لجنة النشاط الثقافي لمدينة قسنطينة

التحضير لإطلاق بانوراما السينما

التحضير لإطلاق بانوراما السينما
المخرج علي عيساوي
  • القراءات: 952
ز. زبير ز. زبير

تعكف لجنة النشاط الثقافي ببلدية قسنطينة، التي يترأسها الفنان حكيم دكار، في إطار برنامجها الرامي إلى نفض الغبار عن المشهد الثقافي والفني بعاصمة الشرق الجزائري، على إعادة فعاليات "بانوراما السينما" التي غابت عن الساحة الفنية منذ عقود.

حسب المخرج علي عيساوي، أحد أعضاء لجنة النشاط الثقافي، فإن نجاح الربيع المسرحي الذي استضافته قسنطينة مؤخرا، وأشرفت على تنظيمه اللجنة بالتنسيق مع مختلف الفاعلين، شجع على إطلاق مبادرات ثقافية وفنية وإعادة إحياء فعاليات أخرى، كانت المدينة قد اشتهرت بها وتوقفت لظروف معينة، بما فيها فعاليات "بانوراما السينما". كشف عيساوي منذ أيام، في سهرة رمضانية احتضنها المركز الثقافي "عبد الحميد بن باديس"، بحضور وجوه فنية مسرحية وتلفزيونية محلية، عن التأسيس لميلاد النادي السينمائي بعاصمة الشرق، معتبرا أن هذا الهيكل سيكون ملتقى لمحبي وصناع الفن السابع من مختلف الجهات، في خطوة للدفع بالسينما الجزائرية من جديد، ويرى المخرج أن قسنطينة أصبح لها تقاليد في الفن السابع، من خلال العديد من النشاطات والفعاليات، وعلى رأسها بانوراما السينما"، التي باتت مكسبا ثقافيا مشهورا، على غرار بعض الأمور الأخرى التي تشتهر بها المدينة، مثل المسرح الجهوي أو الجسور، أو حتى الموروث الفني مثل "القندورة القسنطينية" أو موسيقى المالوف.

أكد المخرج المسرحي والتلفزيوني علي عيساوي، أن فعاليات "بانوراما السينما" التي احتضنتها قسنطينة في سنوات الثمانينات، كانت بمثابة إشعاع ثقافي وفني أثرى المشهد السينمائي وأعطت دفعا للفن السابع، وكانت محطا هاما لمخرجين سينمائيين من الجزائر ومن الخارج، من الذين اهتموا بالثورة المجيدة في أعمالهم الفنية بين سنوات 1956 و1962. وتأسف علي عيساوي عن غلق كل قاعات السينما بعاصمة الشرق، التي كانت تضم عالم السينما وكانت تعج بالنشاط، مضيفا أن قسنطينة كانت تضم قاعتي "سينماتيك"، وهما النصر" و"سيرتا"، وعاد إلى سنوات المرحوم جمال الدين شندارلي، وإلى مرافقيه، مثل روني فوتيي، كلير كليمون وجاك شاردي، الذين رافقوا الثورة التحريرية بكاميراتهم بطلب من بعض الضباط، وعلى رأسهم المرحوم محمد الطاهر بودربالة.

كما تحدث عيساوي، عن الطبعة الأولى لفعاليات "بانوراما السينما" التي رأت النور سنة 1984، بفضل المجهود الكبير لمحافظ جبهة التحرير الوطني وقتها، المرحوم محمد الطاهر بودربالة، رفقة والي قسنطينة الأسبق سيدي السعيد، حيث جاءت الطبعة الأولى، حسب المتحدث، تحت شعار "السينما والثورة" بإشراف شخصي له رفقة المخرج محمد حازورلي المدعو "حمة"، وقال إن رحيل المسؤولين السابقين أدى إلى توقف الفاعلية التي ساهمت في خلق العديد من النوادي السينمائية بعاصمة الشرق، وتركت أثرا إيجابيا في مخرجين الجزائريين.

وتطرق عيساوي إلى فعاليات الربيع السينمائي، من تنشيط الفنان حكيم دكار، هذه الفاعلية التي استضافت عمالقة الفن السابع في العالم العربي، الذين تابعوا تاريخ السينما الجزائرية بانبهار، وعرجوا على محطة "بانوراما السينما" التي أرخت لتاريخ السينما الوطنية، وكانت موضوع رسالات تخرج العديد من الطلبة في الجامعة الجزائرية، معتبرا أن عودة فعالية "البانوراما" ستكون وفق شروط جديدة وضوابط قوية، حتى لا تقع لجنة النشاط الثقافي لمدينة قسنطينة، في التكرار والملل وتفادي المقولة المشهورة "اللي راح وولى واش من بنة خلى".