الترويج الرقمي للمنتج المسرحي في الجزائر

الباحثة كنزة مباركي تدعو إلى استحداث وكالة للتسويق

الباحثة كنزة مباركي تدعو إلى استحداث وكالة للتسويق
  • القراءات: 1113
دليلة مالك دليلة مالك

قدّمت الكاتبة المسرحية والباحثة كنزة مباركي خلال المؤتمر الوطني ”المسرح والإعلام ورجال الأعمال” الذي دارت أطواره بين 13 و18 جويلية المنصرم بالعلمة في ولاية سطيف، عددا من المقترحات التي تصب في مهام الترويج الرقمي للمنتج المسرحي في الجزائر؛ إذ ترى أن هذه العملية الترويجية هي بناء استراتيجية إعلان ذكية ومتواصلة للمنتج أو الفعاليات والتظاهرات المسرحية باعتماد الوسائط الرقمية المتعددة.

خلال المداخلة التي قدمتها الباحثة مباركي وتحصلت ”المساء”  على نسخة منها، أكدت أن الترويج والتسويق الإلكترونيين في وقتنا الحالي متداوَلان بشكل واسع وكبير؛ لما لهما من أهمية في مجال الصناعات الثقافية والاقتصاد والاستثمار الثقافيين، وهي أيضا المجالات الأكثر جذبا لاهتمام المشتغلين في مجال الثقافة والاقتصاد معا في الفترة الأخيرة. وتابعت تقول إنه في ظل المشاكل التي تواجه المنتج المسرحي وتعيق عملية تسويقه والترويج له، يتعين على القائمين عليه الاتجاه بقوة وذكاء نحو استغلال الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وإنتاج وابتكار مبادرات وآليات ترويج وتسويق جديدة تواجه العقلية التقليدية المتبعة في المؤسسات المسرحية الحكومية بالأخص، فالتخطيط الذكي لرؤى وأهداف ومرام واضحة للأعمال التي نقدمها. ولا يغفل أبدا عن خطة ترويجها وتسويقها، والعمل على متابعة هذه الخطة عبر كل مراحل تنفيذ الإنتاج، للوقوف على نسب تحقق الأهداف المسطرة، والوصول إلى قاعة العرض بجمهور أثرت فيه الخطة الترويجية.

ومثلت مباركي بالحالة الجزائرية؛ إذ أشارت إلى أننا نجد أنفسنا أمام استغلال شكلي سطحي وضيق للرقمية في مجال الثقافة والمسرح، فأغلب الخدمات الرقمية المقدمة بغرض الترويج والتسويق للمنتجات المسرحية والفنية، تقدَّم بصفة ارتجالية، وهي الصفة التي لم نلصقها بها جزافا، ولكن من خلال متابعة طرق وآليات اشتغال أغلب الخدمات الرقمية الترويجية للتظاهرات المسرحية بالأخص. ورصدت خلال تتبّعها آليات وطرق عمل أغلب المواقع الإلكترونية للمؤسسات والجمعيات والتعاونيات المسرحية وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، بعض الملاحظات الهامة والدقيقة، على غرار أن المواقع الإلكترونية المسرحية (تابعة للمسارح والتعاونيات والجمعيات أو المواقع المسرحية على قلّتها) لا تحدث بصفة مستمرة مضامينها، خاصة ما يرتبط بتقديم معلومات عن منتج أو تظاهرة مسرحية، وأن صفحات فيسبوك التابعة لهذه الجهات المسرحية، نمطية؛ تقليدية العمل والنشر تخل بخاصية التفاعلية التي يتميز بها مواقع التواصل الاجتماعي، كما النشر المرتجل وغير المدروس للإعلانات والدعوات والمعلومات الإخبارية عن الأعمال والتظاهرات والفعاليات المسرحية. أما صفة الارتجال فنضعها لغياب تخطيط استراتيجي لمواقيت وتواريخ النشر. وصفة (غير المدروس) تنسحب على النشر حين يكون لمحتوى هزيل المعلومات واللغة والدلالة والوسائط.

المشكلة الواقعة اليوم والتي كثيرا ما وقفنا عليها متابعين ودارسين، هي عدم إثراء مواقع الويب الخاصة بالمؤسسات المسرحية وصفحاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بانتظام بالرسائل الإخبارية وبالصور المنتقاة بعناية، فأغلب الصور التي تُنشر لا تنشر بعناية مستوفية الشروط الإعلامية والجمالية والفنية والإشهارية. ووقفت مباركي عند النقص الكبير في توظيف موقع يوتيوب والبث المباشر في مجال الترويج للعروض والفعاليات المسرحية في الجزائر. ويمكننا تأكيد أن ما توفر منها مجرد ومضات لا تعطي المهتم والمتلقي والدارس فكرة عن العمل أو الحدث المسرحي، وهنا نشير إلى أن هذه المؤسسات المسرحية أفلتت من بين يديها هذه الوسائط المهمة جدا كوسائط دعائية وتوثيقية للأعمال والفعاليات والمهرجانات، وللمؤسسة، في حد ذاتها؛ باعتبارها أيضا وسائط تواصلية تفاعلية بين المؤسسة والمتلقي والمهتمين والباحثين.

وحمّلت كنزة مباركي هذه الأخطاء على عاتق لا مبالاة المسؤولين عن هذه المؤسسات والتنظيمات بأمر الترويج الرقمي، ولا حتى بالخطة التقليدية للإعلان المسرحي.. ”نجدهم مهتمين أكثر بمرور العروض المتفق عليها، لرفع تقرير إلى الجهة الوصية، والانتقال إلى الإنتاج الموالي، وهكذا”.    

وتقدم كنزة مباركي بعض المقترحات والحلول لمشاكل التسويق التي تعترض المنتج المسرحي، في مثال بناء حملات ترويجية عبر وسائط إعلامية مختلفة، فمن المهم جدا بناء خطة محكمة للإعلان المسرحي على الموقع الإلكتروني للمؤسسة وصفحاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر موقع يوتيوب وحتى في تطبيق للهواتف الذكية، وذلك باستخدام الوسائط المتعددة التي تُعرف بأنها اجتماع وسيطين فما فوق. وترى أن تنظيم معارض للصورة المسرحية، فالصورة المسرحية تسوّق العرض وتوثقه، وهي فوق ذلك كله، منتج فني يستحق الوقوف عنده للتسويق له في حد ذاته، وعدم التخلي عن الطرق والوسائل القديمة، منها البراح وطريقة التسويق لعروض السيرك. وتعتقد أن من الضروري خلق وكالة لتسويق الأعمال المسرحية، تعمل على توزيع العروض والتسويق لها، وتقديم معلومات عنها، ويكون لرجال الأعمال الدور الفاعل في تفعيلها، فضلا عن تصميم تطبيقات خاصة بالهواتف الذكية للعروض ومسار إنتاجها، وحتى تطبيقات خاصة بالتعاونيات والمسارح لتقديم خطط الإنتاج الجديد، وتفاصيل عن كل إنتاج لتسويقه بالشكل الأمثل.

والتركيز على الاتفاقيات مع الشركاء المحيطين بالمسارح؛ وزارة النقل والتربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي والسياحة وغيرها، لتقديم خدمات تسويق للعروض ضمن فضاءات النقل والجامعة والمركّبات السياحية والفندقية، ولتوفير تذاكر عروض في تلك الفضاءات.

إدراج تذكرة مسرح ضمن برامج الرحلات السياحية التي تنظمها وكالات السياحة والأسفار

أُدرجت تذكرة مسرح ضمن برامج الجولات السياحية داخل البلد. وترتيبا على ذلك، تعمل المسارح على برمجة مرافقة لكل ما يجري في محيطها.

والقائمون على الصفحات الخاصة بالمسارح عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة، ملزمون بناءً على انخراطهم في هذه الشبكات وبحكم شروطها وأهمها التفاعلية، ملزمون بالرد على المستخدمين، وبالتحديث المستمر، وتنشيط الصفحة بما يتماشى ومختلف الفترات والمناسبات، وتقديم عروض في مناسبات الأعياد مثلا، كعروض عيد الفطر وعيد الأضحى، على غرار ما هو حاصل في عدد من الدول العربية، فهذه المناسبات موعد مهم للتسويق للعروض المسرحية، خاصة عروض الأطفال. ودعت كنزة مباركي إلى استحداث بطاقة ولاء تُمنح للمتفرجين الأكثر ترددا على المسارح وعروضها، والإعلان، بشكل شفاف وواضح، عنها، ليستفيد منها المتفرجون الحقيقيون. وتُمنح امتيازات وخدمات وهدايا للمتفرجين الأوفياء بشكل يتم تدارسه ووضعه وفقا لإمكانات كل مسرح وحتى الجمعيات والتعاونيات.