مسرح وهران الجهوي

الجمهور يستمتع بمونولوغ ”أنا هو المير”

الجمهور يستمتع بمونولوغ ”أنا هو المير”
  • القراءات: 2383
خ. نافع خ. نافع
قدّم الممثل المسرحي محمد ميهوبي، سهرة أوّل أمس، بالمسرح الجهوي ”عبد القادر علولة” بوهران، عرضا مسرحيا من نوع المونولوغ، عنوانه ”أنا هو المير”، يعالج الواقع المعيش؛ إذ استنبط منه محمد ميهوبي أفكاره ليصنع فرجة مسرحية راقية، حيث غاص في تفاصيل العمل إلى واقع السياسة وممارسيها من خلال شخصية مرشّح لرئاسة بلدية وهران، وعد بجعل المدينة جنة غنّاء، وظلّ يردّد تلك الوعود خلال حملته الانتخابية وجولاته مع المواطنين، لكن سرعان ما تبخّرت تلك الوعود بمجرد بلوغه المنصب، فتتغيّر معاملته، ليكتشف من منحوه أصواتهم بأنهم كانوا مجرد مطية لبلوغ غاياته. وأوضح محمد ميهوبي أنّه أراد أن تكون تشريحا لواقع نعيشه، وهذا ما جعل الجمهور الذي حضر العرض بقوّة، يكتشف تلك البراعة التي يمتلكها الممثل في سرد الأحداث وطرح جوهر المسألة وملامسة الجرح بطريقة ذكية، فتجاوب الحاضرون مع العمل، وشاركوا معه في تنشيط العرض. واعتاد المسرحي محمد ميهوبي خلق أرضية للحوار ومدّ جسور التشارك بينه وبين الجمهور، وتلك هي المتعة الحقيقية التي تميّز جلّ العروض الفردية التي اعتاد محمد ميهوبي تقديمها على الخشبة. وعاش الجمهور الذي غص به مسرح ”عبد القادر علولة” خدع السياسة وسياسة الخداع، إن صح القول، وتجاوب مع شخصية عامل النظافة الذي ترشح للانتخابات، يَعد هذا ويطمئن ذاك بأنّ معه أحوال البلدية ستتغير؛ لأنه كمواطن يعرف بيت الداء، ولكن بمجرد أن يعتلي كرسي المسؤولية حتى يدير ظهره لهم، ويهتم بقضاء مآربه الشخصية على حساب مصلحة البلدية التي وعد بالاهتمام بشؤونها، ونسي وعوده لمواطنين بسطاء باتوا يرجون منه التفاتة بعدما وثقوا فيه ومنحوه أصواتهم. المونولوغ رسالة واضحة لمن اعتقدوا جزافا أنّ المسؤولية تشريف قبل أن تكون تكليفا، وإسقاط لواقع مرير صنعته جرأة محمد ميهوبي في نسج وحبك مواضيعه المسرحية التي كثيرا ما تعرّي الواقع بأسلوب لا يخلو من الفكاهة وروح الدعابة؛ مما يجعلها عروضا تحمل أبجديات الفرجة المسرحية الخالصة. للإشارة، فقد وقف الحضور قبل انطلاق العرض، دقيقة صمت؛ ترحما على شهداء غزة جراء العدوان الإسرائيلي الآثم الذي حصد آلاف الأرواح منذ مطلع شهر رمضان.