التراث الإفريقي المشترك

التزام ثابت للجزائر

التزام ثابت للجزائر
  • القراءات: 562
ق. ث ق. ث

بذلت الجزائر منذ ما يقارب عشرية من الزمن، مجهودات كبيرة للحفاظ على تراثها الثقافي المعرض للخطر، وحماية وتثمين التراث المشترك الذي تتقاسمه مع دول مجاورة، لاسيما في مجال البحث والنقل والتصنيفات الدولية، والتزمت الجزائر لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو"، بالتكفل الكلي أو الجزئي بملفات التصنيفات الدولية لعناصر التراث غير المادي، الذي تتقاسمه مع الدول المجاورة، وتقديم المساعدة التقنية والعلمية من أجل إيداع الملفات الدولية ووضع عمليات الحفظ.

كان ملف "الإمزاد" أول ملف دولي أودع باسم الجزائر ومالي والنيجر، وصنف في القائمة التمثيلية لتراث البشرية الثقافي غير المادي في ديسمبر 2013. واعتبر إعداد ملف الممارسات والمعارف المتعلقة بالإمزاد، الذي يعد آلة موسيقية تقليدية أحادية الوتر، عزفتها وصنعتها نساء الطوارق لوحدهن، تتويجا لجهود استمرت خمس (5) سنوات على مستوى المؤسسات الثقافية، ومن بينها ديوان حظيرة الأهقار الوطنية، من أجل جرد وتسجيل كل الممارسات المتعلقة بالإمزاد، المهددة بالزوال.

بعد أن شجع بعض العازفات القليلات اللائي ما زلن على قيد الحياة، على تدريب شباب تمنراست على ممارسة الإمزاد، باشر ديوان حظيرة الأهقار الوطنية والمركز الوطني للبحث في عصور ما قبل التاريخ والأنثروبولوجيا والتاريخ، أشغال البحث التي بادر بها الباحث ديدا بادي في وسط مجتمعات الطوارق بالجزائر ومالي والنيجريتمثل الملف الدولي الآخر، الذي صنف في القائمة التمثيلية لتراث البشرية الثقافي غير المادي في 2020، في الكسكس والدراية المعرفية والممارسات المتعلقة بإنتاجه، والذي صنف كتراث مغاربي باسم الجزائر وتونس وموريتانيا والمغرب.

تتجسد هذه الجهود الرامية إلى الحفاظ على التراث الثقافي الإفريقي وتثمينه، من خلال تنظيم المهرجان الثقافي الإفريقي في 2009، في مشاريع ذات بعد قاري، في شاكلة المركز الاقليمي للحفاظ على التراث الثقافي غير المادي في إفريقيا، وهو مركز من الصنف الثاني، تحت رعاية منظمة "اليونسكو"، دشن بالجزائر العاصمة في 2019، وفي مشروع متحف إفريقيا الكبير، الذي منحه الاتحاد الإفريقي للجزائر، وهو أحد المشاريع الكبرى التي تتضمنها أجندة الاتحاد الإفريقي لسنة 2063، والتي التزمت الجزائر بجعله قطبا ثقافيا رفيعا ومنارة للإشعاع الثقافي في القارة الإفريقية. 

طالع أيضا/ 

* المهرجانات الإفريقية.. أساسيات الوحدة والتجدد

* المركز الإقليمي لحماية التراث الثقافي غير المادي في إفريقيا.. تنشيط التعاون وتبادل الخبرات