الدكتور عاشور فني في محاضرة بمكتبة الحامة:

الإعلام في الجزائر غير احترافي ولا يخضع لقوانين الصناعة

الإعلام في الجزائر غير احترافي ولا يخضع لقوانين الصناعة
  • القراءات: 1024
لطيفة داريب لطيفة داريب
قال الدكتور عاشور فني أنّ شبكة الإعلام أصحبت تحت رحمة شبكة الاتصال ومن ثم شبكة الاتصالات أي التكنولوجيات التي ابتلعت كلّ الشبكات الأخرى، مضيفا أنّ الإعلام الجزائري يعاني من غلبة الاتصال عليه مثل أيّ إعلام آخر إلاّ أنه لا يمتلك احترافية نظيره الغربي ولا يخضع لما يسمى بصناعة الإعلام.
وأشار الدكتور عاشور فني خلال المحاضرة التي ألقاها أوّل أمس بالمكتبة الوطنية الجزائرية تحت عنوان ”صناعة الإعلام اليوم”، بدعوة من الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية، إلى أنّ شبكة الإعلام تخضع في العالم أجمعه لسياسة الاحتكار، حيث أنّ القنوات التلفزيونية والإذاعية والجرائد كيفما كان عددها وتوجّهها، تقع تحت طائلة شبكات الإعلام وإلا فلن تتمكّن من المنافسة.
وأضاف المحاضر أن كلّ جهاز إعلامي بتنوّعاته يبحث عن الجمهور أولا ومن ثم عن الإعلانات وهو ما يدخل في سياسة صناعة الإعلام المتميزة عن الصناعات الأخرى، إلا أنّه منذ سنوات الخمسينيات وبالأخص في سنوات الثمانينات أصبح الإعلام يبحث عن سوق الإشهار قبل أن يهتم بإيجاد جمهور له.
وفي هذا السياق، اعتبر المحاضر أنّ ما حدث يعتبر منعرجا خطيرا في سياسة الإعلام إلا أنّ الأمر زاد خطورة منذ أواخر التسعينيات وبداية الألفية، حينما أصبحت شبكات تتعلّق بالتكنولوجيات تتحكّم في الإعلام، مثل الشركة الأمريكية للأنترنت التي اشترت العديد من وسائل الإعلام وأصبحت تتحكّم فيها.
وفي هذا السياق، أكّد فني تغير عالم الاتصال بفعل ظهور التكنولوجيات الحديثة مما نتج عنه تغيّر الوظيفة الإعلامية من نقل الواقع إلى محاولة التأثير وتوجيه المتلقي إلى وجهة معينة وكذا طغيان الوسيلة على الرسالة في هذا المجال، حيث أصبح بإمكان المتلقي أن يستعمل هاتفه الذكي ويتلقى جميع الأخبار من دون حاجته إلى قناة تلفزيونية أو إذاعية أو جريدة، وفي هذا الصدد خلت علاقة المرسل بالمتلقي ولم يعد هذا الأخير ينتظر الخبر من وسيلة إعلامية بل أصبح هو الناشر في بعض الأحيان ويحمل سلطة التأثير.
وانتقل الدكتور للحديث عن واقع الإعلام في الجزائر، فأوضح أنّه لا توجد هناك صناعة إعلام والإعلام الجزائري ذو طبيعة أدبية أي يهتم بالإنشاء، أمّا من الناحية التنظيمية فهو ملحق بالنشاط السياسي وتتحكّم فيه مؤسسات محددة أمّا عن الخاص منه فيجب أن يتلقى الترخيص من هذه المؤسسات للعمل.
وأضاف الدكتور أن الإعلام الجزائري غير محترف ويخضع لأمزجة المسؤولين والمديرين وبالتالي لا يمكن اعتباره نشاطا إعلاميا بمعنى الكلمة، كما يفتقد للمعايير القديمة، حينما كان يحمل إرث الحركة الوطنية وشخصيات مرموقة في هذا العالم مثل عمر بن قدور وابن باديس وغيرهما بل أصبح تحت تأثير تيارات غريبة عن البلد مثل التيار المشرقي والغربي والخليجي وبالتالي لا يوجد تحكّم في المهنة وهو ما اعتبره المتحدث أكبر خطر على الإعلام.
واعتبر الدكتور أنّ عدم التحكّم في المهنة أدى إلى تسويق صورة الجزائر من الجانب الإيديولوجي وبنية إرضاء إما المسؤول أو الممول ليختم قوله بأن غلبة الاتصال على الإعلام في الجزائر، مشكل عالمي إلا أنّه لا يملك الاحترافية السائدة في الدول الأجنبية.