نصر الدين حرة لـ"المساء":
الأغنية الشاوية في تطور مستمر وأصبحت مطلوبة

- 1190

أكّد الفنان الشاوي نصر الدين حرة على أهمية النبش في التراث لتطوير الأغنية الشاوية التي خطت خطوات هامة وأصبحت مطلوبة، وينم عن هذا لفنان حسّ مفرط لتصوّر مشهد تراثي بتدفق فني يحمل في مدلولاته رسالة الفن ويجمع أصواتا تتقاطع عند غايات مهرجان تيمقاد يراهن عليها لتطوير الأغنية الشاوية، التقته "المساء" بتيمقاد وهو يتأهب لتنشيط السهرة الرابعة من فعاليات الطبعة الثامنة والثلاثين للمهرجان، سنحاول في هذا الحوار استدراجه لجملة من التساؤلات تبحث عن إجابات شافية. حاوره:
مجدّدا لبّيت دعوة الحضور، ما انطباعك في المشاركة المحلية؟
بالطبع بكلّ فرح وسرور استقبلت دعوة المشاركة والسعادة تغمرني لحضور الطبعة مجددا، وذلك شرف لي وتكليف بمهمة لتمرير رسالة الفن من هذا المنبر، وأنا في خدمة تراث المنطقة باستغلال خصوصيات المهرجان، ومشاركة فناني المنطقة أمر مهم ومنطقي في وجود عينيتين هذه السنة، وعلى العموم فإنّ كلّ فناني المنطقة كان لهم شرف تمثيل الأغنية الشاوية من قبل بإتقان في طبعات سابقة وهم على الدرب يواصلون.
ماذا حضرت لجمهور تيمقاد؟
حضرت نماذج من التراث منها رائعة "بنت البارود" التي سأقدمها لأول مرة بالمهرجان إلى جانب ذلك سأقدم نماذج من روائع رابح درياسة.
هل تعتقد أنّ مثل هذه المهرجانات تلمّ الشمل ؟
أكيد، فلهذه المهرجانات دور لا يقل أهمية عن دور الإعلام في التبليغ والدعوة للم الشمل ونصرة القضايا العادلة أيضا وإبراز صور التضامن، سأساهم كفنان بصوتي وروحي لإعلاء كلمة الحق والدعوة للتجنّد لحماية الجزائر ومكتسبات الاستقلال .
كثيرة هي الأصوات التي تتحدث عن تقزيم دورها في هذا للمهرجان ما رأيك؟
لا أعتقد ذلك، لقد عمد ديوان الثقافة والإعلام إلى فسح المجال للعديد من فناني المنطقة وشاركوا في طبعات سابقة ومثلوا الأغنية الشاوية أحسن تمثيل، وليس ثمة ضرورة للظهور سنويا، لـكن المهرجان ملك لكل الجزائريين والمسؤولون يدركون جيدا أهمية تراث المنطقة في هذا المجال وأعطوا الفرص لكل الفنانين دون تمييز أو إقصاء.
هل أنت راض عن المستوى الذي أدركه مهرجان تيمقاد ؟
أكيد لقد سار خطوات مهمة نحو العالمية وأصبح محطة سنوية لمختلف الفنانين من مختلف الدول وبإمكانه أن ينقل صورة مشرقة عن الجزائر ويروّج للتراث.
تحوّل كبير شهدته الأغنية الشاوية ؟
لكل فنان خصوصياته.. وأنا لست متميزا ولا منفردا وأعمالي الفنية المتنوعة تنم عن شعور ورغبة في تطوير الأغنية الشاوية في الإطار الذي رسمته لنفسي منذ بداية مشواري الفني وصوتي دعوة للم الشمل وانشغالي بالتراث لتبليغه للأجيال باعتباره تراثا صنع مجد الأغنية الجزائرية ككل.
هل أنت راض عن مستوى الأغنية الشاوية؟
أنا جد راض عن المستوى الذي أدركته الأغنية الشاوية التي أصبحت تنافس الراي داخل الوطن وبأوروبا تشكّل الرقم واحد، وهذا بفضل فناني المنطقة الذين وقعوا لها من قبل على غرار المرحوم كاتشو.
هل تفكر في تغيير اللون الذي تقدّمه بحثا عن النجومية وكسب شعبية إضافية؟
هذه الفكرة غير مدرجة في انشغالاتي حاليا وليست من أولوياتي، ولا أبحث عن نجومية على حساب الفن، والنجومية تكتسب بجدارة واستحقاق، بالطبع لقد عمدت هذا الأسلوب ولا أعتقد في التنوّع مخرجا وكلنا نعلم أن لوني "الراي والراب" مثلا يستحوذان على الساحة الفنية، شئنا أم أبينا فهذه مفخرة للجزائر لكن دوري الساعة يكمن في البحث عن صيغ وأساليب فعالة لتطوير فن المنطقة الثري والمتنوع، خصوصا وأن الأغنية الشاوية أصبحت مطلوبة بالمهجر وتعرف إقبالا كبيرا وهو ما وقفت عليه في آخر مشاركة لي بمهرجان الأغنية الشاوية بمرسيليا مؤخرا.
هل أنت من المطالبين بتنظيم خاص بالفنانين وما تنتظر من الوزارة الوصية؟
أكيد، هذا طموح كل فنان جزائري بطبيعة الحال ونعول على التنظيم الخاص بالفنانين من خلال نقابة لطرح عديد المشاكل التي لها علاقة بمشاكل الفنانين وتحمي حقوقهم المادية والمعنوية، كما أغتنم الفرصة للإشادة بدور الوزارة الوصية التي جسدت عمليا بطاقة الفنان
وماذا عن جديدك ؟
سيصدر لي بحر هذا الأسبوع ألبوم جديد يتضمن كذلك أغان تراثية من كلماتي والحاني .
كلمة أخيرة لجمهور تيمقاد
أشكر قراء جريدة "المساء" التي أتاحت لنا هذا الحيز باعتبارها فضاء إعلاميا يعير كل الاهتمام للفن والفنانين وبالمناسبة اشكر جمهوري العزيز الذواق للفن الذي يتفاعل مع أدائي, وكل الساهرين على إنجاح فعاليات الطبعة.