طباعة هذه الصفحة

فيلم ”شبان متصدّئون” لأندي بوش

الأمل لا يتوقّف عند العمر

الأمل لا يتوقّف عند العمر
  • القراءات: 523
دليلة مالك دليلة مالك

مواصلةً لمنافسة مهرجان الجزائر التاسع للسينما، أيام الفيلم الملتزم، عُرض، سهرة أوّل أمس، فيلم شبان متصدّئون من لوكسمبورغ، وهو عمل يصب ضمن الروائي الطويل للمخرج أندي بوش، حيث يقدم مقاربة مختلفة بخصوص حالة الكبار الرافضين المكوث في بيوت الشيخوخة والالتزام بقوانينها الصارمة. وفي الفيلم نموذج لأربعة رجال تتراوح أعمارهم من 65 إلى 84 سنة لازالوا يتشبّثون بالحياة، ويفكّرون في إنشاء دار للشيخوخة كما يريدون هم، غير أن عراقيل ومطبات تحول دون ذلك، لكن سرعان ما يتجلى الأمل في حلّ مثير.

«شُبّان متصدّئون جاء في أسلوب درامي كوميدي، فيه انتقام واضح للبيروقراطية التي يعاني منها عدد من الدول الأوروبية وتنديد بها. ويمكن اختزال هذه الفكرة في مشهد ساخر، لما ذهب أبطال القصة فونس ولول ونوكس وجانجي إلى الوزارة طلبا لدعم مشروع إنجاز دار للعجزة، فاستقبلتهم مسؤولة هناك وردت عليهم بجملة من الأوراق والإجراءات الطويلة، وهي تحدثهم تنزع السيدة حذاءها، ذلك أسلوبها في النقاش. ينصرف الجميع، فتبحث السيدة عن فردة حذائها، فلا تجدها. وفي مشهد موال وفي صورة مقربة، يرمي أحدهم برماد سيجارته داخل تلك الفردة من الحذاء.

أمام هذه الصعوبات تحاول المجموعة عن طريق معاشاتهم، شراء منزل، غير أن الضمانات غائبة، ثم إن حظهم العاثر يحول دون ذلك، بسبب مؤسسة صينية اشترت الأرضية التي بها ذلك البيت ودمرته لإنشاء مشاريعها. في الوقت عينه، يسقط فونس مريضا بسبب هذا النضال من أجل فضاء يجمع أصدقاءه، وبالصدفة وهو خارج من المستشفى، يرى حافلة قافلة مخصصة للسفر مركونة على الطريق بكثير من الإعجاب، يلتقي صاحبتها، فتخبره أنها تريد بيعها بعد مرض زوجها وبعد أن طافت معه كل أوروبا وتركيا.

يتواصل نضال هؤلاء الشبان الطاعنين في السن، والأمل يحذوهم في حرية رغم وفاة فونس بعد أزمة قلبية ألمت به، فيقومون بشراء القافلة بفضل منحة الوفاة التي تركها صديقهم، وبداية مشوار جديدة مليئة بالأمل.

الفيلم أنتج في 2017، ومدته 107 دقائق للمخرج أندي بوش، الذي ولد سنة 1959، وخاض أولى تجاربه في الإخراج في بداية الثمانينات، وهي فترة لم يكن يعرف فيها بلده لوكسمبورغ أي نشاط سينمائي، حيث لايزال عمله الثاني المشاغب (1988) أشهر أفلامه. ألَّفَ وأخرج عشرة أفلام روائية طويلة وعدة أفلام وثائقية، كما أمضى عشرين عملا تلفزيونيا لصالح القنوات الألمانية.