المنتدى السادس لـ"ليفراسك"

التراث المتوسطي كنز ينتظر التثمين

التراث المتوسطي كنز ينتظر التثمين
  • القراءات: 618
لطيفة داريب لطيفة داريب

نظمت مديرة مجلة "إيفرسك"، الأستاذة نادية سبخي، موائد مستديرة، وقراءات شعرية بمناسبة منتدى المجلة السادس الذي احتضن فعالياته قصر "رياس البحر" تحت شعار "الجزائر، تراث متوسطي، 60 عاما من استقلال الجزائر".

بهذه المناسبة أدارت الأستاذة زبيدة معمرية المائدة المستديرة الموسومة بـ "التراث المتوسطي، قصة سفر"، فتحدثت عن البحر المتوسط بكل شغف. وقالت إنه لا يمثل البحر فقط، بل هو، أيضا، اليابسة التي تحيط به. كما يشكل نقطة تقاطع بين مختلف الثقافات والحضارات، وينبع عبرها إرث مشترك بين شعوبها. وأضافت معمرية أن الكثير من النصوص كُتبت عن البحر وعن السفريات، من خلال ذاكرة الكاتب والشاعر، وكذا من الملاحظات التي يدونها حول البلد الذي سافر إليه. وتابعت أن التراث الشفهي له، أيضا، مكانته في الموضوع، حيث إن الكثير من الرحل سردوا ما رأوه بأم أعينهم ولم يكتبوا عنه. وبالمقابل هناك من الفنانين التشكيليين من خلدوا ذكرياتهم برسومات، مستلهمين من ضوء البحر المتوسط الذي سمي بالأبيض، نسبة للنور الذي ينعكس عليه، علاوة على بروز تيار فني جديد، وهو التيار الاستشراقي.

ودعت المتحدثة السلطات المختصة إلى الاهتمام بالسرد الذي يعنى بالسفر، لأنه يمثل أوجها من هويتنا وتاريخنا، خاصة الذي يتناول فيه صاحبه منطقة البحر الأبيض المتوسط، التي يشترك فيها بلدانها بمخيال وتراث ثريين.

أما الكاتب أحمد بن زليخة، فقد عبر عن عشقه للبحر المتوسط منذ أن كان طفلا. وقد أبرز ذلك في كتبه التي نشرها، مضيفا: "نسافر يوميا، فالحياة كلها سفر، علاوة على حدوث سفريات في العالم سجلت اسمها بحروف من ذهب، مثل الإسراء والمعراج التي تعتبر مركزية الرسالة القرآنية". وأشار: "قيامنا بالسفر ليس من خلال الكتابة فقط، ولكن عبر القراءة أيضا، فنحن نقلب صفحات كتاب وكأننا نطفو على الأمواج. وكل كتاب جديد هو عبارة عن سفرية جديدة".

وتطرق بن زليخة لظاهرة الهجرة غير الشرعية، التي يحاول فيها الشباب السفر بحثا عن حياة أفضل، إلا أن هذه السفرية قد تنتهي بالموت، لينتقل إلى كتابه الذي استلهم فيه قصة سفرية أوليس، فاختار شخصية إلياس الذي يقوم برحلة في المتوسط، مؤكدا تشابه كل من يسكن على ضفافه، لأنهم يشربون من ماء واحد.

ومن جهته، تحدث الكاتب محمد مقاني عن حظه في السفر إلى أغلب بلدان العالم، ومن ثم كتابته عنها، وتأثره بالثقافات المختلفة. ومثل بكتابته عن البيئة، وهو الموضوع الذي لا يتناوله الجزائريون في كتاباتهم.  أما الكاتب والفنان التشكيلي جودت قسومة فقد تحدث عن بناء أدب متوسطي له علاقة بالميثولوجيا، مضيفا أن المتوسط يتميز بأبطال خارقين تجاوزوا قصص الميثولوجيا.

وبالمقابل، نشط المائدة المستديرة "التراث المشترك للمتوسط"، كتاب تحدثوا عن مؤلفاتهم التي لها علاقة بالمتوسط، أو حتى بعقلية سكان هذا الحوض الكبير، ومن بينهم الكاتب محمد عروة، الذي قدم كتبه، وكذا كتابين خطا منذ ثلاثة قرون بقلم ابن القصبة، ابن حمادوش الجزايري.