المخرج السينمائي شريف عقون لـ”المساء”:

الأمازيغية لغة سينماتوغرافية بامتياز

الأمازيغية لغة سينماتوغرافية بامتياز
  • القراءات: 3263
حاورته: دليلة مالك حاورته: دليلة مالك
يتحدّث المخرج السينمائي شريف عقون لـ”المساء”، عن تجربته السينمائية التي دخلها صدفة ثم أحبها، فدرسها وامتهنها، وفي هذا اللقاء يقدّم بعض آرائه بخصوص الإنتاج السينمائي في الجزائر ومشاكله، وعن غياب النقد المحترف، كما عاد إلى أزمة السيناريو التي أكد أنها ما زالت تنخر مستوى الأداء السينمائي.
ويعتقد أن الأمازيغية لغة سينماتوغرافية بامتياز، كاشفا أنه يفكر في إخراج فيلم روائي آخر، بعد أن أنتج أول عمل له سنة 0991 وكان باللهجة القبائلية عنوانه ”ثاغارا لجنون” أو ”نهاية الجن” وهو أول عمل سينمائي ناطق باللغة الأمازيغية في تاريخ السينما الجزائرية، إذ يرى أن الحوار باللهجة الجزائرية يشكّل له مشكلا.
حدّثنا عن بدايتك في السينما وكيف ولجت هذا العالم؟
درست الفيزياء بجامعة الجزائر ونلت شهادة ليسانس، وفي نهاية السبعينيات درست السينما بفرنسا، فقد انصهرت في هذا العالم بفضل الأعمال الصغيرة التي كنت أقوم بها أثناء دراستي، ووجدت نفسي مهتما ومتابعا للسينما خاصة وأني شاهدت معظم الكلاسيكيات وملم بها.
في عام 1891 عدت إلى الجزائر عملت في التلفزيون وكان أول عمل لي هو مساعد أول مخرج مع حاج رحيم في فيلم ”سركاجي”، وأوّل عمل لي كمخرج هو الفيلم القصير ”ثغارا لجنون” أو ”نهاية الجن” في عام 0991.
ومع موسى حداد أطلقنا أولى الفيديو كليبات في الجزائر مع فرق ”راينا راي” و«تي 34 ” وحميدو، وكان ذلك في فترة ظهور الفيديو كليبا بفرنسا سنة 1984 مع قناة ”أم 6”، وبدأنا نحن في سنة 1985 تصوير الفيديو كليب، وفي سنة 2013 أخرجت أول فيلم روائي طويل هو ”البطلة”.
هل يمكنك تقييم راهن السينما الجزائرية على ضوء تجربتك واحتكاك بهذا المجال؟
لا يمكننا الحديث عن السينما الجزائرية، أولا لأننا لا نملك إنتاجا سينمائيا محددا، وبقينا ننتج في المناسبات، لذلك أعتقد أننا نملك سينما مناسبتية متزامنة مع التظاهرات على غرار خمسينية الاستقلال، ”تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية” و”الجزائر عاصمة الثقافة العربية” وقريبا قسنطينة ، حيث يطلبون منا إنجاز أفلام، والتوجّه لهذا الإنتاج السينمائي لا يمكن اعتباره مقياسا حقيقيا بغض النظر عن العدد.
هناك ظاهرة أخرى وهي التوزيع، فالكثير من الأفلام يتم إنجازها لكن الجمهور لا يشاهدها، لذلك أطرح سؤال ”ما الجدوى من الإنتاج إن لم يقدم للجمهور في قاعات السينما؟”..هذا غير معقول وأضرب مثال فيلمه ”البطلة” الذي كان عرضه الأول في ماي 3102 ولم يوزّع حتى الآن بسبب بيروقراطية الإدارة.
هل هناك حقا أزمة سيناريو في الجزائر وماذا تعتقد بخصوص النقد السينمائي؟
حقيقة هناك أزمة سيناريو، فغالبا ما يلجأ المخرجون إلى كتاباتهم لأنه بكل بساطة ليس هناك كتاب سيناريو، وفي مشروعي المقبل لدي مشكل لإيجاد كاتب سيناريو..أريد أن أعمل مع واحد منهم، لا أريد الدخول في المغامرة وحدي، فعلى المستوى الدرامي هناك كتاب مختصون ونحن بحاجة إليهم.
بالنسبة للنقد، أعتقد كذلك أنه غير موجود كلما قرأت مقالات في الجرائد أجد الكاتب بعيدا عن أبجديات المهنة، فالناقد عليه أن يكون مطلعا بتاريخ السينما وأن يكون مثل المخرج ويعرف أهمية المشاهد ومغزاها، كما أن الجرائد لا تعير أهمية للصفحة الثقافية وتتذيّل ترتيب اهتماماتها.
تحضّر لفيلم وثائقي، أين وصل العمل وما مضمونه؟
الفيلم الوثائقي انتهيت منه مؤخّرا، وعنوانه ”روشي نوار” أو ”الصخرة السوداء” وهو الاسم السابق لبومرداس، حيث كان مقر الهيئة التنفيذية للدولة الجزائرية، أخرجته بمناسبة الذكرى الـ05 لاستقلال الجزائر، منحوني سيناريو لم يقنعني وهو مجرّد خطابات، فاشتغلت عليه احتفظت بالموضوع الذي يتناول فترة الجزائر بين مرحلتي الاحتلال والاستقلال واستفتاء تقرير المصير 1جويلية 2691، وكيف تم تحويل السلطة من المحتل إلى الجزائريين.
أروي تلك الفترة التي كان يسيرها عبد الرحمان فارس رئيس الهيئة التنفيذية المؤقتة للدولة الجزائرية فور وقف إطلاق النار، حيث وقع مشكل في كيفية انتقال الحكم إلى الجزائريين على أرضهم المستقلة، وكان كريم بلقاسم من طرح المشكل مع المتفاوضين الفرنسيين وكيف يتم تنظيم الاستفتاء في ظروف جيدة. الفرنسيون اقترحوا تنصيب لجنة تضم 12 عضوا منهم 9 جزائريين و3 فرنسيين أحرار ممن أيدوا الاستقلال لمساعدتهم بهدف جزأرة المؤسسات وإدماج الجزائريين فيها، وهذه الفترة التاريخية المهمة لا يعرفها الجزائريون، ولم يسلّط عليها الضوء كثيرا.
هل تفكر في إنتاج فيلم ناطق بالأمازيغية، وأنت من أخرج أول فيلم بها سنة 0991؟
نعم فكرت في إخراج فيلم آخر بالأمازيغية، أتذكر مثل اليوم في شهر أوت عام 0991 قمت بتصوير الفيلم القصير ”نهاية الجن”، باللغة القبائلية رغم أنّ السيناريو أودعته بالفرنسية، ولم يشهد أي اعتراض وتمت الموافقة على وضع دوبلاج وواصلنا التصوير، وبعد شهر صدر قانون يسمح باستعمال اللغة الأمازيغية في الإبداعات الثقافية ويجيز استعمالها في السينما.
أحب كثيرا فيلم ”نهاية الجن” و”ثاغارا لجنون” الذي يروي قصة طفل يتربى على تخويفه من الجن في البدايات الأولى لحياته، وأجد أن الأمازيغية لغة سينماتوغرافية بامتياز، حيث يمكن وضع حوار قصير ومجدي بطريقة طبيعية جدا.