الفيلم السلوفاكي «نينا»

التفكك الأسري مازال مطروحا في أوروبا

التفكك الأسري مازال مطروحا في أوروبا
  • القراءات: 401
❊ مبعوثة «المساء» إلى القاهرة: دليلة مالك ❊ مبعوثة «المساء» إلى القاهرة: دليلة مالك

احتضنت القاعة الصغيرة بدار الأوبرا المصرية الفيلم السلوفاكي «نينا» المشارك ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي 39، سهرة أوّل أمس الخميس. ويروي هذا العمل موضوعا قد يكون مستهلكا، يتعلق بظاهرة الطلاق ووقوع الأطفال ضحية التفكك الأسري، غير أن مخرج الفيلم يوراج ليهوتسكي تناوله بطريقة متفردة؛ بسرد وقائعه في هدوء، ويختتم بنهاية سعيدة.

 

تدور أحداث فيلم «نينا» حول فتاة تبلغ من العمر 12 عاما، ينفصل والداها وينهار عالمها أمام عينيها. يزعم والدها ووالدتها أنهما يفعلان الأفضل لها، لكنهما في الواقع يتصرفان كما لو أنهما يهتمان فقط بأنفسهما. لا تتفهم «نينا» ذلك السلوك ولا تتعاطف معه، وتشعر بأنها مُهملة ومخدوعة، وأنه لم يعُد في العالم شيء يمكنها أن تؤمن به، السباحة وحدها هي الشيء الوحيد الذي يمدها بالأمان في الحياة، حيث تنعم في حمّام السباحة بالهدوء والدعم، وكل شيء آخر تفتقده في المنزل عندما يتضح لها أنها لن تستطيع المشاركة في مسابقة السباحة، فتلوذ بالفرار.

تعيش «نينا» في حالة من الاضطراب النفسي بعد انفصال والديها. الأم تؤسس حياتها من جديد بتربية ابنتها بشكل حازم، فيما يبقى الأب يراوح مكانه عسى أن يتمكن من الوقوف على قدميه، وعكس الأم هو أكثر تسامحا، لذلك تفضّله «نينا»، إذ يساعدها على العودة إلى السباحة والمشاركة في مسابقة رسمية، غير أن أنها ترفض بحجة مرض البنت، وبسبب ضعف مستواها الدراسي.

ناقش الفيلم موضوعا تطرقت له الكثير من الأعمال الفنية في مختلف دول العالم، لكن هذا لا يقلل من أهمية الموضوع بالنظر إلى نسبة الطلاق المتفشية في أوروبا لاسيما في السنوات الأخيرة. ويقع تأثير هذا التفكك الأسري على الأطفال، لأنهم الأكثر ضعفا ولا يستطيعون التحكم في حياتهم أو اتخاذ قرارات مصيرية.

ويبرز العمل الأم أكثر قسوة وتحكما في حياة «نينا»، وهو ما يعكس الواقع. فبعد الانفصال يقع على عاتق السيدات الكثير من المسؤوليات، وبالتالي يصبحن أكثر عصبية وتوترا، فيما يحاول الرجال تناسي الأمر والاستمرار في الحياة متظاهرين بعدم التأثر.

قدّم المخرج الموضوع بشكل مختلف، حيث يكون الجمهور المتلقي متعاطفا مع الوالدين رغم كل ما حدث؛ لأنهما لم يكونا سيئين وإنما تصرفاتهما هي التي تسببت في تفكك الأسرة. ويوحي الفيلم بنهاية سعيدة؛ بالعودة إلى بعضهما مرة أخرى رغم المشاكل التي حدثت لهم وأثرت على ابنتهما.