طباعة هذه الصفحة

المطرب إبراهيم حاج قاسم لـ "المساء":

الأغنية الأندلسية بخير وعلى الشباب الانخراط في الجمعيات الفنية

الأغنية الأندلسية بخير وعلى الشباب الانخراط في الجمعيات الفنية
  • القراءات: 2545
حاوره: زبير. ز حاوره: زبير. ز

يعد من بين الأصوات الرائعة في أداء الأغنية الأندلسية، له جمهور واسع من مختلف أنحاء الجزائر، هو فنان متواضع ويستجيب لنداء وطنه كلما طلبه، طار مباشرة من عاصمة "الجن والملائكة"، باريس، ليشارك وفد ولايته في فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية تلمسان في تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"، وتوجه مباشرة من المطار إلى قاعة العروض الكبرى "أحمد باي"، حيث أدى سهرة جميلة رفقة الفنانة ريم حقيقي، "المساء" اقتربت منه بعد نهاية الحفل ونقلت لكم هذه الدردشة. 

❊ هل من كلمة عن مشاركتكم في هذه الفعاليات؟ 

— طبعا، أنا مسرور جدا لأكون ضمن المشاركين في فعاليات ونشاطات "تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، قسنطينة تشبه كثيرا تلمسان، وقد سبق لولايتنا أن نظمت فعاليات عاصمة الثقافة الإسلامية سنة 2011، وكانت فرصة كبيرة لإبراز الموروث الثقافي المحلي والوطني بشراكة العديد من الدول العربية والإسلامية.

❊ ماذا قدمتم للجمهور في الحفل الساهر؟

— الحفل كان عبارة عن مقتطفات من الموسيقى الأندلسية، وبالتحديد من مدرسة تلمسان، حيث قدمنا بعض الأغاني الجميلة من التراث الموسيقي العريق وأبدع شيوخنا في تأديتها، وعلى رأسهم عبد الكريم دالي الذي أكن له كل الاحترام والتقدير، كما قدمنا بعض المدائح الدينية التي تشتهر بها زوايا تلمسان.

❊ أديتم ثنائيا "ديو" مع الفنانة ريم حقيقي، كيف تقيمون هذا العمل؟

— شرف كبير لي أن أقدم عملا مشتركا مع المطربة والفنانة المشهورة ريم حقيقي الغنية عن التعريف، ريم تجيد عملها وهو الأمر الذي يسهل على أي فنان العمل معها، كانت فرصة جميلة أن نلتقي في عمل مشترك ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية تلمسان بـ«تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"، وأتمنى أن يتكرر هذا العمل المشترك مستقبلا.

❊ وأنتم تنشطون في مجال الأغنية الأندلسية، كيف تقيمون هذا اللون الموسيقي في الوقت الحالي؟

— الحمد لله، عندما نجد شبابا ضمن الفرق الفنية التي تؤدي طبوع الأغنية الأندلسية، نتأكد بأن الأمور على خير، هناك العديد من الشباب المولع بهذا النوع الغنائي، حتى أنهم يؤدونه بطريقة جيدة، وهذا ما يجعلنا على يقين بأن مستقبلا زاهرا تحظى به هذه الموسيقى التي وصلتنا منذ أكثر من 7 قرون، نتمنى أن تدوم لقرون أخرى.

❊ لا حظنا في أدائكم خروجا، نوعا ما، عن الطابع الأندلسي المحض، حيث كنتم تستعملون الدف وموسيقى مغايرة للموسيقى الأندلسية في بعض المقاطع، إلى ما يعود ذلك؟

— حقيقة، نسعى دائما إلى التميّز من خلال التغيير في الأداء، وأظن أن استعمال الدف في بعض المقاطع التي أديتها، يعود إلى طبيعة الأغنية، حيث تتأثر الموسيقى بالنوع الغنائي الذي يقدم فوق الركح، وبخصوص استعماله، فذلك يعود إلى أداء بعض المدائح الدينية وسط الأغنية الأندلسية، وطبيعة المديح تحتم تغيير الريتم، وحتى استعمال الدف والميل إلى الموسيقى الإنشادية، ربما أيضا مكان إقامتي بباريس مع وجود عدد كبير من الثقافات ومن خلال احتكاكي اليومي بالمواطن الباريسي، جعلني أتأثر بالتنوع الثقافي.

❊ بذكركم باريس، هل تجدون فرقا بين الغناء هنا وهناك؟ 

— لا يوجد فرق كبير، وإنما الفرق يكمن في طريقة تعامل الآخر معك، فنحن كفنانين نجده في الجمهور، هناك عدد كبير من الجالية وهناك تنوع ثقافي كما سبق وأن تحدثت عنه، لكن أظن سواء في فرسنا أو في دول أوروبية أخرى، أن الفنان لا ينسى هويته، فنحن نحاول دوما التمسك بأصولنا المغاربية. 

❊ لو نعود إلى الحديث عن مشواركم في مجال الفن والموسيقى، بمن تأثرتم ومن هو مرجعكم في هذه الموسيقى؟

— هناك العديد من الأسماء التي برزت في مجال الأغنية الأندلسية، وقدمت الكثير لهذا اللون الغنائي وساهمت بشكل كبير في استمراره ونقله إلى الأجيال اللاحقة، أتحدث عن نفسي شخصيا، فقد تأثرت بالشيخ عبد الكريم بن دالي، رحمه الله، والشيخ رضوان بن صاري، اللذان أعدهما وأرى أنهما من أقطاب مدارس الأغنية الأندلسية في تلمسان.

❊ ما هي رسالتكم للجيل الجديد؟

— نصيحتي لهذا الجيل، وأعني الشباب، هو الاندماج في جمعيات فنية، حتى يتمكنوا من تعلم هذا الطابع الموسيقى أو أي طابع آخر، على أصوله، من خلال الاحتكاك بالمواهب والشيوخ.

❊ ما هو جديدكم الفني؟

— انتهيت من تسجيل نوبة في طابع "السيكة"، وأتمنى التوفيق مستقبلا حتى أقدم أعمالا أخرى تكون استجابة لرغبة الجمهور في السماع لهذا الطابع الموسيقي المحافظ والأصيل، الذي يبقى واقفا رغم الانتشار الواسع للموسيقى السريعة والأغاني متدنية المستوى.  

❊ هل من كلمة أخيرة؟ 

— أشكر الجمهور الذي شرفنا خلال السهرة الفنية، وأخص بالذكر فناني المالوف الذين تابعونا باهتمام، وهو أمر مفرح ومشجع، أن تجد المدارس الموسيقية في الجزائر تهتم ببعضها البعض وتتابع كل جديد في هذا المجال وتحترم التنوع الموسيقي.