أدى 600 قصيدة
البليدة تستحضر العميد رشيد نوني

- 2488
استذكرت مدينة البليدة مؤخرا، في حفل بهيج احتضنه المركز الثقافي "عمر خداوي"، المسار الفني لأحد أعمدة الفن الشعبي المرحوم "محمد نوني"، المدعو "رشيد"، حضره محبوه وأصدقاؤه من الأسرة الفنية وعائلته وجمهور مولع بأغانيه وقصائده الرائدة.
عرف الحفل الذي بادرت إلى تنظيمه مديرية الثقافة المحلية، حضور وجوه فنية معروفة، على غرار عبد المجيد مسكود وعبد الرحمن قبي ومحمد معطار، المدعو سيدي الكبير، المولع بفن المرحوم والذي أمتع الحضور بأغاني وقصائد المرحوم.
هذه الالتفاتة عرفان وتقدير لروح الفنان الذي أدى أكثر من 600 قصيدة للشيخ المغراوي وسيدي لخضر بن مخلوف"، كما أنها تندرج ضمن سلسلة التكريمات التي باشرتها المديرية في الآونة الأخيرة لأعمدة الفن بالبليدة، التي لا تزال أعمالها خالدة إلى يومنا هذا منذ رحيلها منذ أمد بعيد، على غرار تكريم عميد الأغنية الملتزمة، عبد الرحمن عزيز، من خلال تنظيم أيام الأغنية الوطنية الملتزمة، وذكرى وفاة الفنان القدير عمر طايان وتكريم الفنانة سلوى.
أثنى العديد من أقارب الفنان ورفقاء دربه ممن حضروا هذا الحفل، عن الخصال الحميدة التي كان يتسم بها الفقيد، من تواضع شديد وحبه الكبير للفن الذي لم يبخل به قط عن المعوزين، حيث كان يلبي دعوات كل من يدعوه لإحياء عرس أو وليمة بالمجان، كما كان الفقيد، حسب شهادات أقاربه، متبرعا دائما بدمه، وكان لا يبخل به كذلك حيال المرضى بالمستشفيات.
استذكر الفنان عبد المجيد مسكود، الذي حضر التكريم رغم صحته المتدهورة، بتأثر كبير، ذكرياته مع الفقيد، حيث أكد أنه كان شديد التواضع وكان "فنانا من طينة الكبار".
من جهته، ذكر الفنان عبد الرحمن قبي، أن المرحوم كان نموذجا للفنان الأصيل ومحبوبا لدى جمهوره، وحتى من الأجيال الصاعدة التي عرفته فقط من أغانيه، أما ابنه الوحيد سفيان، الذي حضر الحفل، فقد أثنى مطولا على التفاتة السلطات المحلية هذه، التي من شأنها استذكار خصال وفن الفقيد رغم رحيله عن الساحة الفنية بعد 21 سنة.
تهدف هذه المبادرة، حسب القائمين عليها، علاوة على استذكار الفنان، فتح المجال للشباب الهاوي للاستلهام من رصيده الكبير وتثمين الموروث الثقافي الذي تركه الفقيد، حتى يكون ضمن الموسوعة الثقافية الجزائرية، فيما تسعى السلطات المحلية إلى تخليد اسم الفنان، من خلال أحد المنشآت الثقافية بالولاية.
ولد المرحوم محمد نوني سنة 1943 بمدينة البليدة، ومن أشهر أغانيه "عويشة" و«الحراز" و«البليدة النايحة" وغيرها، وقد تغنى بها في العديد من المدن الجزائرية وخارج الوطن، تلبية لرغبة جمهوره العريض. توفي في 2 مارس من سنة 1999 بسبب مرض عضال.