المسرحي المغربي بوسرحان الزيتوني لـ «المساء»:

الدعم المادي ضروري لترقية الفعل المسرحي

الدعم المادي ضروري لترقية الفعل المسرحي
  • القراءات: 1658
 خ.نافع خ.نافع

المسرحي المغربي بوسرحان الزيتوني، مخرج ومؤلف وناقد مسرحي مغربي من مواليد الدار البيضاء عام 1958، درس المسرح، وتخصص في السينوغرافيا والإخراج المسرحي، أنجز العديد من الأعمال المسرحية، كان من بين ضيوف مهرجان المسرح العربي الذي احتضنت فعالياته مدينتي وهران ومستغانم بداية شهر جانفي الماضي، أجرينا معه هذا اللقاء الذي حاولنا من خلالها أخذ رأيه في العديد من قضايا راهن المسرح المغاربي والعربي وكذا انطباعه حول فوز مسرحية الخريف المغربية بجائزة المهرجان.

 ما هو انطباعك بخصوص تتويج المغرب بجائزة مهرجان المسرح العربي الأخير؟

 أنا اعتبر أن لجنة تحكيم مهرجان المسرح العربي قد أنصفت المغرب والمخرجة المغربية أسماء هوري بإعلانها فوز مسرحية «خريف» لفرقة أنفاس بجائزة السلطان القاسمي لأفضل عرض عربي لسنة 2017  وهو نوع من رد الاعتبار لممارسة مسرحية واعية بذاتها وأدواتها ومخلصة لخياراتها وامتداداتها، مقدرة لصوتها منذ أن عرفتها الساحة المسرحية، فالحضور الإبداعي المغربي كان لافتا للانتباه خلال فعاليات المهرجان، حيث وفقت إلى حد بعيد فرقة أنفاس المسرحية في الاشتغال على بلاغة الصورة وبلاغة الجسد في التعبير عن المعنى النفسي والعميق في مسرحية الخريف، إضافة إلى العمل الثاني وهو  «كل شيء عن أبي» الذي ترك انطباعا جيدا لدى الجمهور بطعم الفوز.

 هل يعني أن المسرح المغربي يعيش حاليا أحسن حالاته؟

 نعم، فالمسرح المغربي يقف حاليا على تكامل مشروع مسرحي أساسه التنوع في الأساليب والحفر في خصوصيات واختيارات لها أفق واحد هو خلق حالة مسرحية إبداعية مغربية جديرة بقيمة مبدعيها ومثقفيها وتاريخ من التراكم الجمالي والفكري العميق والمؤثر.

 من بين الأعمال المسرحية التي شاركت في المهرجان المسرح العربي، أي منها نالت إعجابك؟

المسرحية السورية «النافذة» من بين الأعمال المسرحية التي شدت انتباهي لما حملته من قيمة جمالية في طرح الفكرة وترك النهاية للمتلقي ليصورها كل حسب معاناته.

 هل الدعم المادي للفرق المسرحية لاسيما الخاصة مهم في خلق حركية مسرحية؟

 أكيد أن الدعم أصبح الأداة الأساسية لخلق حركية مسرحية عندنا وهذا جد مهم، وقبل أن أجيب، أريد أن أطرح العديد من الأسئلة، كم من فرقة بإمكانها البحث عن إمكانيات أخرى للتمويل قبل الحصول على الدعم أو بعده؟ وهل ما يحصل عليه المسرحي يكفيه ليعمق ارتباطه بالمسرح وبممارسته؟ وقبل أن  نبحث عن إجابة، يمكن أن نتساءل عن عدد الناس الذين غادروا المسرح وارتبطوا بشكل كلي بالسينما والتلفزيون! عندما أتكلم أقصد في المغرب أو الجزائر أو حتى تونس، فقد كان المسرح في السابق مجال الممارسة الفنية المفضل، عن المجالات الأخرى كالسينما التي كانت مكملة له فقط، غير أنه في وقتنا الحالي، أصبح للسينما والتلفزيون جاذبية أكبر، ففي الوقت الذي تضاعفت فيه إنتاجات هذين القطاعين وتضاعف دعمهما، بقي المسرح يعيش فقره مع الأسف.

  كيف يقيّم المسرحي بوسرحان الزيتوني المسرح الجزائري؟

  في الحقيقية النهضة المسرحية في الجزائر بدأت سنوات السبعينات والثمانينات مع إنشاء المسارح الجهوية، حيث برز خلال هذه الفترة المسرح الجهوي بوهران بشكل لافت من خلال ما قدمه المرحوم وشهيد المسرح عبد القادر علولة الذي قدم مسرحا حديثا بالنسبة للمتلقي أوما يعرف عندنا بمسرح الحلقة والقوّال باستخدام لغة العرض المسرحي الاحتفالي وتنمية الحوار المسرحي من خلال الكلمات وسرد الحكاية من قبل القوال والتي عملت على جلب القدرات السماعية للمتلقي وتجاوبه مع الثقافة الشعبية والمكونات الموجودة لديه.. كان ممكن أن يخدم عبد القادر علولة المسرح الجزائري ويطور فيه أكثر لو أمهله الموت ولم تطله يد الإرهاب، ومع ذلك فأنا أرى المسرح الجزائري لا يزال يقدم أعمالا مسرحية جيدة كنت شاهدت العرض المسرحي الجزائري «فندق العالمين» وكان ظاهرا مدى تأثر هذا العرض بمدرسة الرعيل الأول من أعمدة المسرح الجزائري.

 هل يمكن أن نفيق يوما على إنتاج مسرحي مغاربي ؟

 — الفكرة حسنة النوايا، فقط نحتاج للإرادة السياسية، فلماذا لا نخلق الهيئة المغاربية للمسرح ونؤسس لشراكة إبداعية مسرحية مغاربية فما لاحظته من نشاط مسرحي وتفاعل أهل المسرح العرب في الجزائر يجعلني متفائلا بغد أفضل لا ندري ربما يحمل لنا المستقبل القريب مشروعا من هذا القبيل.