الممثلة المسرحية فضيلة حشماوي:

التكوين وفتح المسرح على الخواص شرطان لترقية أبي الفنون في بلادنا

التكوين وفتح المسرح على الخواص شرطان لترقية أبي الفنون في بلادنا
  • القراءات: 2346
خ.نافع خ.نافع

ممثلة المسرح فضيلة حشماوي إحدى سيدات الركح المخضرمات، عاصرت الفترة الذهبية للمسرح الجزائري من خلال مشاركتها في العديد من الأعمال المسرحية التي نالت شهرة واسعة؛ سواء بالفرقة المسرحية التابعة للمسرح الجهوي بوهران أو مسرح العاصمة، إلى جانب أعمدة المسرح من شاكلة عز الدين مجوبي، عبد القادر علولة، سراط بوميدين وبالقايد قايد وغيرهم. جمعنا بها لقاء مؤخرا في ركح علولة، فكان لنا معها هذا الحوار.

❊جريدة المساء: لنعد إلى بداية سنوات السيدة فضيلة حشماوي في المسرح؟

❊❊ الممثلة فضيلة حشماوي: بدايتي كانت سنة 1974، وجدت في نفسي الرغبة الشديدة في التمثيل، ولم أجد من يساعدني غير المرحوم عبد القادر علولة، الذي كان آنذاك على رأس إدارة المسرح الجهوي بوهران. وأبديت له رغبتي في التمثيل على المسرح كهاوية مسلحة بالموهبة والإرادة ولا أعرف شيئا عن أبجديات التمثيل، فنزل المرحوم عبد القادر علولة عند رغبتي مبدئيا، ثم خضعت لتجارب الأداء من قبله، ووافق على تبنّي موهبتي، فبدأت أتتلمذ على يده وغيره من المسرحيين.

❊ ما كان أول دور مسرحي أُسند لك؟

❊❊ أنا أعتبر نفسي محظوظة جدا؛ لأنني انطلقت في العصر الذهبي للمسرح الجزائري، أعتبرها ثورة في الخلق والإبداع المسرحي لن تتكرر. عملت مع عمالقة المسرح، وكان أول عمل مسرحي أُسند لي في مسرحية الرهان، وكانت فعلا رهانا لي؛ فالاحتكاك بممثلين ساندوني في مسيرتي من بينهم المرحومان عبد القادر علولة وسراط بومدين وبالقايد عبد القادر وحيمور وغيرهم، منحني خبرة، جعلت مني الآن الممثلة فضيلة.

❊ كيف تقيّمين الحركة المسرحية محليا ووطنيا؟

❊❊ أقل ما أقول إن الوفرة تغلبت على الإبداع ببلادنا؛ فقد اتسمت أغلب تجارب المسرحيين الجدد بالضعف والتسطيح والافتقار للكثير من جماليات المسرح وعناصره الإبداعية باستثناء بعض التجارب التي تُعد على أصابع اليد الواحدة. نحن نحتاج لترقية المسرح عندنا؛ من خلال خلق منابع أخرى للدعم غير وزارة الثقافة، لاسيما مع الوضع الاقتصادي الحالي الذي تعيشه بلادنا بتشجيع الاستثمار في المجال وفتحه أمام الخواص.

❊ توجهتِ خلال السنوات الأخيرة نحو التمثيل التلفزيوني والسلسلة الفكاهية، هل كانت ضرورة أم اختيارا؟

❊❊ «مكرَه أخاك لا بطل!»؛ نقص الأعمال المسرحية أصبح يحتّم عليّ العمل في التلفزيون والظهور للجمهور؛ فالممثل إذا غاب عن جمهوره يموت، تماما مثل السمكة عندما تخرج من الماء!

❊ لقد شاركت مؤخرا في تكوين شباب هواة للمسرح؟

❊❊نعم، أنا أساهم في تكوين الشباب من هواة المسرح ومن يريدون ولوج عالم التمثيل المسرحي؛ إيمانا مني بأهمية التكوين ونقل الخبرة من جيل إلى جيل للرفع من مستوى المسرح وترقيته، لكن ما ألاحظه حاليا أن أغلب الشباب الهاوين للمسرح عندنا يفتقدون الصبر ويريدون أن يصلوا ويحققوا النجاح بسرعة، وهذا خطأ كبير؛ فالتمثيل المسرحي من أصعب وأرقى الفنون التي تتطلب الصبر والذكاء من الممثل.

❊ كيف تقيّم الممثلة فضيلة حشماوي الهيئة العربية للمسرح؟ وهل يمكن أن تتحول إلى أكاديمية للفنون المسرحية؟

❊❊في الحقيقة، الهيئة العربية للمسرح تطورت بعد سنوات من تأسيسها وتوالي دوراتها المهرجانية المسرحية، حيث تحولت إلى فضاء مسرحي، يبحث في كل طبعة من طبعاتها عن الجديد والمدهش في المجال المسرحي، وهي تستحق فعلا أن يطلَق عليها تسمية أكاديمية الفنون العلمية بعد أن أخرجت واحتضنت ورعت مئات المسرحيين؛ مخرجين، ممثلين، فنيين وكتّابا، صاروا يتنافسون سنوياً في طرح رؤيتهم الجمالية والمعرفية في مجالات المسرح المتنوعة والواسعة.

❊هل وهران مستعدة لاستقبال المسرحيين العرب في الطبعة التاسعة لمهرجان المسرح العربي، الذي تفصلنا عن انطلاقه أيام فقط؟

❊❊ المهرجان ستشارك في احتضانه مدينتا وهران ومستغانم، كل منهما مدينة للمسرح، تستحق أن تعيش هذا العرس المسرحي العربي الكبير؛ إذ نالتا شرف احتضانه بما تملكانه من هياكل ثقافية وجمهور يحب المسرح. أتوقع أن يشكل إضافة حقيقية للمهتمين والطلبة والجمهور الواسع.

❊ العديد من أهل المسرح بوهران ينكرون على المنظمين إقصاءهم من المشاركة في التنظيم؟

❊❊ في رأيي، اختيار وهران لاحتضان هذه التظاهرة الثقافية المهمة مكسب لنا، علينا جميعا تلميع صورة مدينتنا أمام ضيوفنا العرب وإنجاح هذا العرس الثقافي. لا يهم إن لم نشارك في التنظيم، المهم أن المهرجان سيكون فرصة مفتوحة أمام محبي المسرح ولنا كممثلين للاستمتاع، والفرجة يجب ألا تفوَّت.