أوشكت بروفات ملحمة "أحمد بن عبد الرزاق حمودة" (الشهيد سي الحواس) على الانتهاء؛ حيث ستعرضها جمعية "الشباب للفن والموسيقى" بباتنة بدار الثقافة "محمد العيد آل خليفة" بباتنة، بمناسبة اليوم الوطني للشهيد. 

يشارك في الملحمة التي كتب نصها مسعود حجيرة برعاية الجمعية وأخرجها بن سعيد عز الدين، ثلة من الممثلين، على غرار مسعود بوبير، وسلوم زكريا إسحاق، وعصام خنوش، وعماد تعشيت وخلود بوزيدة مع التأليف الموسيقي لعبد الحق عبد النوري. وفي هذا الشأن، أوضح رئيس الجمعية خالد بن نية، أن هذا العمل يُعد ثمرة جهود الجميع، للتعريف ببطولات الشهيد العقيد سي الحواس، وتلقين الرسالة النوفمبرية لجيل الاستقلال، والتعريف بالتاريخ الحافل لثورة نوفمبر الخالدة بالأمجاد والبطولات. الملحمة ترسم تضحيات السلف من سحر الطبيعة برجع صدى من جبال شلعلع فتترجمه على مدار ساعة من الزمن، ستكون، حسب محدث، "المساء"، كافية لتقديم لوحات فنية تسرد تاريخ الجزائر وتضحيات الشهيد الكبيرة، ومواقفه الثابتة من القضايا العادلة. ومن جهته، أوضح المكلف بالإعلام رامز أمير جاب الله، أن العرض سيجسد بطريقة فنية جديدة، و"سنعمل على تمكين الشهيد من حقه فنيا، لترسيخ بطولات الشهداء رموز الوطن"، مضيفا أن الملحمة تمثل رمزية الثورة المظفرة كمصدر إلهام للحركات التحررية في العالم، وتروي حياة الشهيد سي الحواس. وأكد أن المعادلة ستكون في العرض ممتعة، مسلية، ومحركة للشعور، كما ستعطي دفعة معنوية لتدوين تاريخ الأبطال. وأوضح المتحدث أن الفرقة ستعتمد على التناغم بين الكلمات والحركات، لشد الأنظار إلى بطولات الشهيد، وستقدم أنماطا أكثيرة ومتنوعة من الحركات الإيقاعية المتوازية بين طرفين من النزاع على الخشبة، التي تستحضر مرارة المستعمر بإبداع عندما تخوض في لب الموضوع، وهي مجازفة فنية، قال المتحدث؛ إذ إنها جمع للتراث، ومزج حضاري، يضفي على العرض لمسة فنية تمجد الجزائر تثمينا لدورها في بعث الأمل، مضيفا أن العمل أُنجز باحترافية كبيرة؛ اعتمادا على النوع الذي يزخر به. 

وإلى ذلك، سيثري العرض الكوريغرافي ليزيد جنان النقاش بعد العرض الكامل؛ من خلال تطبيق المضمون الحكائي فنيا وأدائيا، وبكل ما هو مدهش من تعبير عفوي وإمكانيات التعبير فيه،فضلا عن النص الإخراجي المتميز الذي اقتاد النص بمجمله ناحية الأداء، ليشكلا المساحة الضرورية للمشهد، والمضخ الأساس لعرض الملحمة. وتَعد جمعية "الشباب للفن والموسيقى" بباتنة بعرض متكامل في هذه المبادرة التي يرعاها والي باتنة بدعم من صندوق تطوير الفنون وترقيتها، بالتنسيق مع مديرية الثقافة ومديرية الشباب والرياضة ودار الثقافة. ومن المنتظر أن يحضر العرض نجل الشهيد شعبان حمودة. للإشارة، الشهيد سي الحواس وُلد في سنة 1923 بمشونش. احتك وهو في عز شبابه بخيرة أبناء الوطن وأبناء الحركة الوطنية، على غرار بن مهيدي وبن بولعيد. وتقلّد عدة مسؤوليات، منها قائد للمنطقة الثالثة في الولاية التاريخية الاولى، وقائد للولاية السادسة قبل استشهاده بجبل ثامر في 29 مارس 1959.