اختتام الدورة الـ 12 لـ”في صحرا”

التوثيق السينمائي في كشف جرائم الحرب

التوثيق السينمائي في كشف جرائم الحرب�
  • القراءات: 826
 ن.ج / ق.ث      � ن.ج / ق.ث

اختتمت بمخيم ”الداخلة” للاجئين الصحراويين فعاليات الطبعة الثاني عشرة للمهرجان العالمي للسينما بالصحراء الغربية ”فيصحرا”. وعرفت سهرة ختام هذه التظاهرة الدولية التي حضرتها وزيرة الثقافة الصحراوية خديجة حمدي - توزيع الشهادات التقديرية على الوفد الصحراوي القادم من الأراضي الصحراوية المحتلة بالإضافة إلى جوائز على الفائزين في مسابقة الأفلام الوثائقية.    

وكان مفهوم ”العدالة الكونية” وحقوق الإنسان أبرز مواضيع هذه الطبعة التي عرفت عرض أكثر من 30 فيلما بين طويل وقصير ووثائقي من مختلف بلدان العالم على غرار الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، تونس، المغرب، إسبانيا، فنلندا، فرنسا، البيرو وجنوب إفريقيا، بالإضافة لممثلين عن مهرجانات عالمية كمهرجان حقوق الإنسان بهولندا.                    

كما عرفت هذه التظاهرة الدولية التي تنظمها وزارة الثقافة الصحراوية وتعدّ الوحيدة في العالم التي تقام في مخيمات للاجئين - إقامة ورشات تكوينية وتنظيم ندوات ومحاضرات ماستر كلاس حول السينما وحقوق الإنسان بالإضافة إلى معارض فنية.   

وفي سياق متصل، نشّطت المخرجة والمنتجة السينمائية الأمريكية باميلا يايتس ماستر كلاس حول ”دور التوثيق السينمائي في المساعدة على كشف جرائم الحرب الدولية”، وعرف هذا النشاط عرض عدد من الأفلام الوثائقية التي أخرجتها باميلا يايتس رفقة شركتها للإنتاج ”سكاي لايت بيكتشرز” على مدار 30 سنة من العمل المتعلّق بالتوثيق السينمائي حول جرائم الحرب الدولية في بلدان أمريكا اللاتينية وخارجها.                            

وتدور هذه الأعمال التي أتبعت بنقاش مع الحضور- حول انتهاكات حقوق الإنسان والعدالة التي ينشدها كثير من المضطهدين حول العالم ممن ارتكبت في حقهم جرائم حرب على غرار ”دولة الخوف، الحقيقة حول الإرهاب” (2006) الذي يحكي عن نظام الرئيس السابق للبيرو، ألبيرتو فوجيموري،                            و«المحاسبة، معركة لأجل محكمة العدل الدولية” (2009) الذي يتطرّق لتاريخ وظروف تأسيس محكمة العدل الدولية في 2002 وبعض قضايا الإبادة التي عالجتها.                                            

وبحضور جمهور غفير من الصحراويين والأجانب، تم أيضا عرض ”لما ترتعش الجبال” (1983) الذي يدور حول الحرب بين الجيش الغواتيمالي والسكان الأصليين ”المايا”، بالإضافة لـ«غرانيطو، كيف يوقف ديكتاتور” (2011) الذي يحكي عن محاكمة الرئيس الأسبق لغواتيمالا ريوس مونت بتهمة ارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية والاعتماد على أحداث وشهادات هذا الفيلم كإحدى أهم الدلائل في الإمساك به.                                                  

وقالت باميلا يايتس - التي تحضر لأول مرة فعاليات المهرجان - لـ«واج” أنّ تقديم هذا الماستر كلاس بمخيمات اللاجئين الصحراويين يهدف إلى ”مشاركة الصحراويين خبراتنا في مجال إنتاج الأفلام المستقلة وكيفية استعمال هذه الأفلام بشكل جيد لبلوغ الهدف والتأثير المرجو من دون الاعتماد على التمويل الخارجي”. وأضافت أنّ هذا اللقاء يرمي أيضا إلى ”تبادل الأفكار مع بعض صنّاع السينما الصحراويين حول ما يحتاجون إليه وكيفية التعاون في هذا المجال والعمل معا لجعل أصواتهم مسموعة في بقية العالم”. 

وتعتبر باميلا يايتس خريجة جامعة ماساتشوستس- من أكثر السينمائيين الأمريكيين اهتماما بالأفلام الوثائقية المستقلة المتعلقة بجرائم الحروب والإبادات التي حصلت بالولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا اللاتينية، حيث حصلت أعمالها على العديد من الجوائز الدولية، كما وزعت في العديد من بلدان العالم.ومن أفلامها أيضا ”نيكاراغوا: تقرير من خط الجبهة” (1983)، ”أخوية ”براذرهود” الشريرة” (1999) و«تياترو!” (1990). 

وكان أكثر من تسعين فنانا بين مثقفين وكتاب وصحفيين وناشطين حقوقيين قد وقعوا قبل انطلاق المهرجان بمدريد بيان الطبعة الـ12، مطالبين مجلس الأمن الدولي باتخاذ موقف عادل ونهائي من أجل تطبيق مبدأ تقرير مصير الشعب الصحراوي.