دار الثقافة "رشيد ميموني" ببومرداس

التشكيلية ليلى بوزيدي تخلّد "المرأة"

التشكيلية ليلى بوزيدي تخلّد "المرأة"
الفنانة التشكيلية ليلى بوزيدي
  • القراءات: 1337
❊حنان. س ❊حنان. س

إختارت الفنانة التشكيلية ليلى بوزيدي عنوان "المرأة" لمعرضها ببهو دار الثقافة لمدينة بومرداس، حيث تشارك بقرابة 40 لوحة كلها تدور حول المرأة الحرفية، المقاومة، الريفية، العاملة أو ببساطة الأم. وقالت إنّ تأثّرها إما بمعاناة المرأة أو بالنجاحات التي حققتها تاريخيا أو اجتماعيا جعلتها تخلدها في لوحاتها.

 

تتحدّث الفنانة ليلى بوزيدي عن نفسها فتقول إنّها عصامية تعلمت فن الرسم سواء بالألوان المائية أو الزيتية وبمختلف التقنيات بنفسها، موضحة في دردشة مع "المساء" على هامش معرضها المنظم ببهو دار الثقافة "رشيد ميموني" ببومرداس، أنها تحبّ تجسيد واقع المرأة على اختلافه عبر لوحات معبرة عن ذلك، وهو ما تضمنته 40 لوحة شاركت بها الفنانة المنحدرة من ولاية البويرة من خلال تجسيد عمل المرأة في الأرياف عبر لوحة تترجم عملها بالأرض، وكذا المرأة الحرفية عبر لوحات أخرى تبيّن عملها اليدوي مثل لوحة عجوز تغزل الصوف من أجل نسجه، بينما تجسد لوحات أخرى للمرأة المحاربة عبر بورتريهات للكاهنة ولفاطمة نسومر، وجهان خلدهما التاريخ من خلال بطولاتهما في الذود عن الوطن، إضافة إلى لوحات أخرى تعبّر عن الأصالة الجزائرية من خلال الألبسة التقليدية ولوحات أخرى تعبر عن الأم، مؤكّدة أنّ المرأة تشكّل موضوعا خاصا لإبداعاتها، وهي بذلك تبعث برسالة للمجتمع مفادها أنّ المرأة مخلوق ضعيف ما أكرمها إلاّ كريم وما أهانها إلا لئيم مصداقا للحديث النبوي الشريف.

تقول ليلى إنّ الريشة لا تفارق يديها، حيث ترتبط بالرسم ارتباطا وثيقا جعلته مع مرور الأيام معبرا عن حالتها النفسية، فتجسّد أحيانا لوحات تعبّر عن الأمل وأخرى عن الملل. وكشفت عن أنها تشارك في المعارض الجهوية والوطنية من أجل التعريف بنفسها وبفنها. وأضافت أنّ بومرداس تعتبر المحطة الثالثة لها في جولة فنية عبر الولايات بعد العاصمة وتيبازة، ومن المنتظر أن تشارك في معرض آخر بتونس الشقيقة، موضّحة أنّها لم تختر بعد موضوع لوحاتها، مقرّة بأنّ ذلك يتطلّب وقتا وتركيزا عاليا حيث أنّ الرسم التشكيلي سفير بحد ذاته، يكسب الفنان سمعة وشهرة عليه المحافظة عليها بكل قوة، تضيف ليلى متحدثة في هذا المقام عن صعوبات تواجهها في سبيل ترويج فنها، حيث تقر بأنّ سعر اللوحات التشكيلية قد تجعل البعض يحجم عن شرائها، حيث قد تصل اللوحة منها إلى 40 ألف دينار، مرجعة ذلك إلى غلاء لوازم الرسم. ورغم أنّ متذوّق الفن يشتري عصارة جهد ووقت إلاّ أنّها تتفهم إذا استغل البعض لوحة ما، وهو ما جعلها بالمقابل تدعو السلطات للتفكير في إقامة معرض جماعي متخصص يجمع عدة فنانين ثم شراء لوحات عنهم لتزيين بعض الإدارات أو المقرات الأخرى، وتقول "أنا أناشد سلطات ولاية بومرداس مثلا بأن تقتني بعض اللوحات على الفنانين تشجيعا ودعما لهم، حيث أنّ التسويق غير موجود والفنان يعيش من أجل فنه"، وتقترح في هذا المجال إقامة معرض على الأقل مرة واحدة في السنة وهو ما قد يعطي دفعا كبيرا للفنانين..