صدور ترجمة جديدة للدكتورة جميلة حنيفي

التفكيك والبراغماتية "دريدا" في مواجهة "رورتي"

التفكيك والبراغماتية "دريدا" في مواجهة "رورتي"
  • 853
لطيفة داريب لطيفة داريب

صدر للدكتورة جميلة حنيفي، ترجمة لكتاب شونتال موف بعنوان: "التفكيك والبراغماتية دريدا في مواجهة رورتي عن ابن نديم للنشر والتوزيع ببيروت، والذي جمعت فيه إضافة إلى دريدا ورورتي، الفيلسوف البريطاني المعاصر سيمون كريتشلي والفيلسوف والمنظر السياسي الأرجنتيني ارنستو لاكلو.

جاء في غلاف الكتاب، أن هذا الإصدار يعد لقاء فلسفيا مانها وممتعا، تقدمه الدكتورة للقارئ العربي، جمعت فيه بين اسمين كبيرين في فضاء الفلسفة الرحب والشاسع، جاك دريدا من جهة، وريتشارد رورتي من جهة أخرى.

إنه بحق مواجهة نقدية ثرية بين التفكيك والبراغماتية، وهما الفلسفتان المتقاربتان في مسائل والمتباعدتان في أخرى. كما يعود منبت الكتاب إلى حلقة نقاشية انعقدت يوم 29 ماي من سنة 1993، بالكلية الدولية للفلسفة في باريس، حيث التقى الفيلسوفان برفقة الفيلسوف البريطاني المعاصر سايمون كريتشلي، والمنظر السياسي الأرجنتيني إرنستو لاكلو، وتمحور النقاش حول تطوير مفهوم لا تأسيسي للديمقراطية. وهي فكرة يتفق بشأنها رورتي ودريدا، ولكن الفروق في المنطلق الفلسفي القاعدي تجعل منظور الفيلسوف البراغماتي وطرحه يختلفان تماما عما يرتقيه الفيلسوف التفكيكي.

يشاطر الإثنان فكرة تقويض الإرث الميتافيزيقي الغربي بنزعته النسقية ومقولاته التأسيسية للمعرفة والحياة والأخلاق، كما يتفقان في الاحتفاظ بالمشروع الديمقراطي للتنوير، ووصفه مكسبا حداثيا، لكن على الرغم من هذا التقارب المبدئي، إلا أن المقاربتين البراغماتية والتفكيكية مختلفتان تماما. وبغرض فحص مواضع اتفاق الفيلسوفين واختلافهما. كما تناول النقاش على وجه الخصوص علاقة التفكيك بالسياسة، وإمكانية أن تكون للتفكيك دلالة سياسية، وكانت بحق مسألة سجالية، على اعتبار أن رورتي يعارض الفكرة تماما.

توسع النقاش وتطور وتعمق باستناده إلى طروحات فلسفية هامة، مثل الانفتاح على الآخر لدى إيمانويل ليفيناس ومقاربة التفكيك لدى الفيلسوف الكسمبرغي الأمريكي رودولف فاشي.  وعبرت الدكتورة على غلاف الكتاب، أملها في أن تثري هذه الترجمة المكتبة العربية، وأن تكون مفيدة للقارئ ومعينة له على فهم واستجلاء القضايا الفلسفية العلائقية بين التقليدين الفلسفيين العتيدين الأنجلوساكسوني والقاري.

وكتبت جميلة أيضا: "آمل أن تكون بمثابة نافذة مطلة ولو على النزر اليسير جدا من امتدادات التفكيك في بريطانيا، وبالأخص في أمريكا اللاتينية، على اعتبار الفراغ الرهيب الذي نعانيه فيما يخص المنتج الفلسفي لهذا الشطر من العالم".

للإشارة، كانت "المساء" قد أجرت حوار قصيرا مع الدكتورة جميلة حنيفي، بعد نشرها ثلاث ترجمات العالم الماضي، وهي؛ "أمزجة فلسفية من أفلاطون إلى فوكو" للفيلسوف الألماني المعاصر بيتر سلوتردايك، و«حوارات فلسفية حول الفلسفة الأمريكية المعاصرة"، و«جائحة كورونا من زاوية فلسفية".

تحدثت الدكتورة في هذا الحوار عن مواضيع هذه الترجمات، وعن ظروف الترجمة التي قالت إنها بكل تأكيد تحد فعلي لكل ما هو محيط بالباحث الشغوف بها. إذ يحتاج فعل الترجمة إلى مؤسسات تعتني به، بوصفه فعلا إبداعيا، ويحتاج المترجم إلى التشجيع، ففعل الترجمة في الجزائر يتولد بعسر من مجهودات وتضحيات فردية بحتة، جهودٌ منبعها الوحيد الإرادة وحب البحث والإخلاص له.