أَحب الجزائر ودرس فيها

البروفسور العراقي ثاني حسين خاجي يترجل

البروفسور العراقي ثاني حسين خاجي يترجل
البروفسور العراقي ثاني حسين خاجي الشمري
  • القراءات: 776
لطيفة داريب لطيفة داريب

توفي البروفسور العراقي ثاني حسين خاجي الشمري، مؤخرا، عن عمر ناهز 66 عاما بعد إصابته بفيروس كورونا، وقد كان يستعد لأخذ اللقاح للمشاركة في المؤتمر العلمي الدولي الأول في إسطنبول بتركيا. وقد سبق للأستاذ أن درس مادة الفيزياء في منطقة عين وسارة (الجلفة)، من 1980 إلى 1983.

"المساء" استذكرت البروفسور بعدما أجرت معه حوارا سنة 2019، حينما شارك في الملتقى الدولي حول "التعليم عن بعد بين النظرية والتطبيق - التجربة الجزائرية أنموذجا"، الذي نظمه مخبر الممارسات اللغوية بجامعة تيزي وزو، بمداخلة عنوانها "العلاقة بين مستوى التنور التكنولوجي والاتجاه نحو التعلم المعكوس لدى طلبة الكلية التربوية المفتوحة". وفي ذلك الحوار عرّف الدكتور ثاني حسين خاجي الشمري بنفسه، فقال إنه أستاذ مساعد بمديرية التربية لمحافظة ديالا بالعراق، متحصل على دكتوراه في تدريس الفيزياء، يدرس منذ أكثر من ثلاثين سنة، وسبق له أن درّس مادة الفيزياء في عين وسارة بالجزائر من 1980 إلى 1983.

واعتبر ثاني أن تدريسه في الجزائر يمثل تجربة جميلة جدا، خاصة أنها كانت في بداية عمله الوظيفي. وتذكر أن مستوى الطلاب كان جيدا، وتفاعلهم معه أيضا، مضيفا أن سكان المنطقة يتميزون بالطيبة. وتابع أنه يحمل ذكريات كثيرة عن تجربته في الجزائر، حتى إنه مازال على صلة ببعض الجزائريين. والدليل أنه التقى بصديق له حينما أتى إلى الجزائر بمناسبة هذا الملتقى، وزارا معا سيدي فرج ومقام الشهيد ومتحف الجيش، وامتطيا المترو، وتجولا في حديقة التجارب. واعتبر الأستاذ أن هناك تشابها كبيرا بين الجزائر والعراق رغم أن البلد الأول يقع في إفريقيا والثاني في آسيا، مضيفا أنهما  قدّما الكثير من التضحيات، حتى أن المرأة العراقية مثل نظيرتها الجزائرية، مقاومة، وتشارك في بناء المجتمع وتثقيفه من دون هوادة. كما أكد تشابه التعليم في البلدين، ونفس الشيء بالنسبة للسلوك الإنساني.

وعن ذكرياته في الجزائر قال الأستاذ: "آه من الجزائر البلد الذي لا أشعر فيه بالغربة! أذكر أنني زرت الكثير من ولاياتها بسيارتي (رونو 16)، بل زرتها كلها ما عدا الولايات الجنوبية؛ زرت الجلفة، وجيجل، وباتنة، وقسنطينة، وسكيكدة، وتيزي وزو، وتيارت، وبجاية، والشلف وغيرها. وعن الشلف أذكر تماما اليوم الذي اهتزت فيه الولاية، كان ذلك في 10 أكتوبر 1980، وكنت مع أصدقاء في المقهى، نلعب الشطرنج؛ فإذا بنا خارج الشارع إثر الهزة. حقا كان يوما صعبا لم ننم فيه. وأنا لست متعودا على الزلزال؛ باعتبار أن العراق بلد غير زلزالي".