراسي، إلى تجسيد اتفاقية بين وزارتي الثقافة والسياحة من أجل تشجيع الناس على زيارة المتاحف وكذا المواقع الأثرية التي تحظى بأهمية كبيرة في مجال الجذب السياحي، زيادة على ضرورة خلق هيئة للإشراف على المواقع الأثرية للحفاظ عليها بعد عمليات التخريب التي طالت العديد من هذه الآثار والتي أرجعها المتحدث بالدرجة الأولى إلى غياب الثقافة لدى المواطن. للتذكير، عرف اليوم الدراسي العديد من المداخلات على غرار مداخلة "إعادة النظر في تثمين المعروضات المتحفية"، "المتحف ودوره في توعية المجتمع" وكذا "السياحة المتحفية وعوامل تطويرها".