الباحثة في التراث سميرة أمبوعـزة:

"الحايك" رمز للتاريخ والأصالة

"الحايك" رمز للتاريخ والأصالة
  • القراءات: 1348
ل. عبد الحليم ل. عبد الحليم

يعـد "الحايك" من الألبسة التقليدية، التي تعتبر جزء من ثقافتنا وتاريخنا الممتد على مدى قرون من التاريخ، استعملته المرأة والرجل على حد سواء منذ حضارات قديمة، بغرض الاحتماء من حرارة الشمس وبرودة الطقس، كما اعتبر رمزا للعفة والحشمة والأنوثة، وهو مبدأ من مبادئ الهوية، لكنه تأثر بالتغيير الاجتماعي والثقافي وتغير في الشكل والوظيفة، وأصبح تقليدا في طريق الزوال، لا يستعمل إلا في بعض المناطق باحتشام، وصار طقسا من طقوس الزواج.

 

في هذا الصدد، أكـدت الأستاذة سميرة أمبوعـزة، وهي مختصة بالحفظ في المركز التفسيري للباس التقليدي الجزائري بتلمسان، وباحثة في التراث، أن "الحايك" الذي يرمز للتراث والأصالة، يعود تاريخه إلى الفترة اليونانية، وأوضحت أن اليونان والإغريق هم أول من نسجوا هذا اللباس، وأضافوا لمستهم ونوعوا تسمياته وألوانه من الأبيض إلى الأحمر، إلى الأخضر، أما عند الرومان، فقد كان مخصصا للرجال، وكان يطلق عليه اسم "توجا أوتوك"، وما كانت تلبسه المرأة يسمى "الأستولا"، وهو رداء طويل وعريض يكفي لتغطية كامل الجسم.

وبخصوص التسميات المختلفة التي أطلقت على "الحايك"، باختلاف البلدان والمناطق، أضافت الباحثة أن الأندلسيين كان يسمونه بـ«الملحفة"، "كوبيخادو" في ليبيا، "الإزار" في المغرب، وبالنسبة للأمويين، كان "الحايك" ذو اللون الأبيض خاصا بالحداد والأسود للأفراح، أما الأصفر فكان خاصا بيهود الأندلس، أما في لبنان، فقد تم ارتداء "الحايك" سنة 1875، وكان خاصا بالمرأة النصرانية، وفي مصر سنة 1862، حيث كان أسود اللون، مع النقاب والبرقع.

وعلى عكس ذلك، مر "الحايك" في الجزائر بعدة فترات وحضارات قديمة حتى عام 1958، عندما قدم أحد الأئمة خطبة بحضور جنرالات فرنسا، دعا فيها النساء إلى ترك الحجاب و«الحايك" من أجل التحرر والتحضر. أما عن الأسماء التي حملها "الحايك"، فقالت إن سكان الغرب كانوا يسمونه بـ"الكسا"، وفي الوادي "الدرزات"، وفي الجنوب يقال له "الملحفة" أو "الإزار"، وفي تمنراست "تيسغنس"، معتبرة "حايك المرمى" من أجود الأنواع، وهو موجود بالعاصمة خاصة، وكذلك حايك "العشعاشي" نسبة إلى عائلة العشعاشي بتلمسان، إذ يمتاز بتطريزات صفراء وذهبية وتختلف أسعاره حسب النوعية، حيث تقدر تسعيرة النوعية الجيدة من الصنف الأول 20 ألف دينار، بينما تقدر أسعار الصنف الثاني بين 10 آلاف و7500 دينار، وحايك "السفساري" الموجود بالشرق، ويتكون من القطن والحرير، ويختلف بين الأصفر والأبيض والأسود، أما في قسنطينة، فنجد "الملايا"، وهي رمز المرأة هناك، إذ تم ارتداؤه حزنا على وفاة باي قسنطينة سنة 1792، مشيرة في السياق، إلى أن "الحايك" لم يقتصر على النساء فقط، إنما ارتداه حتى الرجال، وحاليا تجد أن المناطق الأكثر استعمالا لـ"الحايك" هي الوادي وغرداية.

 


 

إلى غاية الفاتح جويلية.. تواصل صالون الصورة الفنية بتلمسان

تتواصل برواق الفنون "عبد الحليم همش" بدار الثقافة لولاية تلمسان، فعاليات الطبعة الثالثة للصالون الوطني للصورة الفنية الفوتوغرافية الموسومة "آثار وتراث بعدسة جزائرية"، قصد تحفيز الهواة على التصوير وتعزيز التراث الجزائري وتثمينه، من خلال المصورين، ومنحهم فرصة توثيق هذا التراث عن طريق عدساتهم.

 

التظاهرة ينظمها مركز الفنون والمعارض، المتحف العمومي الوطني للآثار الإسلامية، بالتنسيق مع دار الثقافة "عبد القادر علولة"، ومشاركة فنية تجمع بين 11 ولاية، على غرار قسنطينة، الجزائر العاصمة، وهران، دلس، أدرار، تندوف ومستغانم، في الفترة الممتدة من 19 جوان إلى غاية الفاتح جويلية 2023، سيتم خلالها إبراز الإبداعات الفنية في التصوير والاحتكاك بين الفنانين، إلى جانب إثراء المشهد الثقافي ونشر ثقافة التقاط صورة ذات أبعاد جمالية وفنية، كما سيتخلل الصالون، نشاطات ثرية ومتنوعة، منها جلسات تصويرية ويوم دراسي بعنوان "التراث الحضاري والثقافي وأهمية استثماره سياحيا"، ينشطه أساتذة وباحثون من جامعة تلمسان، بالإضافة إلى ورشات فنية، وخرجة سياحية للمواقع الأثرية التي تزخر بها مدينة الزيانين، مع ورشة تصويرية بعنوان "درب تلمسان".

بالموازاة مع ذلك، أسـدل الستار على فعاليات مـعـرض الفـنان الراحل مصطفى سـعـاجـي، الذي احتضنه رواق الـفـنون "عبد الحليم همش"، وعرفت هذه التظاهرة الـفـنية التي نظمتها مديرية الثقافة والفنون لولاية تلمسان، بالتنسيق مع دار الثقافة "عبد القادر علولة"، ومركز الـفـنون والمعارض، وكذا مجموعة من الـفـنانـين بمدينة مغنية، تزامنا مع ذكرى وفاة الفـنان، عرض أعمال هذا التشكيلي العصامي ابن مدينة مغنية، أبدعها طوال 42 ســنة من العـطاء في الفـن التشكيلي.

وشهد برنامج التظاهرة، تنظيم مائدة مستديرة، شارك فيها مجموعة من الفنانين، مع أساتـذة مختصين في الفـن التشكيلي من مختلف ولايات الوطن، كالجزائر العاصمة، وهران، مستغانم وسيدي بلعباس، إلى جانب زيارة معرض للفنون التشكيلية برواق الـفـنون وسط مدينة مغنية، ضم 40 لوحة جمعت بين الفن الحديث والمعاصر، حيث أبدع كل فـنان مشارك وفق تقنية مميزة، وحاول كل واحد منهم إبراز تجربته في مجال الرسم والفن التشكيلي بصفة عامة.