مهرجان الجزائر الـ12 للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة

التقاء الطبوع الموسيقية في تناغم وتكامل

التقاء الطبوع الموسيقية في تناغم وتكامل
  • القراءات: 991

شكل التناغم الجزائري -الأرميني والوصلات الكرواتية والروسية والإسبانية واليابانية، خصوصية المهرجان الدولي الـ12 للموسيقى الأندلسية العتيقة، والذي سيقدم للجمهور على مدار ستة أيام بأوبرا الجزائر "بوعلام بسايح"، فرصة للاستمتاع بأنواع تراثية ثقافية لازالت مجهولة حتى الآن.

عرف مهرجان الجزائر الـ12 تعاقب مجموعات من 12 بلدا إفريقيا وأوروبيا وآسيويا، أبرزوا التقاليد الثقافية لمختلف البلدان من مدغشقر وفرنسا وإسبانيا وتركيا وغيرها، سواء بشكل فردي أو جماعي، مع تمازج الطبوع، أبهروا به الجمهور.

في هذا الصدد، استطاع العمل المثخن بالإبداع الذي صممه الفنان الموسيقي خليل بابا أحمد أن يجمع في ائتلافه الفني، الصوتين الشفافين لكل من منال غربي وآنا  آرزومانيان، في مقطوعات موسيقية دمجت الغناء الأندلسي الكلاسيكي بأنماط"الموشح" الشرقي وألحان التراث الأرميني.

كما تمكنت سبع مجموعات جزائرية في الموسيقي الأندلسية أن تقدم العديد من البرامج، أبرزت من خلالها غنى هذا التراث. أما جماعيا أو بشكل فردي، على غرار المجموعتين "النسوية" و«الأندلسية" لأوبرا الجزائر وجمعية "إشبيلية" لسوق اهراس ومجموعات أخرى، ومع ليلى بورسالي وحسناء هني.

أما الفرقة الإيقاعية الكرواتية بفنانيها الثمانية، فقد قدمت باقة من أغانيها التقليدية والشعبية، مبرزة العادات والتقاليد القيمة من خلال أغنية "كلابا" الخاصة بمنطقة دالماسيا بجنوب كرواتيا، في حين اختارت الفرقة السداسية "سيكستي "أو.اوسيبوف" من روسيا، بقيادة أيغور سينين التعريف بالبلالايكا (أداة مثلثة بثلاثة أوثار من مختلف الأشكال).

من جانبهم، اختار الثلاثي الإسباني المكون من المغنية الفرنسية الكساندرا تامبليي، وعازف القيثار الإسباني سارجيو ماتيسانز، وعازفة الكمان الكوبية كاري روزا فارونا، أن يؤدوا عشرة مقاطع من نوع الفلامينكو، بفضل توليفة أثراها غناء الفنانة الفرنسية والنبرات الموسيقية التي تشبه النوع الكلاسيكي العالمي، والمرافقة الموسيقية للفنانة الكوبية المتمرسة في الطبع اللاتيني.

أما اليابان، فقد مثلته فرقة الثنائي "فوتاري باياشي" المكونة من التايكو (الطبل الياباني) الموسيقي بواسطة وشاميسن (عود ثلاثي الاوثار) هيديكي تسوجي، حيث تم أداء عشرة مقاطع غنائية حول "مزاج الناس"، وبعيدا عن التلاقح الموسيقي، عرض التراث الثقافي لكل من تونس ومصر وباكستان والمغرب وتركيا عبر مختلف الفرق الموسيقية، في اطار برامج أبرزت خصوصيات كل بلد، إلى جانب الأنماط والأنواع الموسيقية والألبسة التقليدية والعادات الخاصة بكل منطقة.

كما اقترح مهرجان الجزائر الـ12 للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة، الذي كرم عميد الطابع الأندلسي مصطفى الحسار، الذي توفي في شهر نوفمبر عن عمر ناهز الـ100 سنة، بالموازاة مع العروض الفنية، لقاءات ومحاضرات خصصت لدراسة أربع آلات موسيقية تقليدية في المجال الأندلسي، ويتعلق الأمر بالكويترة والكمان والعود العربي والرباب ثنائي الوتر الذي يشبه الكمان.

في حين تم تخصيص دورة تكوينية للجمهور، أطرها بعض الفنانين الجزائريين حول استعمال تلك الآلات الموسيقية.

ورغم خضوعه للتقشف المالي، إلا أن المهرجان الذي يسعى منذ إنشائه في 2006 إلى تثمين وترقية التراث الموسيقي،  قد كسب رهان منح الجمهور العاصمي عبر مختلف طبعات هذه التظاهرة، برنامجا ثريا بفضل تنوع ثقافات وطبوع الموسيقية العالمية.