التطور أسرعأكّد الكاتب الصحفي عزيز فارس تجاوز التكنولوجيا لفهمنا وإدراكنا وقدرتنا في التكيّف معها، خاصة وأنّها تأتي في كلّ مرة بالجديد، مضيفا في الندوة التي نشّطها أوّل أمس بفضاء "مؤسّسة عسلة" أنّنا ما زلنا نتعامل معها وكأنّها عالم سحري يبهرنا دائما.

قال فارس الذي ينتج حاليا برنامجين إذاعيين في قناة "موريال" بكندا، إنّ وعينا لم يرافق بعد التطوّرات الحاصلة في التكنلوجيا ولم يتمكّن من إدماجها في أذهاننا، مضيفا أنه يلزم الكثير من الوقت لكي يتمكّن الإنسان من فهم مكوّنات آلة مثل هاتف نقال أو  الطريقة الناجعة لاستغلاله، خاصة أنّه في كلّ مرة يخرج للعلن هاتف أكثر تطوّرا وتقنية.أشار المتحدّث إلى أنّ الهاتف الذكي أكثر ذكاء منا، وأنّه يضمّ تطبيقات وبرامج القليل جدا منا من يدرك كنهها ويفهم كيفية استغلالها بشكل عميق، مضيفا أنّه حينما نتمكّن من فهم بعض من خباياه، يخرج هاتف أكثر تطوّرا وأبلغ غموضا، لنعيش تجاوز التكنولوجيا لإدراكنا وقدرتنا على الفهم.

ونوّه بميزات التطوّرات الحاصلة في التكنلوجيا، حيث أنّه يستطيع إجراء حوار عن بعد، كما يمكن لأيّ كان التقاط صور لحادث ما وعمل تحقيق، لكن تبقى التكنولوجيا أسرع من بديهتنا ولا يمكن فهم كلّ ما يتعلّق بها حتى في طريقة استعمالها بشكل عام. معتبرا أنّ هذه الأعراض لا تمسّ الجزائر وحسب بل كلّ بقاع العالم.

كما اعتبر الصحفي أنّنا ما زلنا منبهرين أمام كلّ هذه الاختراعات التي لا تتوقّف وكأنّنا نعيش في عالم سحري بعيد عن واقعنا، مضيفا أنّ الآلة اليوم تفعل ما تريد متجاوزة بذلك عمل الإنسان.بالمقابل، أكد فارس اهتمامه الدائم في كتاباته وبرامجه بالإنسان وكذا في إحداث التفاعل مع المتلقي سواء القارئ أو المستمع، مضيفا أنّه يبتغي طرح الكثير من الأسئلة رغم أنه قد لا يتلقى أيّ إجابة أو بعض من الردود لكن بعد مرور وقت طويل. وتابع أنه لا يحتكم إلى رأي واحد لأنّه قد يغيّر من نظرته في حال اقتناعه بعكس ما يفكّر فيه بعد محادثة مع شخص مثلا وهو ما يعتبره كنزا ثمينا.