المطرب محمد باجدوب لـ ”المساء”:

الأغنية الأندلسية في المغرب بحاجة إلى دعم إعلامي

الأغنية الأندلسية في المغرب بحاجة إلى دعم إعلامي
  • القراءات: 1133
دليلة مالك دليلة مالك
عاش الجمهور العاصمي سهرة أوّل أمس بقاعة ”الموقار”، أجواء طربية من الموسيقى الأندلسية المسماة بطبع الآلة التي تختص بها المملكة المغربية، بفضل الأداء المتميّز للفنان المخضرم محمد باجدوب، الذي يعود إلى الجزائر للمرة الخامسة ضمن البرنامج المسطر من قبل الديوان الوطني للثقافة والإعلام بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك. وتمكّن المطرب من إمتاع الحاضرين بتقديم عدد من الموشحات والمواويل مع عزف متواصل لفرقة ”شباب الأندلس” المغربية.
قرابة ساعتين من المتعة بالصوت الأصيل للمطرب الكبير محمد باجدوب، أخذت الحضور إلى زمن الفن الجميل. وتعمّد الفنان أن يقدّم برنامجه الموسيقي بشكل منوّع وخفيف على غير عادة النوبة الأندلسية التي تتّسم بالطول والثقل. واستهل أداءه بمواويل من الموشّحات الأندلسية كمدخل لتقديم بعض الأغاني المستمَدة من التراث الأندلسي، ثم عاد إلى الموال، وغازل الجمهور بأعذب الكلمات وأرقها، فأعطاه نشوة في الاستماع لأهم الوصلات المتعارَف عليها سواء في المغرب أو الجزائر، لذلك كان التفاعل إيجابيا بين المطرب والحضور.
وأعدّ محمد باجدوب للحاضرين مختارات من نوبات أندلسية من طبع الحجاز، رمل المايا والمايا ممزوجة بمواويل، حيث استمتع الجمهور بالأشعار المغناة. ويرى الفنان أنّه لم يجد أيّ مشكل في ضبط برنامج للجمهور الجزائري، الذي وصفّه بالذوّاق. وتابع يقول: ”ليس هناك فرق بين الجمهورين الجزائري والمغربي”؛ لذلك لا يجد أيّة صعوبة في تقديم البرنامج الفني الأندلسي، وذلك من حيث النوبات التي تتشابه. وسبق للمطرب أن أدى في مهرجان الأغنية الأندلسية المغاربية بالقليعة، مزيجا مع نظرائه من تونس والجزائر، وهي التجربة التي يعتز بها ونوّه بها كثيرا.
وفي حديث مقتضب إلـى ”المساء” عن واقع الأغنية الأندلسية في المغرب، قال محمد باجدوب إنّ هناك اختلافا في وجهات النظر بخصوص هذا الموضوع. وأردف معتقدا أنّ المسؤولية ملقاة على عاتق الإعلام في الترويج للأغنية الأندلسية، وكذلك توجيه المستمع والمشاهد إلى هذا الفن من خلال بث حفلات فنية أندلسية على التلفزيون بشكل مستمر، وعدم اقتصاره على المناسبات فقط كمناسبة شهر رمضان. وأضاف أنّه رغم ما تلعبه المهرجانات الفنية في المغرب من دور يبقى غير كاف ويحتاج لدعم إعلامي متواصل، وذلك لخلق ذكريات لشباب اليوم يستحضرونها مستقبلا، مثلما كان هو عليه في شبابه. وأكّد أنّ للإعلام مسؤولية تقديم هذا الفن على طبق بشكل مسترسل دون انتظار المناسبات.
وعن مشاركته في السهرات الطربية والشعبية والأندلسي التي تحتضنها قاعة ”الموقار”، قال باجدوب إنّ زياراته للجزائر عديدة ومتكرّرة منذ 1969، ومنذ خمس سنوات يسجّل حضورا مستمرا كلّ رمضان. وأفاد بأنّ حضوره المتواصل شكّل بينه وبين الجمهور تفاهما وقبولا لما يقدّمه من فن أصيل؛ حتى أضحى من بين الأسماء اللامعة التي تشارك في هذه التظاهرة الفنية. وسجّل المطرب بارتياح الأسماء العالمية الكبيرة التي تشارك فيها. وأعرب عن شرفه في أن يكون ضمنهم.
ويُعدّ محمد باجدوب أحد أهم رموز الفن المغربي في مجال الموسيقى والطرب الأندلسيين، ويزخر رصيده الفني، الذي عمره خمسون سنة، بعشرات الأعمال الفنية، من أهمها ”يا شمس العشية”، ”ما أرسل الرحمن”، ”آه يسلطاني” و”عيني لغير جمالكم”، وهو ما يعكس تألّق الفنان وحجم عطائه.