الشاعرة سعاد جارف لـ(المساء):

الحرف أمانة لا يستهان بها

الحرف أمانة لا يستهان بها
الشاعرة سعاد جارف ع.بزاعي
  • القراءات: 1569
❊ع.بزاعي ❊ع.بزاعي

صدر للشاعرة سعاد جارف، ديوان بعنوان: (يبعث الحرف منها) عن دار الطباعة للنشر والتوزيع، وبهذه المناسبة، أكدت لـ(المساء)، تسجيل الإبداع الأنثوي، حضورا قويا في الساحة الأدبية، أضفى إليها بعدا إنسانيا جديدا ومجد الوطنية بمنظور مختلف ومتميز.

يضم ديوان الشاعرة سعاد جارف 26 قصيدة في الشعر النثري، تناولت فيه مواضيع مختلفة في الوطنية والغزل والشوق والحنين، وفي هذا تقول سعاد لـ»المساء»، إنها ترددت في نشر ديوانها الأول، خوفا مما ستخلفه للقارئ، مضيفة أن الحرف أمانة لا يستهان بها، لهذا اختارت القصائد التي تترجم تجربة ﻻ تقل عن 10 سنوات، فهي ترى أن خطواتها في الكتابة، بطيئة جدا، رغم أنها اختارت الخوص في هذا العالم المباح لكل من يؤمن بأن الكتابة هي حياة أخرى نعيشها خارج أوقاتنا أو خارج أعمارنا.

وأشارت سعاد إلى طرح فكرتها في شكل هندسي، قاعدته الوطن، وضلعيه القصيدة والقلم، مضيفة أنها تبحث عن البعد الجمالي في التكثيف اللغوي للقصائد، كما تهتم بتسليط الضوء على خصوصيات الثقافة الجزائرية  بمعناهاالحقيقي،فهيتطمحفيغرسثقافةالمطالعةوالإبداعفينفوسالناشئة.

كما ذكرت تميّز الكتابة الجزائرية بمذاق خاص عندما يتعلق الأمر بالوطن، وفي هذا قالت: «نحوّل الحب إلى وطن نسكنه، ونحوّل الكتابة لوطن، يسكننا»، لتضيفالكتابة وطن حينما يرفضنا الوطن الحقيقي». وأضافت أيضا: «نكتب لكي نكون سباقين في فعل ما يمكنه تغيير واقعنا إلى الأفضل، ولنكون كذلك إيجابيين في حياتنا، كما أننا نجتهد لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا، ونخرجها إلى حيّز الذكر ونسعى لتنفيذها». وبحسبها أن ما تقوم به لإثراء الساحة الأدبية مجرد نضال مستمر ومسؤوليات جسام. ستثمر نتائجه بلمّ شمل المثقفين الجزائريين، مشيرة إلى أن الحركة الإبداعية تتعرض لهزات قد تؤثر في وتيرة الإنتاج لعوامل شتى، خاصة أن القراءة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، قد تفقد الحس بقيمة الكتاب.   وقد عرفت سعاد بنشاطها الأدبي الدؤوب، حيث نشطت عدة ملتقيات وشاركت في عدة أمسيات شعرية، داخل الوطن وخارجه آخرها مهرجان القلم الحر للإبداع العربي الذي أقيم في رحاب جامعة «الفيوم» المصرية خلال الفترة من  3 أفريل المنقضي إلى 17منه.

في نهاية الحديث، دعت الشاعرة سعاد، الشباب المبدع إلى الصدق والوفاء والإخلاص للوطن، فالصدق والوفاء للموهبة هو السبيل الوحيد لتحقيق اللحظة الشعرية التي تعتبرها لحظة ثوران.

للإشارة، المتمعن في قراءة ديوان الشاعرة، يدرك أنها اختارت للأزمنة محطات  تتجاوز كل العقبات لشد انتباه الحضور، لعديد القضايا المتعلقة بالوطن، فهو يسكنها شعرا وحسا لا ينضبان دون الوقوع في فخ الإيديولوجية أو السياسة.  وقد نوّهت الشاعرة عدالة عساسلة بمجهود سعاد جارف التي - بحسبها - تواكب الحدث متوهجة في جذور اللغة بكل الممكن والمستحيل مضيفة أن سعاد أثرت المكتبة الأدبية وهي تخاطب الحرف بلغة حميمية.