ندوة ”رهانات حوار الحضارات” بصالون الكتاب

الحضارة العربية الأمازيغية مَثل للتعايش

الحضارة العربية الأمازيغية مَثل للتعايش
الوزير والدبلوماسي السابق والمفكر الدكتور مصطفى شريف
  • القراءات: 580
دليلة مالك دليلة مالك

قال الوزير والدبلوماسي السابق والمفكر الدكتور مصطفى شريف، إنّ الحضارة العربية الأمازيغية لها أحقية في أن تُتّخذ مثلا للتعايش، لأنّها الوحيدة التي لم تعتبر الآخر متوحشا من البرابرة. وبالانتقال إلى العصر الحديث يرى أنّ الجزائر مثل يُقتدى به في مسألة التعايش السلمي، وهو ما دفعها إلى المناداة بيوم عالمي للعيش معا في سلام، لأنّ ذلك يتماشى مع صورتها ومبادئها وسياستها داخليا وخارجيا.

أكّد المتحدث خلال مشاركته أوّل أمس في ندوة رهانات حوار الحضارات بالصالون الدولي للكتاب في قصر المعارض، أكد أن ليس المرجعيات الجزائرية ما ينقص في مفهوم التعايش، مستشهدا برسالة الأمير عبد القادر وبيان أوّل نوفمبر ودروس السياسة الخارجية للجزائر؛ كمبدأ عدم التدخل في شؤون الغير، وسياسة المصالحة الوطنية، وغيرهما من مقوّمات العيش المشترك.

ويرى الدكتور شريف أنّ العدل أوّل شروط التعايش إضافة إلى ضرورة الاقتناع بالحوار والاعتراف بالآخر، كما أنّ حاجة الضعيف إلى الحوار مع الأقوى لا تعني أنّ القوي لا يحتاج بدوره إلى الضعيف.

وقال مصطفى شريف إنّنا في عصر العولمة هذا نعيش أزمة حضارة ومعايير وأخلاق، وإنّ الحداثة لم ترتبط بالأخلاق، مؤكّدا أنّ من غير الممكن إيقاف التقدّم، لكن لا بد أن يكون هذا التقدّم مرتبطا بالأخلاق، وذلك حتى يكون للوجود معنى.

من جهته، تطرّق الدكتور بومدين بوزيد لمفهوم المشترك، الذي اعتبره شرطا ومكوّنا أساسيا للحوار، بل ورأى فيه استراتيجية جديدة لبناء هذا الحوار. وأشار في مداخلته إلى ثلاثة فضاءات في هذا المشترك الإنساني، يتعلّق الأوّل بفضاء الأديان، والثاني بفضاء اللغة والتأويل، والفضاء الثالث والأخير أطلق عليه تسمية الهويات الجديدة، فالمرحلة الأولى تبدأ بالتعرّف على الآخر، ثم الاعتراف به وباختلافه، ومن الاعتراف يأتي دور التفاهم. وأعاز بوزيد الاعتراف إلى مجال الدين قبل أن يتطوّر إلى مفهوم إنساني.

ولم ينف الدكتور العلاقة بين الحداثيين والدين، بل يعتبر أنّهم انطلقوا من الدين. وخصّ بالذكر من أسماهم المشكّكين الثلاثة، وهم نيتشه وفرويد وكارل ماركس، الذي كانوا وراء تطوّر العقل الغربي، ثم شرح المحاضر رؤيته الهويات الجديدة، التي من شأنها جعل الهوية الوطنية أكثر انفتاحا على الآخر. ويذكر ضمن هذه الهويات الجديدة المواطنة وقضايا البيئة وحقوق المرأة وحقوق الطفل.