بلقاسم حجاج ينشئ أول أستوديو ما بعد الإنتاج السينمائي والتلفزيوني

الاشتغال في مخابر الخارج لا مبرر له بعد اليوم

الاشتغال في مخابر الخارج لا مبرر له بعد اليوم
  • القراءات: 860
 دليلة مالك دليلة مالك

لن يكون بعد اليوم أي داع أو سبب يدفع المنتجين السينمائيين للجوء إلى الخارج بعد أن بادر المخرج والمنتج بلقاسم حجاج بإنشاء أول أستوديو ما بعد الإنتاج السينمائي والتلفزيوني بالجزائر العاصمة، وهو ما سيجنب الخزينة مصاريف وأموال كبيرة كانت في وقت سابق ترهق كاهل الدولة والوزارة الوصية.

أشرف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أمس على تدشين أول أستوديو ما بعد الإنتاج السينمائي والتلفزيوني. وبعد أن عاين المقر المجهز بأحدث الوسائل، وجه تهنئته للسينما الجزائرية عموما وبلقاسم حجاج خصوصا، الذي كانت له الشجاعة بالمبادرة للاستثمار الجاد والمفيد خدمة للسينما الجزائرية، لأنه منذ أكثر من سنة كانت تنجز أفلام لكن المنتجين يضطرون للسفر إلى الخارج لتكملها، ذلك أنّ الجزائر كانت تفتقر إلى مؤسسات ما بعد الإنتاج التي تهتم بالمونتاج والصوت ومعالجة الصورة والمكساج، ومن أجل ذلك، كانت تستنزف أموالا كثيرة وكنا نلجأ إلى بلدان جارة وإلى أوروبا.

وأشار الوزير إلى أنّه ألحّ في أكثر من مناسبة، على ضرورة أن يبادر المنتجون السينمائيون الجزائريون بإيجاد الحل محليا من خلال استثمارات تعود بالنفع على الإنتاج السينمائي المحلي، وأضاف المتحدث أنّ بلقاسم حجاج نجح رغم الصعوبات ورغم الإمكانات التي يتطلبها مثل هذا الاستثمار، ذلك أنه آمن بهذا المشروع الاستثماري وعمل هذا الأستوديو المتطور والرقمي المعقد الذي يتطلب أيضا فنيين متحكمين ومتمكنين من هذه التقنيات، والشيء الجميل أنه ربط وجود هذا الأستوديو بخطة لتكوين أكبر عدد من المختصين لإدارة هذه الاستوديوهات المتميزة.

وأفاد ميهوبي أنه يمكن لهذا الأستوديو أن يسد فراغا كبيرا خاصة أن هناك عدد كبير من الأفلام بصدد الإنجاز في الجزائر ولن تجد مبررا آخر للجوء إلى استوديوهات خارج الوطن للقيام بمعالجة الصوت والصورة والتركيب.

وأردف قائلا "هذه خطوة أولى بلا شك ستتبعها خطوات أخرى، لأن هناك مشاريع أخرى تدخل ضمن ما كنا ننادي به دائما وهو الاستثمار الثقافي وهناك مشاريع قائمة لإنجاز بعض المجمعات السينمائية وبعض الاستوديوهات الكبرى للتصوير السينمائي".

من جهته، كشف صاحب الأستوديو والمستثمر في مجال ما بعد الإنتاج السينمائي، أن المركز هو الأول من نوعه في الجزائر ويسمح بإنجاز كل العمليات المتعلقة بالمونتاج والمكساج ومعالجة الصوت والصورة، وأنه أي مخرج يمكن أن يأتي بالصور لهذا الأستوديو ليخرج بفيلم كامل قابل للعرض في دي سي بي.

وكشف أن الأسعار ستكون أقل من تلك التي تقدم في الخارج، ذلك أنه لا يوجد تذكرة طائرة ولا تأشيرة ولا جمارك ولا مصاريف أخرى.. ليس هناك أي تحويل للمال. وقال "على كل حال، نحن سندرس أسعارنا حتى تكون في المستوى المطلوب".

تكليف ديوان الثقافة والإعلام بإنشاء فرع للسينما

قال عز الدين ميهوبي، بالمناسبة، بأنه كلّف الديوان الوطني للثقافة والإعلام بإنشاء فرع خاص بالسينما، وبدأ هذا الديوان بوضع قائمة لقاعات السينما في عدد من المدن الجزائرية ومن المحتمل أن تبلغ حوالي 80 قاعة سينما قابلة للعرض بتقنية الحزمة الرقمية "دي سي بي". وقد تم في بعض الولايات تدعيمها بهذا الجهاز الرقمي للعرض، وهناك مشروع لاقتناء وشراء عدد من أجهزة "دي سي بي"، وهو جهاز محمول يمكن التنقل به بسهولة.

وذكر "الآن هناك إشكالية استرجاع القاعات، والقاعات الموجودة الآن ستكون كلها قابلة للعرض بما في ذلك القاعات التابعة لمتحف السينما الجزائرية "السينماتيك" وحتى يكون لها طابع تجاري، يجب أن يكون هناك مردود ومدخول، وتشجيعا للسينما يجت أن نبادر باسترجاع القاعات من البلديات عوض الوقوف مكتوفي الأيدي وننتظر، نبدأ بالقاعات المتوفرة حتى نعيد الجمهور، والوقت نفسه فيه عملية أخرى في استرجاع القاعات الموجودة ونعاين تلك القابلة للتهيئة وليست مكلفة حقيقة".

"البئر" لن يمر مرور الكرام في الأوسكار

أشار وزير الثقافة عز الدين ميهوبي إلى أنّ فيلم "البئر" من الأفلام الناجحة وحقّقت الكثير من الجوائز في عدد من المهرجانات وتم اختياره ليمثل السينما الجزائرية في جوائز الأوسكار، وكانت للوزير جلسة مع مخرج الفيلم لطفي بوشوشي باعتبار أن وزارة الثقافة هي المنتج، لوضع خطة للمساعدة وخلق التفاف ثقافي وطني واجتماعي جزائري حول هذا الفيلم بمعنى أن هذا الفيلم لن يمر مرور الكرام في هذا الأوسكار.

وأضاف أنّه سيعمل على توفير الشروط اللازمة لأن يشاهده الجزائريون وأن تكون حملة إعلامية كبيرة مع دعم شعبي لأنه سيمثل الجزائر. وقال "نفكر في عرض كبير في الأوبرا حتى يعرف الناس القيمة الفنية لهذا الفيلم".