العرض الأول لـ «وتستمر الحياة» لمحمد زمايش

التهاون في التفاصيل يضيّع الفيلم

التهاون في التفاصيل يضيّع الفيلم
  • القراءات: 1029
❊ دليلة مالك ❊ دليلة مالك

شهدت قاعة سينماتيك الجزائر العاصمة، مساء أول أمس، العرض الشرفي الأول للفيلم الروائي الطويل «وتستمر الحياة» للمخرج محمد زمايش، حول قصة حبّ صعبة تجمع بين «حسان» و»أمينة» عاشاها في فترة التسعينات وأيام الإرهاب الفظيعة التي مرت بها الجزائر، غير أن هذا العمل ضاع في الأخطاء التقنية، ففقد كل جماليات السينما، والأمر كذلك بالنسبة للسيناريو الذي ظهر عليه الضعف في بناء الحبكة.

 

الفيلم يروي قصة «حسان» المغترب الذي أدى دوره الممثل حكيم بوداية البالغ من العمر ثلاثين عامًا، الذي عاد إلى الجزائر خلال العشرية السوداء، ليلتقي حبيبة طفولته «أمينة» (نادية لعريني). وعند وصوله إلى أرض الوطن يذهب مباشرة وفي يده باقة من الزهور، لملاقاة أمينة التي يريد أن يجعلها زوجته، لكنها تغلق الباب في وجهه بقوة، فيستقر حسان في منزل العائلة بضعة أيام بدون أن يعرف أن البلد أخذ منحى آخر.

وتدريجيا يغرق في الكراهية والعنف، وكل يوم يرصد حصيلته من الاغتيالات والمجازر والهجمات. وفي أحد الأيام يغادر لرؤية صديق له صاحب محل للمواد الغذائية، فيكشف له أن مجموعة من الإرهابيين كانوا يبحثون عنه، وأنهم تابعوا خطواته، ثم يطلب منه أن ينتبه وأن يقفل على نفسه في البيت، ولا يفتح بابه حتى لو كان والده.

وفي إحدى الأمسيات يأخذه إلى الحمام، فيتلقى حسن رسالة تهديد يتوعدونه فيها بموت قريب، فيصاب حسن بالذعر، ويذهب إلى رؤية جاره ليقرأه الرسالة؛ لأنه لا يقرأ العربية. وفي مشهد تتصاعد فيه الكوميديا يبدأ صديقه وزوجته يصفان له كلمة بكلمة ما جاءت الرسالة به، حتى يصلا في اللحظة التي يكتشفان فيها أن حياتهما مهددة أيضا، فيغلق الصديقان الباب في وجهه خوفا من العقاب الذي كان يتوقعه، ثم يعود حسان إلى منزله مصدوما، فيسمع محرك سيارة توقفت أمام بنايته، فينظر من النافذة، ويرى أربعة أشخاص مسلحين، ومن شدة الذعر يقفل الحمام على نفسه.

وعند مغادرة الجماعة الإرهابية يخرج ويكتشف أجساد جيرانه تستحم في الدماء. يترك حسن المنزل، ويهرع إلى المطار للعودة إلى فرنسا.

وفي اللحظة التي يستعد فيها للسفر حاملا صورة حبيبته بين يديه يقترب منه منظف أصم، يسأله، بدافع الفضول بلغة الإشارة، إن كانت زوجته تسافر معه، فيجيبه الشاب بالنفي، ليبدأ بالصراخ في وجهه، وفجأة يقرر حسن العودة إلى أمينة رغم المخاطر.

وبعد أيام قليلة يحتفل حسن وأمينة بزفافهما مع الأصدقاء المقربين وبعض الجيران. وخلال الحفلة تفقد الشقيقة الصغرى لأمينة «صونيا» (آمال مينيغاد) الحامل في شهرها التاسع، الوعي وتنهار بين الضيوف، فيهرع بها إلى المستشفى، لكنها تلفظ أنفاسها بعد أن تُرزق بطفلة. يضطر حسن وأمينة لتأجيل مغادرتهما إلى فرنسا.

وفي اليوم التالي يتم إرسال حسن ليبحث عن زوج «صونيا» ويخبره بوفاة زوجته، إلى منطقة أولاد عنتر الجبلية في ولاية المدية، وهي منطقة شديدة الخطورة، غير أنّ المتوفاة تكون دُفنت قبل وصول حسن.

وفي رحلة بحثه عن «رشيد» في الغابة الكثيفة يضيع الشاب ويمسك به الإرهابيون ويقطعون رأسه وهو ممسك بصورة أمينة.

عرف العرض حضور بعض الممثلين وعدد ضئيل من المتفرجين. وتم إنتاج هذا الفيلم (90 دقيقة) من قبل المركز الجزائري لتطوير السينما (CADC) وبدعم من وزارة الثقافة.

الفيلم الذي تُروى أحداثه في تسعينات القرن الماضي، يظهر فيه العديد من الأشياء تعود إلى هذه الفترة، على غرار سيارات آنية، ورايات الذكرى الستين لاستقلال الجزائر وأجهزة التلفزيون بلازما والعديد من التفاصيل الأخرى، التي ترجمت تهاون المخرج في هذه التفاصيل الدقيقة والهامة، والتي من شأنها أن تأخذ المتلقي إلى تلك الفترة.

من الناحية التقنية، بدت الصورة ضبابية ومن الصعب مشاهدة الفيلم. كما عرف تركيب المشاهد أخطاءً كثيرة، على غرار الموسيقى التي تقحَم في غير مكانها، والحوار الذي يتكرر رغم أن مشهده انتهى، فضلا عن المشاهد الثابتة التي تأخذ وقتا طويلا.