المطرب لحمر صليح لـ"المساء":

الجيل الحالي من الفنانين محظوظ

الجيل الحالي من الفنانين محظوظ
  • القراءات: 2400
حاوره/ بوجمعة ذيب حاوره/ بوجمعة ذيب
يعد الفنان والمطرب لحمر صليح واحدا من الوجوه الفنية بمدينة سكيكدة التي كان لها دور كبير في ترقية الأغنية الشعبية والمالوفية بعاصمة روسيكادا.. "المساء" إلتقته بقصر الثقافة لمدينة سكيكدة وأجرت معه هذه الدردشة...
^ "المساء": من يكون الفنان لحمر صليح؟
صليح: لحمر صليح ابن مدينة سكيكدة من مواليد1951، فنان ومكوّن مختص في الشعبي والمالوف.
^ متى عرفت مدينة سكيكدة الشعبي؟
أول بداية للشعبي بسكيكدة كانت خلال الـستينيات من القرن الماضي، وهي الفترة التي أصبح فيها الشعبي موجودا بقوة، له محبوه ومستمعوه ويعتبر الشيوخ من أمثال المرحوم عبد الحميد خرّاف وعمي محمد الجيجلي البالغ من العمر 90 عاما الآن وعبد الحميد طقيق، وبوالفول عبد المجيد من الأوائل الذين يعود لهم الفضل في ظهور هذا الفن بسكيكدة وضواحيها.
^ ترى ما هي العوامل التي ساهمت في اكتساح هذا الفن عاصمة روسيكادا؟
من بين أهم العوامل التي اعتبرها ساهمت بشكل كبير في ظهور هذا الفن هو تأثر السكيكديين بأصوات كل من المرحوم محمد العنقا والمطرب عمر العشّاب والمرحوم الهاشمي قروابي وعمار الزّاهي وأحسن السعيد وغيرهم، وأؤكد لكم في هذا المقام بأن هؤلاء قد تركوا فعلا بصماتهم في الوسط الفني السكيكدي.
^ وماذا عن الجمعيات المختصة في الفن الشعبي؟
طبعا في سنة 1974 ظهرت بسكيكدة أول جمعية فنية معتمدة مختصة في الشعبي تسمى "جمعية العافية" وكان لي شرف رئاستها، وهي تتشكل من مجموعة من شيوخ الشعبي بعاصمة الولاية من أمثال المرحوم نبيل زوالي وبغلول أحسن ومفتاح بوبكر(رحمهم الله تعالى)، إضافة إلى بوقروة لخروف وعبد المجيد بوالفول. وقد شاركت هذه الجمعية سنة 1989 في مهرجان الموسيقى الشعبية بالبليدة وحازت على الجائزة الثانية بعد الأداء المتميز للمطرب الشاب آنذاك حسين بوروبة. وفي سنة 2003، قمت بتأسيس جمعية فنية أخرى تسمى"الفن والأصالة"، تختص في الصنعة العاصمية يشرف عليها الفنان المطرب بوالفول عبد الحميد، وقد شاركت في 04 مهرجانات بالعاصمة وحصدنا تشجيعات وجوائز.. واسمح لي، وبكل تواضع أن أقول لكم إنني أول مطرب من سكيكدة قام بتأدية الأغنية الشعبية العاصمية على ركح المسرح الجهوي للعاصمة سنة 1971 عندما كنت عضوا في جمعية "المعجزة" التي كان يرأسها الفنان إسماعيل قداح وأذكر أن أول قصيد أديته هو "يا صاحب الغمامة"، إضافة إلى مشاركتي في مهرجان الموسيقى الشعبية بالعاصمة سنة 1979 وأيضا في تلمسان سنة 1982 لكن بالموازاة مع ذلك، وفي سنة 1973 بالضبط، ساهمت في تكوين فرقة في المالوف حملت اسم "نسيم الأندلس" كان يرأسها محمد سيليني وحازت على الجائزة الثانية في مهرجان المالوف الذي احتضنته مدينة قسنطينة خلال نفس السنة، علما أن بدايتي الفنية كانت في سنة 1964 في الكشافة الإسلامية الجزائرية أين كنت أنشط في فوج "الفتح".
^ ما الذي دفعك إلى تأسيس جمعية مالوفية بالرغم من أنك تنتمي إلى مدرسة الشعبي؟
الفراغ الفني الذي عاشته سكيكدة خلال تلك الفترة خاصة في هذا النوع من الغناء الذي كان له رواد كثيرون.
^ ماهو الفرق بين جيلكم والجيل الحالي من مطربي الأغنية الشعبية على وجه الخصوص؟
أقول لكم إن الجيل الحالي جيل محظوظ يمكنه المساهمة في ترقية الأغنية الجزائرية الأصيلة بسبب توفر الإمكانات من آلات موسيقية ومقرات خاصة بالجمعيات والمدارس الفنية وأساتذة مكونين، ناهيك عن الإمكانات التكنولوجية المتعددة وهذا بخلاف جيلي حيث كانت تنعدم فيه أبسط الوسائل والإمكانيات إذ كنا نعتمد على الموهبة وبعض المعلومات الأولية الأساسية في السولفاج.
^ كيف تقيّم وضع الطرب الأصيل من شعبي ومالوف اليوم؟
صراحة لا يوجد اهتمام بالقدر الكافي بهذا النوع من الغناء لأن ما يهم بعض الفنانين اليوم من جيل الشباب هو الجري وراء الشهرة والمال على حساب الفن الأصيل.
^ هل يمكن أن نعتبر سكيكدة مدرسة شعبية أم مدرسة مالوفية؟
معروف عند أهل الفن أن ولاية سكيكدة مدرسة مالوفية بامتياز وكانت تزخر بأسماء لها باع كبير في هذا النوع من الغناء من أمثال مجيد عزوز وعبد المجيد عزوز والشيخ بعزيز الملقب بالطينور والمطرب شريبط وكذا السيد علاوة بوحجيريو المتميز بعزفه على مختلف الآلات الموسيقية على مستوى الشرق الجزائري ـ رحمهم الله جميعا ـ إضافة إلى ذلك فالمالوف وقبل أن يصل إلى قسنطينة، انطلق من القل، لكن هذا لا يمنع أن أقول لكم بأن سكيكدة خلال السنوات الأخيرة أصبحت من بين أهم المدارس الفنية المتخصصة في الشعبي وطنيا.
^ ما هي أمنيتك؟
أتمنى من صميم قلبي أن يتحرك القائمون على الثقافة محليا من أجل إعادة رد الاعتبار للفنانين المتألقين في الأغنية التراثية من شعبي "الصنعة" والأندلسي بما فيه المالوف من خلال تشجيع الجمعيات وتدعيمها وتمكينها من المشاركة في مختلف التظاهرات الفنية داخل الوطن وخارجه.
^ كلمة أخيرة؟
أشكر يومية المساء التي أتاحت لي هذه الفرصة وهي من الفرص القليلة التي تتاح لفنانين من جيلنا.