إسرائيل منزعجة من تصوير جيشها بـ"السادي"

الانتماء الوطني المصري يتعزز في فيلم "الممر"

الانتماء الوطني المصري يتعزز في فيلم "الممر"
  • القراءات: 539
❊مليكة.خ ❊مليكة.خ

 

نجح الفيلم المصري "الممر", الذي عرض حديثا على الشاشة الكبيرة، تزامنا مع الاحتفاء بانتصارات السادس أكتوبر، في استقطاب الكثير من المشاهدين وإعادة الاعتبار للأفلام الوطنية التي غابت لسنوات طويلة، وهي التي حققت نجاحا كبيرا في العالم العربي، على غرار فيلمي "ناصر 56" و«أيام السادات"، ومسلسل "رأفت الهجان" الذي يبقى من أضخم الأعمال الفنية الراقية على كافة المستويات.

 

أثبت فيلم "الممر" مرة أخرى، أن الرسالة الفنية قد تكون أقوى بكثير من أية وسيلة في التعريف بمرحلة ما في كفاح الشعوب الرافضة للخضوع والاستسلام، حيث جسد أبطال الفيلم ملحمة تاريخية نقلت فترة عصيبة  من تاريخ مصر، وأرخوا تلك الحقبة وتعمقوا في تفاصيلها.

أدى جنود "أبطال العبور" في هذا العمل الفني، وهم أحمد عز وإياد نصار وهند صبري ومحمد فراج وأسماء أبو اليزيد وأحمد فلوكس وأحمد رزق وصلاح حسني وآخرون، أدوارهم ببراعة كبيرة، تركت أثرها على نفوس المشاهدين. 

يتحدث الفيلم، الذي ألفه وأخرجه شريف عرفة، وكتب حواره أمير طعيمة، عن قوات الصاعقة المصرية خلال حرب الاستنزاف، وعلى رأسهم أحد القادة البواسل، يدعي نور (أحمد عز)، كما يوثق مرحلة هامة من تاريخ مصر، تبدأ من أعقاب نكسة 1967 والإحباط الذي لازم الجنود وعامة الشعب، غير أنه سرعان ما استعادت القوات المسلحة المصرية الثقة في رجالها الأبطالو بالشروع في تنفيذ عمليات موجهة لقلب العدو في سيناء، فيما يعرف بحرب الاستنزاف التي سعت إلى استنزاف قوة العدو الإسرائيلي قبل توجيه ضربة قاضية له في حرب أكتوبر 1973.

عن اسم "الممر"، يصف الفيلم معركة الممر التي احتجز فيها العدو الإسرائيلي عددا من الجنود المصريين، وأشاع الإسرائيليون صعوبة دخول الجيش المصري إلى تلك المنطقة، وهو ما لم يكن مستحيلا على رجال القوات المسلحة المصرية، الذين تمكنوا من إنقاذ زملائهم من براثن العدو.

عرض الفيلم على مستوى قاعات السينما منذ أشهر، وبث على شاشات التلفزيون، تزامنا مع ذكرى السادس من شهر أكتوبر، وحظي بالكثير من الإعجاب من قبل المشاهدين، لاسيما أنه يأتي في فترة عصيبة تمر بها الأمة العربية.

الفيلم الذي يعد الأعلى إنتاجا في السينما المصرية بتخطيه ميزانية 100 مليون جنيه مصري، تميز بالكثير من التقنيات العالية، على غرار المستوى البصري المتفوق الخاص بمشاهد قصف الطائرات الإسرائيلية للمطارات المصرية والقوات البرية في سيناء، خلال الساعات الأولى من حرب عام 1967. وهو المستوى البصري الذي لم نعتد على رؤيته في الأفلام التي تناولت حروب مصر مع إسرائيل، والتي غالبا ما تعتمد على مشاهد من أفلام وثائقية.

كما نجح الفيلم في دحض الكثير من الشكوك التي أثيرت حول بدو سيناء ودورهم في المعارك ضد إسرائيل، حيث ركز "الممر" على مساهمتهم في انتصارات الجيش طوال فترة الاستنزاف، عبر مساعدة أبطال الجيش في التغلب خلال المعارك التي خاضوها وقتها، وهو ما ظهر واضحا في التضحيات التي قاموا بها أثناء تنفيذ العملية، عبر الشخصية التي جسدها الفنان محمد جمعة وأخته التي أدت دورها أسماء ابو اليزيد.

كما انعكس نجاح الفيلم أيضا، على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تصدر هاشتاغ "الممر" موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في مصر، وعبرت التعليقات عن إعجابها الشديد به وطريقة سرده لأحداث حقيقية وقعت أثناء حرب الاستنزاف.

في المقابل، أعربت الصحافة الإسرائيلية عن استيائها لعرض الفيلم، مثلما جاء في التقرير المنشور في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، معتبرة أن الفيلم من شأنه أن يثير المخاوف داخل المجتمع العبري، ويزيد الكراهية تجاه إسرائيل.

أما المحللة الإسرائيلية للشؤون العربية سميدار بيري، فلم تخف بدورها تخوفها من فيلم "الممر"، حيث قالت في مقال لها، إنه "في الوقت الذي يتحدث فيه المسؤولون في مصر وإسرائيل عن اتفاقية سلام بين البلدين، انتفضت مصر من السعادة بسبب فيلم يصور الجيش الإسرائيلي بالسادي".

قدم الكاتب الصحفي الإسرائيلي تسفي بارائيل في صحيفة "هآريتس" العبرية، تحليلا للفيلم وأعرب عن تخوفه من التهافت الكبير للشباب على دور السينما في مصر والدول العربية، من أجل مشاهدة العمل الضخم، وما سيثيره من ردود فعل إيجابية على مواقع التواصل الاجتماعي.