المهرجان الوطني العاشر للمسرح المحترف

التظاهرة جزائرية في كلّ أبعادها

التظاهرة جزائرية في كلّ أبعادها
  • القراءات: 499
دليلة مالك دليلة مالك
يمضي المهرجان الوطني للمسرح المحترف، منذ تولي محمد يحياوي منصب محافظ له، قُدما ليسترجع شخصيته الوطنية والاهتمام برفع مستوى التجارب المسرحية المحلية التي تمارس على مستوى المسارح الجهوية أو على مستوى الجمعيات والتعاونيات المسرحية، ويسعى جديا لكسب رهان إعادة بريق الخشبة والتصالح مع جمهورها من خلال تقديم الأجود.

في الدورة التاسعة لمهرجان المسرح المحترف العام الماضي، عملت المحافظة الجديدة للمهرجان على إعادة الصفة القانونية والمنطقية للتظاهرة، وتكرّر الفعل نفسه في الدورة الجارية المزمع انطلاقها اليوم بالمسرح الوطني الجزائري "محيي الدين بشطارزي"، إذ لم تحمل قائمة العروض خارج المنافسة عروضا أجنبية، والأمر عينه بالنسبة للشخصيات المكرّمة، فكلّها أسماء جزائرية إذ سيتم تكريم الفنانين الراحلين فتيحة بربار وسيد علي كويرات وكذا الأستاذ الفقيد صالح لمباركية، فضلا عن تخصيص يوم تكريمي لعز الدين مجوبي في الذكرى العشرين لرحيله. 

وتزكي الخصوصية المحلية المستوى العام للأعمال المسرحية، ومن شأن المسرحيين الجزائريين التعرّف على تجارب وأفكار نظرائهم وطنيا، وذلك بهدف التشبّث أكثر بالأسلوب الجزائري المتميّز، وأن تكون التظاهرة المسرحية بمثابة مدرسة فنية يتخرّج منها مبدعون في شتى المجالات المتعلقة بأب الفنون، ومن جهة ثانية للتأكيد على أنّ هناك مهرجان للمسرح الدولي بمدينة بجاية يقوم باستقبال وعرض المسرحيات الأجنبية. ومن العبث أن يتم خلط الأمور ببعضها، ففي الأخير اسمه القانوني هو "المهرجان الثقافي الوطني للمسرح المحترف"، وبديهي أن يعنى بالأعمال المسرحية الجزائرية وبالشأن المسرحي الجزائري.

وفكّر المنظمون بتقديم عرض ضيف على المهرجان، إذ كانت الدورة السابقة لمسرحية من مصر، أما هذه الدورة فقد تم إسقاطها لتكون الدورة العاشرة جزائرية خالصة، على أن تتجدّد الفكرة في الدورات المقبلة. يعود المهرجان بعد هذه الترتيبات الجديدة إلى سكّته الصحيحة، وسيجد مهرجان بجاية كذلك طريقه بالتعدي. وحسب محافظ المهرجان، فإنّ قرار عدم استدعاء فرق أجنبية للمشاركة في العروض خارج المنافسة ليس له علاقة بعجز في الميزانية، وأنّ المهرجان مرتاح ماليا، ولكن القرار جاء بناء على تتبّع منطق ونظرة مستقبلية لصالح المسرحيين والمسرح الوطني.

كما يسعى المهرجان العاشر لأن يكسب رهان النجاح، خاصة وأنّ الدورة السابقة عرفت الكثير من اللغط بسبب حجب جائزة أحسن عرض متكامل لأوّل مرة في تاريخ التظاهرة، وبهذا الخصوص تمّ اختيار لجنة التحكيم، أعضاؤها مسرحيون جزائريون، وتمّ الاستغناء عن الأجانب ذلك أنّهم مجاملون ويتفادون الإحراج، وهو ما أكّده محمد يحياوي مؤخّرا في ندوة صحفية. جدير بالذكر كذلك، أنّه في سابقة هي الأولى من عمر الجزائر المستقلة، تم رفع جزء من خشبة المسرح للأوركسترا السيمفونية الجزائرية التي تشارك سهرة اليوم في تقديم عرض الافتتاح الموسوم بـ«مسار الذاكرة" وهو عمل من إعداد وتصميم عمر فطموش، وبمشاركة ممثلين وممثلات من مختلف المسارح الجهوية والمجموعة الصوتية للأوركسترا السيمفونية الوطنية.