الطبعة الحادية عشرة لشهر التراث بقسنطينة

الافتتاح بصنعة التقطير في أجواء معطرة بالزهر والورد

الافتتاح بصنعة التقطير في أجواء معطرة بالزهر والورد
تقطير الزهر شبيلة.ح
  • القراءات: 1930
❊شبيلة.ح ❊شبيلة.ح

احتضنت دار الثقافة مالك حداد بقسنطينة أول أمس، فعاليات الطبعة الحادية عشرة لشهر التراث وسط أجواء تعطرت بروائح ماء الزهر والورد، حيث عرف بهو الدار معرضا فنيا وتراثيا متنوعا لفناني وحرفيّي الولاية، ليتحول هذا الأخير إلى قبلة للزوار من خلال البرنامج المتنوع الذي شمل العديد من الأجنحة، على غرار جناح الفنون التقليدية، وجناح خاص بمختلف الآلات الموسيقية الكلاسيكية والألبسة التقليدية، زيادة على جناح الأطباق التقليدية والحلويات التي تشتهر بها المدينة.

وعرفت التظاهرة التي حملت شعار «الحماية الأمنية والتراث الثقافي»، حضورا كبيرا للمواطنين، خاصة أنها، بالموازاة، عرفت احتضان تظاهرة مهرجان عيد المدينة السنوي الخاص بتقطير ماء الزهر والورد، الذي استقطبت أروقته توافدا كبيرا للزوار من داخل وخارج المدينة، خاصة أن قسنطينة تتعطش لمثل هذه التظاهرات، سيما تقليد تقطير ماء الورد والزهر الذي ينتظره الجميع بفارغ الصبر من أجل اقتناء المياه المقطرة تقليديا.

وهكذا تعبّق المكان بأريج ثمرات الزهر، الذي أشرفت الحرفيات والحرفيون على تقطيره ضمن ورشات حية وسط الجمهور، حيث تم تخصيص ورشة كبيرة لتقطير الزهر والورد ستدوم على مدار 10 أيام متتالية، للتعريف بهذه الحرفة الأصيلة، مع عرض الأطباق والحلويات التقليدية التي يُستعمل في تحضيرها الماء المقطر، فضلا عن الأدوات التقليدية المستعملة في التقطير، وأجنحة أخرى خاصة بعرض النباتات العطرية والتجميلية والطبية المستعملة في التقطير، زيادة على عرض جل الحلويات التقليدية والمأكولات التي صنعتها أنامل قسنطينة المحضرة من الماء والزهر المقطرين، على غرار طمينة اللوز وخبز الدار وشباح السفرة والبقلاوة والطبيخ... وغيرها من المأكولات والحلويات التي تشتهر بها عاصمة الشرق الجزائري.

هذه التظاهرة الثقافية السنوية التي دأبت قسنطينة على احتضانها والتي ستمتد على مدار شهر كامل، تهدف، حسب مدير الإدارة المحلية بالولاية الذي أشرف على مراسيم الافتتاح، إلى إبراز أهمية التراث الثقافي بالمدينة، وضرورة الحفاظ عليه، حيث أكد المسؤول الذي طاف بأجنحة المعرض، على أهمية الفعالية في ترسيخ التراث المادي بهذه المدينة العريقة المعروفة بعيدها السنوي، الذي تستقبله البيوت القسنطينية كل سنة بشغف وشوق واعتزاز؛ كونه جزءا من تراثها وعاداتها وتقاليدها.

للإشارة، فقد جرت مراسيم افتتاح التظاهرة على أنغام وأجواء فنية بهيجة؛ من خلال مشاركة كل من الفنان القسنطيني عباس ريغي المعروف في طابع المالوف، والفنان خالد في الطابع الصراوي والفنان إسلام في طابع الشاوي، في الحفل الكبير، الذي عرف تكريم الحرفي بن شعبي، وهو أكبر وأقدم حرفي في صناعة «الصباط العربي» و»الزرياطي»، فضلا عن تكريم الحرفية الحاجة ياسمينة المختصة في تقطير الزهر والورد.