أوضح عبد القادر بن دعماش، رئيس المجلس الوطني للأدب والفنون، على هامش الجمعية العامة الجهوية للفنانين الذي احتضنها مؤخرا المسرح الجهوي، "عبد القادر علولة" بوهران، قرب إصدار مرسوم خاص بعلاقات العمل الخاصة بالفنانين، من شأنه أن ينظمّ علاقة العمل بين الفنان والهيئة المنتجة في كلّ المجالات الفنية، وهو عبارة عن اتّفاق نموذجي بين الفنان والمخرج أو المنتج أو منظّم الفعالية لتحديد ظروف العمل في شكل اتفاقية أو عقد عمل. وأشار بن دعماش إلى أنّ المجلس يعكف حاليا على إعداد مدوّنة خاصة بالمهن الفنية، تجعل من الإبداع الفني مجالا خلاقا للطاقة، يسمح بخلق مناصب شغل وجعله مصدر ثروة، إلى جانب التحضير لإصدار سجل خاص بالفنانين، حيث سيشرع قريبا في عملية إحصاء وضبط العدد الحقيقي لهذه الفئة،  موضّحا أنّه لازلنا لا نملك إحصائيات دقيقة حول عدد الفنانين بالجزائر.

الاجتماع الذي حضره عدد كبير من الفنانين، شملت المطربين، الموسيقيين، المسرحيين والفنانين التشكيلين، كان فرصة لمناقشة قانون الفنان وحقوقه في الضمان الاجتماعي، كما تمّ خلال هذا اللقاء توزيع بطاقات الفنان على 50 فنانا كدفعة أولى، وسيتم توزيع البقية في الجلسات اللاحقة المزمع تنظيمها مستقبلا بوهران، حيث ستسمح لهم هذه البطاقة بالتغطية الاجتماعية والحصول على بطاقة "الشفاء"، وهي مبادرة تدخل في إطار اعتراف الدولة الرسمي بالفنان وممارسته للفن كمهنة، فضلا عن كونها توضّح وتثبت هوية الفنان الوطنية، مثلها مثل نظيرتها في كلّ المهن، والحصول عليها يكون لكلّ فنان يتقدّم بملف خاص يستوفي كلّ الشروط القانونية المنصوص عليها، ليتم المصادقة عليها من طرف لجنة مختصة، وهذه البطاقة تعتبر ثمرة جهود كبيرة بذلتها وزارة الثقافة من أجل الاعتراف الرسمي بالفنانين.

اللقاء كان فرصة لطرح العديد من الانشغالات المهنية والاجتماعية للفنانين، الذين طالما اشتكوا من التهميش والإقصاء. للإشارة، حضر الاجتماع العديد من الفنانين على غرار الفنانة حورية بابا، الممثل المسرحي الطيب رمضان، الفنان التشكيلي ناكسيف أحمد، المسرحي محمد آدار، مدير المسرح الجهوي السيد غوثي عزري، الكاتب المسرحي ومدير يومية "الجمهورية" بوزيان بن عاشور، إضافة إلى المسرحي عبد القادر بلقايد، وشعراء وممثلين عن بعض مختلف الجمعيات الثقافية والفنية الناشطة بالولاية، زيادة على مبدعين في شتى الألوان والأجناس الأدبية.